مقالات

متلازمة الرفض

ياسر خلف

الحكماء عندما يفقدون الأمل في مجادليهم فالحكمة تستوجب لديهم نقل نتيجة الجهالة إلى مجادليه لنقض جدليتهم، وهنا تظهر الحقيقة على لسان معارضيه الرافضين لأي شيء يصدر عنه وإن كان صواباً وحقيقة واضحة للعيان. وهنا ينتهي الإشكال وتسمو الحكمة متخطيةً الجهل والكذب والنفاق.

لقد كانت الإدارة الذاتية في روج آفا ومنذ إعلانها وقبلها حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM وحزب الاتحاد الديمقراطي السباقين في طرح الأفكار والخطط والمشاريع التي من شأنها النهوض بالمجتمع وتطويره لكن بالمقابل كانت هناك دائما يرافق كل خطوة يخطوها الإدارة الذاتية والقوة والأحزاب المنضوية فيها جدلية التشكيك والرفض المزمن من قبل ما يسمى بالأحزاب الكردية الكلاسيكية المتشعبة بانشقاقاتها والمتوارثة لإخفاقاتها المستعصية على مجارات الواقع والمنحدرة إلى مستنقع التبعية العمياء لإملاءات الأعداء والترويج لإدعاءاتهم وبهتانهم ليشكلوا بذلك جدلية وإشكالية افتراضية بعيدة عن الواقع المعاش وحيثياته ليعوضوا بعض من فشلهم المتراكم على امتداد تاريخهم المتلاطم لحد الدحرجة والهرولة نحو الهاوية أو المزبلة ومن هنا كانت الإدارة الذاتية بمثابة ناقوس الخطر على مصالحهم ومنافعهم الضيقة الأفق والآنية في منظورها لمآلات الأحداث في غربي كردستان والشرق الأوسط الأمر الذي كان يؤدي بهم دائماً إلى الاصطدام بنتائج سياساتها الخاطئة ووقوعهم في شر أعمالها نتيجة قيام الإدارة الذاتية بالعمل ونقل نتيجة جدليتهم الافتراضية الإشكالية الرافضة إلى واقع ملموس ومحسوس.

حيث كانوا يدعون أصحاب متلازم الرفض أن الإدارة الذاتية بعيدة عن الوطنية والقومية والكُردستانية فقد كانوا يرددون أن الإدارة الذاتية قسمت روج آفا! وعند قيام الإدارة الذاتية بتحرير أغلب مناطق روج آفا بفضل دماء وتضحيات قوات حماية الشعب وتوحيد جغرافيتها بتحرير كري سبي وتوجهها نحو تحرير جرابلس

[كلكاميش] انتهت إشكاليتهم الافتراضية وظهرت حكمة الإدارة الذاتية واقعاً وجلياً أنهت كل جدال، وأيضاً كان أصحاب متلازمة الرفض الافتراضية تروج في كل مواقعها الالكترونية والإعلامية أن الإدارة الذاتية ليس في برامجها أي شيء كردي! وعند قيام الإدارة الذاتية بنقل جدليتهم الافتراضية إلى واقع ملموس واتخذت القرار بفرض التعليم باللغة الكردية في جميع مدارس مدن وقرى روج آفا انتهت إشكاليتهم الافتراضية واندحرت أمام حكمة الإدارة الذاتية الواقعية والموضعية في طرحها منذ البداية ليبدأ طقوس جديدة من متلازمة الرفض وهذه المرة بشكل مرضي وانحدار وطني وقومي وأخلاقي بطرحهم إشكالية رفض توحيد جغرافية غربي كردستان ملتزمين بما يروجه أعداء الكرد كالموافقة على إنشاء مناطق عازلة في روج آفا (كيان تركماني) ورفع نسبة التركمان إلى 25% كما ادعى أحد الفطاحل!

وكذلك رفض التعليم باللغة الكردية متوافقين بذلك مع موقف النظام البعثي الأسدي الذين يدعون معارضته وتطابقهم لحد الجماع مع المعارضة الائتلافية في اسطنبول برفض المساس بمنهاج البعث والإبقاء عليه ووصل بهم الانحطاط إلى حد وصف اللغة الكردية بلغة الجهل؟!

زر الذهاب إلى الأعلى