مقالات

تدويل الأزمة والحل

أصبح من الواضح أن حكومة العدالة والتنمية تستمد الدعم والمساندة من التجاهل واللامبالاة التي تمارسها الدول الكبرى الداعمة لتركيا عسكرياً وسياسياً, ولولا هذا الدعم والمساندة لما استطاعت أو تجرأت تركيا على أن تتجاوز أو تجتاز الحدود بشكل غير معقول وتتطاول على سيادة دولة أخرى عاملة على توتير الأجواء وبالتالي نسف أية إمكانية لتحقيق العدل والمساواة ومن ثم تحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة على حساب أراضي دول الجوار وخصائص الشعوب في هذه الدول. في وقت يحاول النظام التركي طمس الحقائق والوقائع معتبراً أن حربه الأساسية هي ضد الإرهاب وهي في الحقيقة قناع يخفي توجهاته الحقيقية في محاربة وإبادة جميع الكرد عبر مرتزقته.

إن كل ما تقدم يؤكد الحاجة إلى اتخاذ موقف موحد وحازم للضغط على تركيا وحلفائها ومرتزقتها وجعل حكومة أردوغان تعود إلى حجمها الطبيعي ولجمها عن اندفاعاتها العدوانية وغاياتها الشيطانية, وبالطبع فأن مثل هذا الموقف المطلوب يساعد أيضاً على بلورة موقف دولي يساهم في انقاذ المنطقة وشعوبها من الأخطار المتربصة. أما التهاون والتهافت على النظام التركي فقد أثبتت الأيام عدم جدواها.

إن تركيا ستستمر في تحدي الشعوب والمكونات وهذا قانون ثابت بالنسبة إلى الأنظمة التركية المتعاقبة (محاولة إحياء السلطنة العثمانية) وستستمر في التطاول على الأرض والحقوق طالما استمرت الشعوب في ترددها واستمر المجتمع الدولي في عدم اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة تجبر الأتراك على إعادة النظر في سياساتها الحمقاء, وهذا ما دعا ونبه إليه دوماً حزب الاتحاد الديمقراطي مراراً وتكراراً.

كما أن انتماء حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المجتمع السوري كان صادقاً بمقدار قربه من الجماهير وبمقدار نضاله لمصلحة الشعوب والمكونات, واستلهم قوته من قوة الشعوب وجسد أماني هذه الشعوب ومصالحها أفضل تجسيد وسرعان ما أدركت الجماهير بحسِّها السليم الذي لا يخطئ ومشاعرها الصادقة ذلك فالتفت حوله عن قناعة خالصة بأنه الحزب الذي يحمل هموم وطموحات الجماهير ويجسد آمالها في إقامة مجتمع ديمقراطي عادل وسيساهم في نقل سوريا إلى رحاب المدنية والعصرانية.

كما تأكدت الجماهير أن الإدارة الذاتية الديمقراطية هي إدارة للشعب واتحاد للشعوب ولا يمكن لإدارة كهذه أن تسيء أو تقصر بحق الشعوب أو تسمح بارتكاب الإساءة بحقها وقد أكدت الأحداث والوقائع أن اسم الإدارة الذاتية الديمقراطية قد اقترنت بالثوابت والمبادئ فالثابت دائماً في سياسات وقرارات هذه الإدارة هو الاعتماد على إرادة الشعوب ونهج الشهداء وهو أمضى الأسلحة في مواجهة الأعداء.

يبدو أنه مكتوب علينا أن ندفع الثمن الباهظ لكي نفتح باب الحقيقة للآخرين.

خلاصة القول, أن مشروعنا الديمقراطي دخل التاريخ من أوسع أبوابه عبر الانتصارات التي حققها والإنجازات التي أرساها وكان وراء هذه الإنجازات دوماً الثبات على المبادئ والثقة بالنفس والاعتماد على إرادة الشعب وطاقاته…

زر الذهاب إلى الأعلى