مقالات

مراجعة مانفيستو عبدالله أوجلان “الحضارة الديمقراطية”: البروفيسور دونالد ماثيوس – توماس جيفري ميلي| جامعة كامبريدج

المركز الكردي للدراسات*

مقدمة:
التقدير والاحترام لقائد حركة الحرية الكردية المسجون في تركيا، عبدالله أوجلان الذي يعيش “حبيسا في سجن إيمرالي،  ويعد رمزاً للمقاومة والثبات والمرونة. أوجلان ذلك القائد المسؤول، الرسول وصاحب الرؤى السياسية القوية. تلك الرؤى التي ألهمت الثوريين في روج آفا داخل سوريا وتلك التي تغذي المقاومة الكردية ضد طغيان أردوغان في جنوب شرق تركيا (وأبعد من ذلك).
لفتت المقاومة البطولية في كوباني، انتباه العالم بأسره، وساهمت إرادة الحركة في الكفاح وقدرتها على حشد الشعب للدفاع الذاتي الجماعي، وتضحيتها في سبيل القضية التي لا تعتبر كأي قضية عادية بل متمكنة ماهيتها في مشروع الكونفدرالية الديمقراطية البديل الوحيد للمنطق السلبي للطغيان والفوضى الحالية التي تمزق الشرق الأوسط إرباً أو كما يسميه أوجلان البديل الوحيد “للحضارة القابعة تحت الهيمنة والتسلسل الهرمي”.
يعتبر مشروع الكونفدرالية الديمقراطية في بنيته الهيكلية داخل روج آفا تجربة قائمة على الديمقراطية المباشرة والجذرية، والتي تعتمد على جمعيات المواطنين المحمية بدورها من القوات المكونة من المواطنين أنفسهم. هذا المشروع الديمقراطي الجذري يؤكد على التحرر بين الجنسين عبر تطبيق نظام الرئاسة المشتركة ونظام الحصص الذي يعزز بدوره المساواة بين الجنسين في جميع أشكال التمثيل السياسي من خلال تنظيم جمعيات وأكاديميات المرأة إضافة إلى التعبئة العسكرية للنساء في قوات نسائية خاصة.
هذه الكونفدرالية هي مشروع ديمقراطي جذري يعيد صياغة حق “تقرير المصير” كـ ديمقراطية مباشرة ضد الدولة التي تنبذ (بصورة خلافية ومثالية) المساواة بين النضال سعياً وراء الحرية الوطنية مع هدف إقامة الدولة القومية المستقلة، والتي تسعى بدورها إلى التغلب على خطر طغيان الغالبية عبر مأسسة نظام “ثوري توافقي”.
يقوم هذا النظام التوافقي في “عقده الاجتماعي” بضمان التعدد العِرقي واللغوي والديني وللتذكير مرة أخرى ضمان المساواة بين الجنسين عبر تطبيق نظام الحصص فيما يتعلق بالتمثيل السياسي (بدقة أكثر للعرب وللمسيحيين) من خلال الجمعيات المباشرة للمكونات المختلفة وعبر تعبئة هذه المجموعات في قوى عسكرية خاصة للدفاع الذاتي، ويشدد مشروع ديمقراطي جذري على أهمية “البيئة الاجتماعية” والاستدامة البيئية على أرض تنزف تربتها نفطاً وتحوم في سمائها وحوش الإمبراطوريات الطامعة.
بالمجمل هذه التجربة هي بديل لمنطق الطغيان والفوضى، بديل لمكائد الإمبراطوريات وتوابعها القائمة على سياسة فرق تسد، وهي مشروع يجمع بين الديمقراطية الجذرية، الدفاع الذاتي، التحرر بين الجنسين، التعدد الثقافي والتعدد الديني إضافة إلى البيئة الاجتماعية. خارطة طريق حقيقية للسلام. خارطة طريق وضعت ممزوجة برسالة نَبَوية من قبل القائد المسجون عبد الله أوجلان الذي استطاع وبشكل خاص منذ اختطافه وحتى في أقسى الظروف أن يحافظ على بلاغته ونتاجه المثمر بشكل كبير عبر القيام بشرح نموذجه المسمى “الكونفدرالية الديمقراطية” بشكل مفصَّل – وبشكل أساسي كجزء من مرافعات الدفاع الخاصة به في جلسات محاكمته. من المفارقة أن المعتقل وفر مساحة من الحرية الفكرية للسيد أوجلان. تماماً كما وفر المعتقل من قبله مساحة لكل من تروتسكي، جرامشي، مالكولم إكس وحتى مانديلا نفسه. رغم وجوده خلف القضبان، إلا أنه قضى معظم وقته في القراءة (رغم محدودية الحصول على الكتب)، الكتابة والتفكير ملياً حول مأزقه ومأزق شعبه وذاك الذي يواجهه العالم المعاصر.
