مقالات

الدكتاتورية الناعمة في الانتخابات التركية المبكرة

عمليات البلطجة التي قادها اللازي حتى القاع أردوغان والتوليفات التي مارسها بحق النخبة المعارضة من القضاة والمحامين والأساتذة وتصفية الجنرالات العسكرية سواء بالزج بهم في السجون أو التصفيات الجسدية وإيهام الموالين له من الطبقة الجاهلة والعالم الغربي باختلاقه أعداء وهميين داخليين ضد سياساته التي يزعم زيفاً تمثيلها الاسلام السني المعتدل واتهامه لمعارضين آخرين لهم ثقلهم الشعبي بحياكة المؤامرات ضد سياساته واحتدام الصراع فيما بينهم رغم نفي هذه الرموز المعارِضَة جملة وتفصيلاً هذه الاتهامات؛ وإطلاق المصطلحات المتخبطة والمفردات التي لا ترقى إلى أبسط حدود اللباقة الدبلوماسية؛ أفضت إلى ممارسة سياسة الرعب والترهيب وبسقف مرتفع على النطاق الداخلي على المعارضة.

مفاعيل هذا السقف المرتفع من سياسة الرعب والترهيب وهوس القوة والسطو على كامل مفاصل الدولة التي كان يمكن لها أن ترفع الكرت الأصفر وبِنسَبٍ متفاوتة في بعض الأحيان في وجه السياسة الأردوغانية أدت إلى انزواء المعارضة والتواري عن الساحة السياسية واللجوء إلى التقية والتعويذات السياسية للإفلات من بطش اللاز أردوغان وخصوصاً عند ممارسة السلطة الحاكمة الفبركات والتضليل السياسي التي راكمت من نقاط التلاقي إلى حد التطابق من خلال التلاعب بأرقام معدلات نمو اقتصاد الفرد مرتين خلال فترة حكم حزبه واستخدام المنابر الإعلامية في الدعاية لذلك وبعض العقول والأقلام المأجورة.

الأساس في المسألة هو تكميم الأفواه والمضي قدماً في سياساته العدوانية تجاه الشعب السوري والكردي خاصة والدخول في تحالفات الأضداد التي رُكِّبت نتيجة الأمر الواقع التي فرضه عليه الانتصارات الباهرة التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرأة على طول الشريط الحدودي مما بلغ به أعلى مستويات العربدة السياسية التي لم يشهدها العالم اليوم.

اطلاق الأكاذيب الزائفة للمنساقين خلفه وتسويق الأكاذيب لم ينطلي كثيراً على المواليين وبدأت الاهتزازات تصل إلى سلطان الكرسي واستشعر الانهيار أكثر مع بدء المعارضة الخروج عن صمتها وكسر قوقعة الخوف والرعب رغم افتعاله معركة غزو عفرين التي قام بها عبر مدراء أكاديميات التوحش واحتلال عفرين والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والقتل على الهوية والسطو المسلح على بيوت المدنيين وتوطين عائلات مستنبتات الإرهاب بديلاً عن سكانها الأصلاء المنبت والمنشأ واطلاق فرضية معركة التلال الثلاث التي تبدأ بعفرين مروراً بمنبج وانتهاءً بشنكال واستخدام ذلك مَوَادَّ مخدرة تُتَناولُ بالسَّعُوطِ للتأثير على أدمغة المنقادين وراءه في حسابات الربح والخسارة في معركته الانتخابية الآيلة للسقوط الحتمي لسببين اثنين.

صيغ السقوط هذه القابلة للترجمة على أرض الواقع تكمن في مسألة عفرين أولاً.

فالأساس في المسألة أن الاحتلال التركي لن يستمر سواء أرادت الدولة التركية أم لم تُرِد وسواء برضاها أم جاء بحكم الأمر الواقع لاستمرارية المقاومة بكافة أشكالها ومراحلها السياسية والدبلوماسية والعسكرية كما كانت وعلى نحو أكبر ناهيك عن الدور المستحدث لفرنسا وبدء الملاسنات والتراشقات الاعلامية بين النظام التركي وفرنسا التي تطمح لقطع أذرع تركيا الاقتصادية وكف استثماراتها في أفريقيا مما يزيد من احتمالية التدهور في حالة الاقتصاد المتدهور أصلاً رغم بعض الشطحات الأردوغانية والفقاعات التي تزعم بالارتفاع في معدلات نمو الفرد الاقتصادي مما سيؤدي بالتأكيد إلى خروج المعارضة من قوقعتها وممارسة نشاطها بشكل يستوجب عليها الخروج من اللعب على خطوط التماس والانتقال إلى ضربات الجزاء واللكمات القاضية والتي تقتضي منهم التركيز على حقوق البقية الباقية من الأرمن واستنهاضهم والتركيز أكثر على عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوربي وإظهارها كنقطة فشل ذريع في سياسة أردوغان إضافة إلى التركيز على عملية هضم وقضم حقوق العلويين والمسيحيين ولفت الانتباه إلى ممارسة سياسة الانتفاع واقتصاد المحسوبيات والتنبيه إلى اتساع الهوَّة بين الفقراء والأغنياء وفضح جريمة تكميم الأفواه عن طريق تضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة وإزالة الستار عن السياسة الخارجية التركية المدمرة؛ وإسقاط  ذلك على الشارع التركي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى