مقالات

حمى قلق بان كي مون تصل إلى أردوغان

mustefa-abdoمصطفى عبدو – تناولت الكثيرُ من وسائل الإعلام المحلية والعالمية مسألةَ قلق أردوغان وحكومة العدالة والتنمية من التقارب الروسي مع وحدات حماية الشعب “الكردية “، و قبلها بأيام كان القلقُ التركي منصباً على التقارب الأمريكي مع هذه الوحدات، ومن جانب آخر وآخر قلقٌ لتركيا هو إعلان الخارجية التركية عن قلقها البالغ إزاء قرار رفع علم إقليم كردستان العراق على دوائر محافظة كركوك ومؤسساتها الحكومية، إلى جانب العلم العراقي، واعتبرته انتهاكاً للدستور العراقي. ومما زاد من قلق الأتراك ارتفاع أصوات بعض أعضاء المعارضة السورية “الائتلاف” تذمراً من الحالة التي وصلوا إليها، معلنين بأنهم متفقون مع الجميع على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله في سوريا، وخاصة جبهة النصرة المدعومة من تركيا بشكل مباشر (قضماني نموذجاً). وبالتوازي تتبادل موسكو الاتهامات مع أنقرة حيث اتهمت موسكو أنقرة مؤخراً بعرقلة المحادثات الأخيرة في آستانا، كما أنها اتهمت أنقرة بتحريك الجماعات المسلحة في دمشق وحماه تزامناً مع محادثات آستانا.

ورداً على الاتهامات الروسية تحدثت أنقرة عن وجود مشاريع لتقسيم المنطقة عبر المنظمات الإرهابية حسب زعمها، طبعاً هي تقصد كل من يحارب داعش وأخواتها. وتتوجه أنقرة باتهاماتها نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى دعم وحدات حماية الشعب وجيش سوريا الديمقراطية بالقول: “الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم سوريا “.

ينتقل قلق أردوغان إلى الساحات الرياضية في تركيا، حيث قامت الدولة التركية بسحب النجومية عن بعض لاعبيها متهمة إياهم بتأييدهم لفتح الله غولن .

تركيا اليوم تعيش في مأزق مزدوج،  مأزق على الأرض حيث التناقضات الداخلية، ومأزق في الخارج حيث أصابت علاقاتها مع دول الجوار ودول العالم مزيدا من التأزم والفتور، لقد أصابت تركيا نقطة حساسة ودقت أسفيناً في علاقاتها، وإن الانتقادات على سياساتها قد تزداد مع كل خطوة تخطوها تركيا في الطريق الذي رسمته لنفسها. وبوادر خلافاتها سواء مع روسيا أو مع امريكيا بدا يلوح في الأفق، وهذا يعني مزيداً من العزلة والضيق بإرهاب تركيا المنظم على الصعيد الدولي والإقليمي.

ولكن هل تستطيع تركيا أن تنجح في لعبتها الجديدة هذه ؟

 تركيا أمام امتحان صعب فكيف ستتجاوزه تركيا؟

الفشل التركي عالمياً ودبلوماسياً –محاولات تركيا في تغيير شكل النظام القائم – التلويح المستمر من قبل الإرهاب التركي بإعادة حكم الإعدام، كل هذا وغيرها تضع تركيا أكثر فأكثر أمام المآزق الجديدة.

يمكن القول إن التطوراتِ متلاحقةٌ، حيث من الممكن أن ينقلب السحر على الساحر، وبدلاً من أن تكون سوريا مسرحاً لتصدير أزمة تركيا، قد تكون مدخلاً لمزيد من عزلتها، كما قد تؤدي الأحداث المتسارعة فيها إلى تسعير حالة الحرب على أراضيها … 

زر الذهاب إلى الأعلى