ترجمت هافن كونسر في الآونة الأخيرة المجلد الأول من مجلدات أوجلان الخمس المعنونة باسم الحضارة الديمقراطية إلى اللغة الإنكليزية. في مجلده المسمى ” عصر الآلهة المقنَّعة والملوك المتسترين” يشرّع أوجلان بكشف الجذور التاريخية العميقة والهائلة التي تَعصف بـ “الحداثة الرأسمالية” ويعمل حتى على استعادة المصادر التاريخية الأكثر عمقاً للبديل الديمقراطي الذي يقترحه،  خصوصاً بالنظر إلى الظروف التي كتب أوجلان خلالها هذا النص، حيث يعيش في عزلة لا إنسانية مُعذبة ناهيك عن القيود المفروضة على الكتب، النتيجة تمثلت بإنجاز وجودي وفكري عال المستوى.
ضد الأبوية (التسلسل الهرمي)
في مجلده الأول من سلسلة المانيفستو، يشن أوجلان هجوماً على النظام الأبوي في كل أشكاله. يقاوم أوجلان قيم الداروينية الاجتماعية العلمية الزائفة المهيمنة والمنتشرة على نطاق واسع، الهيمنة التي تجسد وتعبر عن جوهر الأنانية التنافسية والولع بالنظام الأبوي، القيم التي من الممكن أن تحدد موقع هذه الأمراض الاجتماعية بالقرب من جوهر الطبيعة الاجتماعية، كمنتجات لعملية “الانتقاء الطبيعي” أو كأسلاك مترابطة في أدمغتنا أو حتى كرموز أو شفرات في جيناتنا. يصر أوجلان على العكس بأن جذور الأبوية ليست عميقة إلى هذه الدرجة، حيث أنه لا يحدد هذه الجذور على أنها قريبة زمنياً من منشأ الطبيعة البشرية، لكن يعيد ظهورها إلى “ولادة الحضارة” قبل ما يقارب خمسة ألاف عام خلال فترة العصر الحجري الحديث. ويمضي أوجلان قدما برسم رواية جدلية قوية بين قوائم الهيمنة مع نظيرتها المقاومة وبين الأبوية والحرية، التي حدثت حينها ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
وكما ميشال فوكو من قبله، الذي يناديه أوجلان هو ومعه (نيتشه) بـ “فلاسفة الحرية”، يؤكد أوجلان على “الجهود الاستثنائية” الموضوعة في عملية استجواب الأفراد عن طريق عقائد وأساطير لتبرير حالة السكون والخضوع تجاه النظام الأبوي والهيمنة. “يمكن تحقيق التنشئة الاجتماعية فقط عبر جهد متواصل وفي الواقع يستحيل على أي فرد أن ينجو بجلده أمام عملية بنائه وتنشئته وفقاً لـ أوامر المجتمع.” ورغم ذلك يدعي أوجلان قائلاً :” يستحيل أن تكون جهود مماثلة ناجعة بالمطلق، من الممكن أن يتم قمع الاندفاع نحو “الحرية” والحث على مقاومة المجتمعات الاستغلالية، الظالمة، الأبوية والطبقية” ، لكن يستحيل إطفاء نار حريقها، الأفراد لن يقبلوا باستعداد المجتمعات التي تبني العبودية، رغم المحاولات المستمرة ليس فقط لتحويلهم عبر المؤسسات الاجتماعية التعليمية والظالمة بل للقضاء عليهم كلياً”.(صـ 72) النقطة الأهم، هي أن كل هذا المخزون الإقناعي المرتسم بالإحكام والدقة من شخص قضى ما يقارب العشرين عاماً من عمره في زنزانة انفرادية.
