مانشيتمقالات

الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعيد العمال العالمي

د. أحمد سينو ــ

يصادف اليوم (الأول من أيار) عيد العمال العالمي، الذي تحتفي به الإدارة الذاتية الديمقراطية وتعطل كافة المؤسسات في مختلف مقاطعاتها، كرمز وتقدير لنضال الطبقة العاملة في سوريا والعالم، بما فيها مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، بل توسعت الإدارة الذاتية بمفهوم عيد العمال العالمي ليشمل المرأة التي تُشكل نصف المجتمع من كل المكونات في الإدارة الذاتية، فكرَّمت الإدارة الذاتية العمال ليس فقط بتقديم الهدايا وشهادات الإنتاج واللوحات التذكارية، وإنما بمنح الحريات والحقوق في قوانين العقد الاجتماعي ومشاركتهم في المجالس البلدية والمجالس التشريعية، ووسعت الإدارة النطاق لقيام ثورة المرأة من أجل التغيير والحرية والديمقراطية والمساوة والحياة بل انتشرت أصداء ثورة المرأة لتشمل كل منطقة الشرق الأوسط، وهي المرأة العاملة والمقاتلة بنفس الوقت، وهي تتكون من كل المكونات الموجودة في سوريا وشمال شرقها، عربية وكردية وسريانية وأشورية وإيزيدية وأرمنية ومن كل الأديان والأعراق لتستحق المفهوم الأممي بعيد العمال العالمي في كل مكان في العالم، وهذا يتوافق مع مفهوم الأمة الديمقراطية ومفهوم إخوة الشعوب، وفي البعد الأممي هما وجهان لعملة واحدة في المفهوم الأممي، وكأن شمال شرقي سوريا تمثل صورة مصغرة عن العالم الذي يريدون أن يرتقوا به، رغم كل المخاطر المحدقة اقليمياً ودولياً من تركيا التي تضيق الخناق على البنية التحتية وتستهدفها بالمسيرات من آبار النفط ومؤسسات الكهرباء والمعامل والورش الصناعية مع العمال الذين يعملون فيها.

تعمل الإدارة الذاتية على تشغيل الأيدي العاملة، من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية والقضاء على البطالة التي كانت مستشرية في السابق، كما تعمل على تحقيق الأمن الغذائي والتقدم في كافة المجالات، وهذا يُقاس على المرأة أيضاً وعملها في البلديات وكافة المؤسسات الأخرى، خاصة المؤسسات التعليمية والمدارس المنتشرة في كل مدن وأرياف ومقاطعات الإدارة الذاتية، وبذلك تقوم الإدارة الذاتية بتكريم العمال والعاملين بتوفير فرص العمل في كل مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولا يُستثنى من ذلك العاملين بأدمغتهم في الجامعات التي صارت كثيرة، إضافة إلى الجامعات الخاصة، ويضاف إلى ذلك العاملين ذوي المهارات في المستشفيات والعيادات المختلفة، وكل هؤلاء عمال بأدمغتهم إضافة إلى العاملين بسواعدهم في الحقول والمزارع والمنشآت المختلفة.

وبهذه المناسبة العظيمة نحيي الطبقة العاملة التي تُعد أساس الحضارة والبناء، كما نهيب بالإدارة الذاتية الديمقراطية منح المزيد من فُرَص العمل للجميع ومنح الكثير من الامتيازات لتشمل طبيعة العمل، وتشمل الرعاية الصحية ليس فقط للعمال إنما لتشمل عائلاتهم وأطفالهم كما نتمنى من الإدارة الذاتية رفع الرواتب والمخصصات لزيادة القوة الشرائية وتحسين مستوى المعيشة، والقضاء على الغلاء والفساد، لنحقق مفهوم شعب سعيد في وطن حر بعيد عن الإرهاب وتحقيق الأمن وتلبية الحاجات الأساسية للطبقة العاملة وللأمة الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى