محمد إيبش ــ
من المقرر أن يتم إجراء الانتخابات المحلية في ال ٣٠ من شهر أيار الحالي، وهي تُعد خطوة متقدمة في ترسيخ مبدأ الإدارة الذاتية الديمقراطية، لذلك يتطلب من القائمين على الإدارة إفساح المجال أمام كافة القوى السياسية والمجتمعية في خوض الانتخابات بشكل شفاف ونزيه لتصبح مثالاً يحتذى به في جميع أنحاء سوريا، وعاملاً مشجعاً لبقية المناطق، ودافعاً قوياً لدى بقية الأخوة السوريين بتبني نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، وطريقاً ممهداً لإنجاز الحل، السوري ـ
ـ السوري، وإنها الأزمة بكل جوانبها.
ونستطيع القول، إن هذه الانتخابات تُعد بمثابة امتحان للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا، وعلى أصحاب المشروع أن يبذلوا قصارى جهدهم لإنجاح العملية الانتخابية لأن نجاح الانتخابات تعني نجاح مشروع الادارة الذاتية، وبالتالي يمكن التعويل عليها كحالة صحية لحل الأزمة السورية، ولهذا نرى بأن أي خلل في الممارسة العملية قد يفضي إلى نتائج سلبية تضر بهذه التجربة الرائدة، لأن سر نجاح هذه الانتخابات وبالتالي نجاح تجربة الإدارة الذاتية التي تمثل في جوهرها مشروع الأمة الديمقراطية كمشروع مجتمعي مبني على أساس التشاركية بين كافة فئات المجتمع والوصول إلى بناء مجتمع سياسي أخلاقي ايكولوجي يكمن في الحالة الصحية لهذه الانتخابات. لذلك قلنا بكل وضوح إن القائمين على الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا أمام امتحان رغم التحديات التي تواجههم.
وليدرك أبناء شعبنا في إقليم شمال وشرق سوريا إنهم أمام تحديات كبيرة، وإن العديد من الأطراف يبحثون عن أي خلل يحدث في سير الانتخابات في الإقليم ليمارسوا الحرب الخاصة؛ لذلك، عليهم أن يجعلوا من أولى أولياتهم نجاح العملية الانتخابية وبشكل نزيهٍ وشفاف، وبذلك سيزرعون الأمل في نفوس كل السوريين وبذلك قد حققوا وفاءهم للشهداء الذين بنوا الإدارة بدمائهم الزكية.