نهج أوجلان لا يمثل شيئاً ما لم يكن طموحاً. نهجه يتطابق مع وعيه وحساسيته لـ نقد الإيمان الحداثي في ثالوث العلم والتكنولوجيا والتقدم، مدموجة بتقييمه الرصين بأن قدرة سجون “الحداثة الرأسمالية” على الواقع البشري تنبع من ترويض آفاقنا في خطاب السلطة المعرفية أكثر من ميزته في احتكار المال والسلاح.
إذا ما كنا سنصدق أوجلان، فأن قول رئيسة الوزراء البريطانية الأولى، مارغريت ثاتشر، المأثور حينما قالت “لا يوجد بديل عن النظام الرأسمالي” إلى جانب إعلان فوكوياما حينما قال “بلغنا نهاية التاريخ”، هذان القولان المأثوران يعتبران أفضل تفسيراً في تحقيق نبوءات تصوراتهما، لأن :” القوة الحقيقية للحداثة الرأسمالية كما يُزعَم تكمن في قدرتها على خنق كافة اليوتبيات – ومن ضمنها اليوتوبيا الاشتراكية والتي تعتبر آخر وأقوى من كل شيء في بوتقة ليبراليتها”.(صـ 28)

إضافة إلى ذلك، فإن نتائج هذا السجن المتصور في مخليتنا ليست كارثة محدودة وآنية، ويصر أوجلان أن يظهر عمق بنية الليبرالية المثالية على إنها بمثابة “الأشكال الحديثة للرأسمالية” والتي كرست إلى مضاعفة الثقافة العدمية الواسعة الانتشار، مؤدية إلى إفراغ “ثنائية الموت والحياة من معناها”، مما أدى إلى فصل الحياة عن كل جوانبها السحرية والشعرية. والنتيجة الظاهرة :”عصر الموت الأبدي المشابه ليوم الحساب” (صـ 37). عالم غير مستدام متصف بمثل هذه الحالات المرضية كـ “انتشار الأسلحة النووية، الانفجار السكاني، استنفاذ المصادر، تدمير البيئة، النمو المفرط للانقسامات الاجتماعية، وتفكك الروابط الأخلاقية” ناهيك عن “الحياة المرهقة التي فقدت سحرها” وكل ما سبق “يظهر لنا بأن نسق الحقيقة لدينا فشل”. (صـ 51)
كيف يمكن الهرب من هذا الطريق المسدود والمصير المأساوي؟ ثورة في الوعي باتت حاجة ضرورية، يجادل أوجلان مؤكداً أن قيامها ممكن، لأنه ببساطة “السمة الرئيسية في أذهاننا تنطوي على بنيتها المرنة”(صـ 73) ولكن عملية كسب “العقلية الجديدة” الضرورية تتطلب في المقابل، النقد الجذري المفصل، الذي يفضح جذور وأسباب وأصل أمراض “الحداثة الرأسمالية” بهدف استعادة وإعادة إحياء الإمكانيات البشرية الأقوى والأكثر استدامة والتي غابت على مر الزمان وظلت مكبوتة، وفي الواقع قُمِعَت بشكل مقصود.
