مقالات

حتمية انتصار المقاومة ضد الاحتلال التركي لعفرين

الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية دائماً تهاب الديمقراطية، لذلك ترى في أي مشروع ديمقراطي تهديداً لها ولوجودها، وتخلق الحجج والأعذار لمعاداة نضال الشعوب في سبيل الحرية والديمقراطية. لكن عليها أن تعرف أنه لا يمكنها الوقوف أمام إرادة الشعوب الحرة ونضالها وهي تكتب تاريخها بتضحيات عظيمة.

انطلاقاً من هذا نرى أن ثورة الحرية والديمقراطية التي تحققت في روج آفا تعرضت لشتى أشكال الهجمات العدوانية من قبل الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في المنطقة. حيث أن ثورتنا حققت نجاحات كبيرة لكافة المكونات في شمال سوريا وتم العمل بجد ونشاط وبإمكانات ذاتية، ولم تبقى محصورة فقط بين الشعب الكردي بل أصبحت مشروعاً لعموم مكونات شمال سوريا وأصبح المشروع الديمقراطي في روج آفا – شمال سوريا نموذجاً يحتذى به لأجل كل سوريا والمنطقة.

وهذا ما أرهب النظام الحاكم في كل من أنقرة، ودائماً كانت خلف الهجمات العدوانية ضد مناطقنا من قبل مرتزقتها وتم مواجهة كافة الهجمات بمقاومة بطولية بدأًت من سري كانية مروراً بكوباني وعفرين.

فهذا المشروع هو الذي يطرح الحل على أساس العيش المشترك وأخوة الشعوب حيث يعتبر التعبير الحقيقي عن تطبيق فلسفة الأمة الديمقراطية. لهذا نرى مدى التفاف كافة المكونات حول المشروع والمشاركة الفعالة بكافة المجالات العسكرية والسياسية والإدارية والثقافية. وهذا هو الفرق بيننا وبين الآخرين حيث أننا نعمل على الجمع والوحدة مع الحفاظ على التنوع والاختلاف ولكن بالنظر إلى مثال عفرين سنرى ما يقوم به الاحتلال التركي ومرتزقته من سلب ونهب وتدمير وتغيير ديمغرافي وتعمل على فرض مشروع الإسلام السياسي بشوفينية تركية واضحة وهي لا تختلف عن فاشية داعش في أي شيء.

لذا المطلوب هو تطوير المقاومة باسم الشعب، وهذا يعتبر مقاومة كل الشعب السوري بكافة مكوناته ضد الاحتلال التركي، ومقاومة باسم أخوة الشعوب والعيش المشترك وأيضاً باسم النضال التحرري في كردستان وكذلك مقاومة تمثل النهج الديمقراطي.

فاليوم هو يوم المقاومة والنضال ضد الاحتلال ومحاولات فرض الاستبداد بصبغة دينية متطرفة ولا تمت للدين بعلاقة، وأيضاً هو يوم الدفاع عن القيم الحقيقية التي أبدعتها شعوبنا بنضالها الدؤوب من خلال ثورة روج آفا. فالمقاومة ليست كلمة وتقال فقط بل فعل نابع من ثقافة تاريخية أصيلة ومن قيم نضالية تحققت بتضحيات عظيمة. إنها نابعة من فكر عظيم وارتباط حقيقي بالأرض وبالحق.

إن المقاومة تعبر عن إرادة الحرية ضد محاولات فرض العبودية وسياسات القهر والظلم والصهر والتغيير الديمغرافي، إنها إرادة الحياة ضد محاولات فرض الإبادة والقتل والموت بأشكال مختلفة، فالحياة إما أن تكون حرة وأن يعيش الانسان بكرامته وعلى أرضه وإلا لا يمكن اعتبارها حياة أصلاً.

مشروعنا هو أن نعيش معاً بحرية وكرامة ومقاومة عفرين منتصرة لا محالة لأنها نابعة من هذه الإرادة.

زر الذهاب إلى الأعلى