تقاريرثقافة

اللغة وسيلةُ تواصلٍ بين المجتمعات

navneda-wergeriكما نعلم أن اللغة هي أساسٌ وعضو مهم في الحياة الاجتماعية للمجتمع عامة وللفرد خاصة، اللغة هي من تحدد هوية الشعوب. أي أن اللغة تعني هوية المجتمعات. اللغة هي وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع الواحد، وإذا حُرمت المجتمعاتُ من اللغة فإنها ستُحرم من حقوقها المشروعة الأخرى، لذلك لا يمكن أن توجد الشعوب بدون وجود اللغة، لهذا هي من ضروريات الحياة، اللغة هي أداة الإنسان والتخاطب مع الآخرين، وتبادل الأفكار والآراء والمشاعر، عن طريق اللغة يحدث اجتماع ومخالطات بين الآخرين مما يكسب الفرد خبرات وقدرات أخرى تتطور حياته من خلالها. نحن الكرد حُرمنا من لغتنا الأم “اللغة الكردية” بعد تقسيم كردستان إلى عدة أجزاء، لهذا يجب على الفرد أن يحب لغته،
يجب عليه أن يدرك أهمية لغته بالنسبة للشعوب الأخرى.

لهذا أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي لقاءً في الرئاسة المشتركة لمركز الترجمة للغات كلاً من شيركو يونس و خلات خليل، حيث تم النقاش حول أهمية اللغة في دور وحياة المجتمع والفرد، وفسر لنا بعض النقاط المهمة للغة وللترجمة، وبدأ الرئيس المشترك للمركز يونس حديثه بأهمية اللغة وسبب إنشاء هذا المركز في مقاطعة الجزيرة بقوله: نظراً للتنوع اللغوي الموجود في روج آفا – شمال سوريا، نشأت حاجة للتواصل وتقريب ووجهات النظر بين فئات ومكونات شعوب هذه المنطقة، وهذا كان السبب الرئيسي لإنشاء مركز يختص بالترجمة من وإلى اللغات الكردية، العربية، الانكليزية والفرنسية.

ومن ثم حدثتنا الرئيسة المشتركة خليل عن تأسيس المركز، ومن ساهم في بنائه، وما الغاية منها، ولماذا سميت بهذه التسمية، حيث تم افتتاح مركز ميزوبوتاميا للترجمة بتاريخ 1-9-2014. وقد أخذ مركز ميزوبوتاميا اسمه من جغرافيا المنطقة التاريخية المسماة ميزوبوتاميا أو بلاد ما بين النهرين، وهي البقعة الجغرافية التي تعتبر من أولى مراكز الحضارات في العالم القديم، والتي احتوت بين جنباتها وعلى ضفافها العديد من الأقوام والأجناس واللغات، وفي السياق ذاته أكدت خليل على هدف المركز بأنه يهدف إلى إيصال صورة وواقع الحياة السياسية والثقافية في روج آفا إلى العالم الغربي، والناطقين باللغات العالمية، ولتسهيل التواصل بين الراغبين بالاطلاع على ثورة روج آفا.

وبدوره نوه يونس إلى عدد الموظفين في المركز، ستّة مترجمين إضافة إلى موظفة مختصة بالأرشيف والديوان. وأكد أن هناك تعاون و روح الرفاقية بين جميع الأعضاء في المركز.

وفي السياق ذاته أشار يونس إلى المقاييس المطلوبة للعمل في المركز، أكد على أن الموظف يجب أن يتقنَ لغتين على الأقل من اللغات التي يعتمدها المركز، بمعنى أن يكون قد درس اللغة التي يترجم إليها، وقرأ الكثير من آدابها بشكل أكاديمي، واطلع بشكل وافٍ على قواعدها وتراكيبها، لا يقل عمره عن الثلاثين سنة، وحدثنا عن أهداف المركز: تقديم خدمة الترجمة بمستوى أكاديمي لكافة مؤسسات المجتمع، توسيع دائرة الترجمة العامة في المستقبل بحيث ستشمل عدة لغات أخرى، تأهيل كادر أكاديمي مختص ليشمل كافة المجالات: ترجمة، و دوبلاج الأفلام الوثائقية، القيام بترجمة المراجع والقوانين والكتب العلمية والسياسية والاقتصادية، ترجمة أفلام كرتون للأطفال، وتحدث يونس عن أن المركز تم تأسيسه بدعمٍ من الإدارة الذاتية، وأنهم يشكرون جهودهم المبذولة ولكن يتمنون تقديم الأفضل لهم من الجهات الداعمة لكي يتطور هذا المجال في روج آفا.

تابع يونس في حديثه عن الترجمات للجهات الداعمة لهم بقوله: نحن نترجم الوثائق والقوانين الصادرة عن المجلس التشريعي بالإضافة إلى ترجمة التقارير والتعميمات الخاصة بمؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وأكد يونس  في حديثه إن مستوى الترجمة في روج آفا لم يصل إلى مستواه المرجو منه، وحتى بعد إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية أيضاً، لذلك أشار الرئاسة المشتركة أنهم على تواصل مع بعض المؤسسات المعنية بالدراسات والترجمات في المانيا، وأما بالنسبة للفروع أكد إنه لديهم فرع في ألمانيا لمتابعة الأعلام الغربي.

وأنهى الحديث الرئيس المشترك للمركز بأننا نطمح للتفرغ لترجمة التراث الغربي إلى اللغة الكردية وذلك لإغناء المكتبة الثقافية الكردية.

أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى