ثقافة

 جلادت بدرخان: رائد الصحافة والثقافة الكردية

 

ولدَ في مدينة اسطنبول 26نيسان1893، ترعرع في بيتٍ ثريّ، حيث كان والده أمين عالي بدرخان وقتها رجلاً ثرياً، وكان في الوقت نفسه مهتماً بالوطنية ومحباً لقرض الشِّعر، وكان الأمير جلادت  يرافق أباه في حلّه وترحاله.

وفي عام 1919م توجّه مع أخيه كاميران وأكرم جميل باشا وفائق توفيق من السليمانية مع الميجر نوئيل الإنكليزي صوبَ كردستان للوقوف على مطالب الشعب الكردي. ونتيجة ظروفه المادية اضطّر للعمل حصّاداً لكي يؤمن ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وتكاليف دراسته له ولإخوته.

وفي عام1925م التحق جلادت بانتفاضة سعيد بيران، ولأسبابٍ عديدة أجهضت الانتفاضة وأعدم الشيخ سعيد مع الكثيرين في مدينة دياربكر. عندها عاد الأمير جلادت إلى ألمانيا وأكمل دراسته في الحقوق وحاز على الليسانس فيها، بعدها عاد إلى مصرَ، فقد كان والده أمين عالي مريضاً هناك، وقد غادرها بعد موت والده في عام 1926م شطر بيروت إلى بيت عمه خليل رامي بدرخان.

وهناك فقد تم بمساعدته اجتماع لرؤساء العشائر الكردية في يوم 5-10-1927 في مدينة بحمدون، وأسسوا جمعية “خويبون”

وهنا نذكر بعضاً ممن أسسوا الجمعية حسب ما رواه المرحوم جميل حاجو

الأمير جلادت بدرخان، حاجو آغا وابنه الكبير حسن، حمزة بيك مكسي- أولاد بوطان من أمراء عشيرة برزان في كوباني، إلى العديد من الآغوات  والشخصيات الأخرى.

بهذا الشكل أعدّ الأعضاءُ العدة لمساعدة ثورة آكري بشنّ هجوم عبر حدود سوريا وعلى أن يستولوا على ماردين- دياربكر- أورفه- مديات حتى يخففوا من ضغط الأتراك على ثورة آكري.

وهكذا عاش الأمير بين أفراد عائلة حاجو قرب الحدود، وأمضى أياماً كثيرة في قراهم مثل قرية مزكفت في ضيافة جاجان حاجو، وأحيانا كان يمضي أياماً في مدينة الحسكة، وفيها وضع قواعد اللغة الكردية التي نشرها في مجلة هاوار.

غادر سوريا والتحق بثورة آكري ليكون إلى جانب إحسان نوري وإبراهيم باشا تيلي، وبعد إجهاد الثورة لجأ زعماء الثورة إلى إيران والتقى هناك مع الشاه بهلوي الذي أبعد الأمير عن إيران إلى العراق بسبب طلب الأمير له بمساعدته للأكراد.

ومن هناك غادر إلى سوريا من جديد واستقر في دمشق مع أعضاء جمعية خويبون بمساعدة علي آغا زلفو الذي سارع إلى إيجاد مأوى لهم، وهناك وضع الأبجدية الكردية ورغب في إصدار مجلة خاصة ونشرها بين الأكراد، وبقي جلادت محافظاً على استقلالية رأيه، مخلصاً لأفكاره ومبادئه رغم العروض التي عُرضت عليه من مناصب.

تزوج من ابنة عمه روشن التي كانت معلمة في مدارس دمشق. كان الأمير جلادت مغرماً بالصيد وصياداً ماهراً وخاصة في صيد الغزلان،

وفي صباح 15تموز عام 1951م كان الأمير جلادت واقفاً على حافة خزان الماء يراقب العمال، فجأة سمع دوي هائل من الخزان، فقد انساب الماءُ من الخزان وانهار جدارُ البئر الذي كان يحمل الخزانَ والأمير معاً إلى الأسفل، حيث امتزج مع الوحل والحجارة التي تساقطت عليه في القاع، وبقي فترة طويلة حتى جاءه الغوث وأخذوه إلى المشفى الفرنسي بدمشق، لكنّ أجله كان قد حان حيث سلّم الروحَ في الساعة التاسعة صباحاً

وشاع خبر وفاته في جميع أنحاء سوريا، في 16-7-1951م الساعة الرابعة من بعد الظهر شيع جثمانه إلى مثواه من بيته الكائن في حي المهاجرين إلى مقبرة الشيخ خالد النقشبندي، ودفنوه في مقبرة جده “بدرخان الأزيزي” نزولاً عند رغبته.

وقد ورد نبأ وفاته على صفحات صحف دمشق العربية من يوم 16 تموز ولغاية 20 تموز 1951

سليمان محمود

زر الذهاب إلى الأعلى