يعرّف أوجلان عبادة السلطة والتسلسل الهرمي وعبادة الدولة باعتبارها تكييف تقاليد متأصلة بعمق في أذهاننا، وتقيّد رد الفعل اللاإرادي الإيديولوجي لدينا، وحتى أنها قادرة على استمالة حركات المقاومة، كما اتضح وربما على نحو مفاجئ خلال تجربة الدولة الاشتراكية. إذا ما فَسِدَت عبادة السلطة فإن ممارساتها أيضاً تَفسُد وحتى أكثر من ذلك. في الواقع، يؤكد أوجلان “أن إحدى أكثر الأمثلة بروزاً حول القوة المسببة للفساد يمكن إيجادها في تجربة الاشتراكية الحقيقية”. (صـ 165) وهي الصعوبات المماثلة التي يواجهها هؤلاء الذين يريدون مقاومة ديناميكيات التسلسل الهرمي. على الأرجح يواجه هؤلاء صعوبات ومخاطر جدية فيما يتعلق بـ “الثقافة الهيمنة” المُتحَصِنة بقوة، بعد أن تم تحضيرها من قبل “المئات من الأباطرة المتوحشين والعديد من القوى المهيمنة الأخرى.” وعليه، يستنتج أوجلان قائلاً :” الأهمية الحقيقية لتلك المسألة تكمن في الاقتباس المنسوب لـ ميخائيل باكونين” إذا ما وضعت أكثر الثوريين المتحمسين، وخولت لهم تربع على عرش السلطة المطلقة، فخلال عام واحد سيصبحون أسوأ من القيصر نفسه”. (صـ 164 – 165)
كيف يمكن لهذه العقليات وردود الأفعال أللإرادية المتأصلة بعمق أن تنج في المقاومة؟ يؤكد أوجلان، في موازاة خطوط غرامشي، بأن “ناشطي ومنظري الحرية والاشتراكية يجب أن يحضروا حقولهم الخاصة بهم” حيث يجب أن: “يشخصوا باستمرار ويعالجوا الأمراض المعدية التي تتولد أو تنتج عن علاقات السلطة” وحتى يجب عليهم أن “يحافظوا على مسافة بينهم وبين علاقات السلطة وكل مؤسساتها وخصائصها.” غير أن أوجلان يتجاوز غرامشي لـيصر على بناء الأشكال الديمقراطية المباشرة والجذرية للحكم الذاتي مثل النموذج الذي أطرّه أوجلاه بنفسه في كتاباته حول الكونفدرالية الديمقراطية. ويحذر أوجلان في هذا السياق من إغواء السلطة “إذا ما لم تغرس مثل هذه الأشكال الديمقراطية الغنية وإذا ما لم يتم رعايتها في نفس الوقت، فأن هؤلاء المنخرطين في المقاومة ربما لن يتحرروا من شبكة السلطة، بل سيعيدون تكرار ألاف المحاولات الفاشلة والتي لم تكن في النهاية مختلفة بأي شيء عن كل تلك أنظمة السلطة والحكم التي سعوا للتحرر منها”. (صـ 166)
تخلى أوجلان عن وهم أي فكرة خطية لـ “التقدم”. بالنسبة له يتطلب إيجاد الطريق نحو الأمام، عودة إلى الماضي العميق. فقط بالعودة إلى الماضي العميق، وعبر توفير “تفسير تاريخي صحيح لمشاكلنا”، واسع النطاق مع “إسناده إلى أصوله التاريخية”، نستطيع التأمل بـ”إضاءة مستقبلنا” (صـ 94 – 102). وبعد الإفصاح عن هذه الأصول التاريخية واستيعابها، سنكون حينها مستعدين لتجاوز ثقافة الكراهية والموت، ونحقق الانتقال إلى حياة يكون فيها الحب هو السائد والحاكم”. (صـ 94).
رغم الاستناد إلى فرنان بروديل، فإن لجوء أوجلان إلى الماضي البنيوي العميق، وشرطه الخاص بـ “تفسير تاريخي صحيح لمشاكلنا”، لم يتم إجرائه عبر التظاهر بأنه مؤرخ محترف سعياً وراء هدف غامض وبعيد المنال من “الموضوعية العلمية.” ولهذا السبب فإن اعتراف أوجلان الذي يقول فيه إن كتاباته “غير احترافية” لا يجب أن يفسر على هذا المنوال، بل يجب أن يقرأ فقط كتنويه وإيماءة بالتواضع (صـ 279). أوجلان من مؤيدي “المنهج الميثولوجي”، الذي يصر أوجلان على “ضرورة إعادة” هيبته (المنهج).
