مقالات

عندما يعزفُ الأبطالُ سيمفونيةَ النّصر

مصطفى عبدو

مَن غيركم يقدّم روحه في كل لحظة … وفي كل ساعة … ومع كل اشراقة شمس دون أي تردد وغير مبالٍ بشيء؛ ليعيدَ الطمأنينة إلى قلوب الأمهات ويعيد الأملَ للعروس المكحّلة التي تنتظر شريكَ حياتها أمام الباب؟.. من غيركم يستطيع إعادة البهجة والبسمة إلى القلوب الصغيرة للأطفال الذين ينتظرون آباءهم بشغف؟.. من غيركم يؤدي واجبَ الدفاع عن الأرض والوطن والبشر وحتى الحجر دون تردد.. من غيركم يصنع المعجزات ويصنع  من الموت حياة، من غيركم تنزف روحه وتسكب دماؤه النقية لتروي ثرى الوطن بفخرٍ واعتزاز، من غيركم يقاتل ويغني ويرقص على أنغام (زاب – زاب) هذه السيمفونية التي ستبقى أبد الدهر رمزاً للمقاومة والنصر … من غيركم من … !

أنتم أيها الصامدون على حدود الوطن بجباهكم العالية وعزيمتكم الصلبة؛ تعزفون سيمفونية النصر على الإرهاب والتكفير وكل داعميه.. يحتارُ الأصدقاءُ والأعداء في وصفكم عندما يتأملون صوركم على جدران الوطن, فالبعض يطأطئ رأسه تقديساً لكم، وآخرون خجلاً منكم لتجنيهم عليكم وعلى تضحياتكم يا رموز العزّ والإباء والنصر.‏

ما قمتم به خلال السنوات الماضية تعجز عن القيام به أقوى جيوش العالم.. أفشلتم المخططات المعادية، ولممتم شمل المجتمع بعد أن حاول الكثيرون تشتيته.. ففاجأتم الجميعَ.. وما خيبتم ظنّ كل من عقد عليكم العزم والآمال.. كانت إجاباتكم واضحة وصريحة خلال ردكم على ادّعاءات المغرضين والمتحاملين، فقدمتم أرواحكم على كف المستقبل وقدمتموها دليلاً على إخلاصكم للوطن والشعب .. عهدتم رفاقكم  بهزيمة الأعداء فصدق عهدكم، وكنتم خيرَ الرجاء والأمل للشعب والوطن بل لكل كائن في هذا المجتمع.. وأعدتم لهم الحياة بعد أن فقدوا الأمل بها.. فمن خلالكم أشرقت شمسُ الأمل .. فهل من شيء يضاهي إيمانكم وتضحياتكم؛ فطوبى لكم وأنتم تعزفون سيمفونية النصر..  نعم إنهم مجموعة من المقاتلين لم تخمد نار عشقهم للوطن، غرسوا نوعاً فريداً من الأجيال للوطن، ووثّقوا بالكلمة الفاعلة والهادفة، ولم يتعاملوا مع الوطن على أساس المناخ الوطني فقط، بل ركّزوا على إيصال صوتهم الإنساني لأمم الأرض قاطبة، وهذا ما كان فعلاً !!!

 الدور الثوري والوطني الذي يلعبه هؤلاء الأبطال في ساحات المجابهة وفوق خارطة الوطن، كان له الدّور الحاسم في الإبقاء على شعلة الحقّ متوهجة، ومضيئة، والتّعريف من خلال المقاومة والتضحية بقيمة الوطن الجغرافيّة، والتاريخيّة، والتّراب الوطني والمواطنة، وأثبتوا أنهم الوقود الثوري للحياة.

 هكذا عندما يعشق الإنسانُ الوطنَ، ويفتخر بأنه ابن هذه الأرض المقدسة، ويصنع المستحيل في الحفاظ على الوطن، ويجسّد حبه وإخلاصه لوطنه ولشعبه بتضحية تدخل القلوب وتستقر في الوجدان، فلا بد وأن يكون إنساناً قديساً، ومن واجب الآخرين أن يتعرفوا عليه ويتحدثوا عنه ويذكرونه دوماً. هؤلاء الشباب، كم هم رائعون، وكم هم مخلصون لوطنهم ولإخوانهم أبناء الوطن المستبشرين بهم لأنهم ترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم وردوا على كل من يجرح الشعور والإحساس بالطريقة المناسبة وهي التضحية من أجل أن يبقى الوطن حراً كريماً.

ودمتم للوطن يا فخر من تلده الأمهات.

زر الذهاب إلى الأعلى