PYDمانشيتمقالات

نضال المرأة ودورها في ثورة روج آفا… 3

عريفة بكر ــ

… وفي المجال السياسي والدبلوماسي، استطاعت المرأة في ثورة “روج آفا” إبراز هويتها وتعزيز السياسة الديمقراطية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، كما وعملت على تطوير استراتيجيات سياسية وعقد الاتفاقات مع التنظيمات النسوية ضمن الأحزاب السياسية، وكانت قادرة على إيصال صوت الشعوب التي تنادي بالديمقراطية إلى كل مكان؛ حيث كانت بالمستوى الدبلوماسي المطلوب لتمثل شعوب المنطقة في المحافل الدولية، فقد كان تمثيلها في كافة اللقاءات والحوارات والمؤتمرات والمفاوضات وأماكن صنع القرار مبدأ يتم العمل عليه من قبل المرأة.

أما في مجال العدالة، فيُعَدُّ مجلس المرأة مسؤولاً عن تطوير العدالة من المنظور النسوي وحماية حقوقها ولعِبِ دورها في حل المشكلات التي تواجهها بسبب التمييز الجنسي، كما أن للأمهات أيضاً دورا بارزاً من خلال خبرتهن الاجتماعية عن طريق لجان الصلح الخاصة بالمرأة في كل حارة ومنطقة لحل قضايا الأسرة والمجتمع وتأهيل المرأة وتدريبها أيديولوجياً لمعرفة حقوقها والمطالبة بها بشكل عادل يرضي الطرفين.

وفي المجال التعليمي، فأن للمرأة دور أساسي وحيوي في المجتمع لتقدم التاريخ وتحلله بالشكل الصحيح وإرساء الديمقراطية عن طريق منهاج يكسر الأدوار التقليدية والنمطية للمرأة، ويتم تسليط الضوء عن طريق المناهج التعليمية على دور المرأة عبر العصور لبناء نظام اجتماعي وأمومي لترسيخ السلام والحياة التشاركية.

كما أن بحثها في مجال الجنولوجيا (علم المرأة) وهو أول علم للمرأة طُرح من قبل المفكر عبد الله أوجلان ليكون بديلاً للفامينية التي تنتج التعصب النسوي، وكان لهذا العلم دور كبير في دراسة تاريخ المرأة بعمق وتحليل شخصية المرأة ضمن المجتمع وارتباطها بالطبيعة وإحياء فكرة الحياة التشاركية الحرة لصياغة كافة مفاهيم العلوم الاجتماعية برؤية المرأة.

وعلى الصعيد الثقافي شاركت المرأة بمختلف فئاتها العمرية في النضال الثقافي، وأخذت مكانتها في جميع المجالات الفنية من “مسرح وموسيقى ودبكات شعبية وفلكلورية” بهدف إبراز لون وصوت وثقافة المرأة المفعمة بروح المقاومة وإظهار مدى إبداعها واتقانها للفن والثقافة، كما تم العمل خلال هذه السنوات على تنظيم مهرجانات أدبية وفنية للمرأة بهدف اظهار مواهبها وابداعاتها اليدوية.

في مجال التدريب أيضاً يوجد العشرات من الأكاديميات في شمال وشرق سوريا التي تختص بتدريب المرأة وتأهيلها وتمكينها ونضالها ضد الذهنية الذكورية وتقويتها في جميع المجالات “السياسية، الحقوقية، الدبلوماسية، والجنولوجية” وغيرها.

أما بالنسبة للمرأة الشابة فمنذ بداية الثورة كان أيضاً لها دورها الخاص بها، واستطاعت من خلاله تطوير الفعاليات والنشاطات في كافة المناطق من خلال تنظيم نفسها أولا، والمجتمع ثانياً للعب دورها الفعال والديناميكي في الثورة.

وفيما يخص مكتسب نظام الرئاسة المشتركة كنموذج جديد وحديث والذي يعتبر كمنهج للإدارة الذاتية مغاير للنمط السائد في الشرق الأوسط ولبناء مجتمع ديمقراطي اشترط هذا المبدأ كأساس؛ تفادياً لاتخاذ القرارات الفردية وفتح المجال أمام التجربة التشاركية.

إن النضال المشترك جنباً إلى جنب ضد كافة مفاهيم التخلف والرجعية والعبودية تحقق الحرية لِكِلا الجنسين، وتقوي الروح الجماعية، فالتشاركية الإدارية تعني وصول المرأة والرجل إلى مستوى الحرية والديمقراطية، فقد كان تطبيق نظام الرئاسة المشتركة لأول مرة في شمال وشرق سوريا في حزب الاتحاد الديمقراطي ومن ثم في البلديات وحركة المجتمع الديمقراطي ضمن الإدارة الذاتية، يعتبر هذا النظام مادة أساسية في العقد الاجتماعي…

يُتبع…

زر الذهاب إلى الأعلى