ويظهر أوجلان التعارض بين المنهج الميثولوجي والعقيدة الدينية التوحيدية” و”العلم”. على الرغم من الاختلافات بين “أنساق الحقيقة” الوريثة بشكل متعاقب، يصر أوجلان على تقاطع بين العلموية والأديان الوثوقية من حيث البنية، فعلى الأقل يدعي كليهما إلى درجة الرضوخ أمام “القوانين المطلقة” (صـ 42). بخلاف الرؤية الميثولوجية الحيًة نسبياً.
وبالتالي فإن “التفسير التاريخي” لأوجلان يعتبر الأفضل تفسيراً حيث يزود “ميثولوجيا نبيلة”، لنوع من سرد سقوط الإنسانية واحتمالية استردادها في هذا العالم والذي يمثل في نفس الوقت مانيفستو ارتدادي لصالح الميثولوجيا الحيوية ومضادة للعقيدة الجامدة سواء الدينية أو الوضعية العلمانوية.
ويرثي أوجلان تحويل العلم إلى “دين جديد” والتي تأخذ “شكل الوضعية الفلسفية” مع “قوانينها الموضوعية” تمثل “لا شيء سوى المرادف الحديث لـ”كلمة الله” في العصور القديمة. (صـ 90، 53) العلم مع السلطة ورأس المال يشكلون “تحالف الحداثة المقدس الجديد”(صـ 91). العلم تحول إلى مصدر للتميمة ويتم تأليه العلم وتشكيل عقيدة عبر تحويل الكلمة بإضافة اختصار (-ism) لها لتصبح (scientism)  أي “العلموية” ويتهمها أوجلان بالعجرفة. إدامة الإدعاء بأن العلم لوحده قادر على تقديم الحقيقة حول العالم والواقع”،  سيؤدي “بهم إلى الاستخفاف ونبذ وإنكار كل ما لا يمكن فهمه عن طريق المنهج العلمي”. (صـ 79 هامش16).
ويؤكد أوجلان على الوظيفة الإيديولوجية لهذه اللاحقة الحديثة السائدة (-ism)، ويصر قائلاً إن “دنيا العلوم أصبحت القوة التي تبني وتشرّع وتحمي مناهج النظام ومحتواه” (صـ 48). ليس فقط نظام “الحداثة الرأسمالية” بل حتى نظام الدولة الاشتراكية أيضاً. ولكن في النهاية، سيزرع البذور لزوال ذلك البديل الكاذب.
وفقاً لأوجلان “لعب المنهج العلمي الموضوعي دوراً حاسماً في فشل الاشتراكية العلمية”(ص 48). وذلك لأن الأيمان بالعلم مرتبط بقوة بحكم الخبراء. “إحدى أكبر الأخطاء التي وقع فيها المنهج الماركسي” كانت إدامة مثل هذه القناعات النخبوية. وبفعل ذلك، ستكون قد ثبطت بنشاط “الثورة الذهنية” المطلوبة للبناء الديمقراطي لمجتمع جديد، بدلاً حقيقياً للتحرر الجماعي(صـ 53).
وحتى أسوأ من ذلك، حيث يزعم أوجلان أن “العقلانية” و”الوضعية” المتضمنة في العقيدة الجديدة للعلم مهدت الطريق وبإيجابية لـ “قطيع الفاشيين”. وفعلوا ذلك عن طريق غرس “الكائنات البشرية الميكانيكية والروبوتات” إضافة إلى “التصورات الزائفة للحياة” في أذهاننا دفعنا تجاه “دمار البيئة وتاريخ المجتمع”.(صـ 80)
الدوغمائية، سواء أكانت دينية أو علمية هي عدو للتحرر. وتقود إلى التشيؤ (إضفاء الطابع المادي)، لتقديم الترتيبات الاجتماعية القمعية والظالمة والهرمية ليس كبنيات اجتماعية، بل كقوانين ارتدادية غير قابلة للتغيير، كـ قوانين “مقدسة”، كقوانين “غير قابلة للتغيير” كقوانين “مؤسسة ألهوية”.(صـ 70 – 71)

*توضيح : المراجعة عبارة عن بحث مطول سيتم ترجمته على دفعات متتالية من قبل المركز الكردي للدراسات وسيتم نشر البحث على شكل مقاطع ومن ثم كامل محتوى البحث.

زر الذهاب إلى الأعلى