الأخبارثقافةمانشيت

بحث معرفي عن نوروز (Nûroj)… 5

برادوست ميتاني ــ

نوروز ديمومة ثورة كردية وامة ديمقراطية

عان الميديون أسلاف الكُرد من هجمات واحتلال الملوك الآشوريين لأكثر من مئة عام، فقد كانوا يحتلون ويدمرون  ويَسْبُونَ ويخطفون الاهالي ويجعلونهم عبيداً، كما أنهم خانوا الملك الميدي “دياكو” النزيل الضيف عندهم، بعد أن زارهم في عمل دبلوماسي ولكنهم اعتقلوه في دارهم ونفوه إلى سوريا وقبره ما زال في مكان مجهول بمنطقة حماة، كما انهم قتلوا ابنه الملك فراؤرتا (فرهاد)، وهكذا استمروا مع الدولة الميدية وغيرهم من شعوب ميزوبوتاميا حتى ظهور “كي أخسار” المقاتل العسكري القوي الذي أسس جيشاً قوياً بجنود عقائديين وطنياً.

استطاع بهم تحرير بلاده من بطش الملوك الآشوريين ومن ثم إنهاء ظلمهم كما أسلفنا سابقاً.

حقاً انه كان نوروز ويوم جديد، يوم الحرية للشعب الكردي ويوم نشهده في الزمن الحالي بل في هذا اليوم حيث ولادة الآلاف أمثال “كي أخسار” وجنوده العقائديين المتشبثين بالأرض والحرية، وهم في صفوف وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب يحررون “روزافا” وشمال شرق سوريا من احتلال قوى ظالمة ومتطرفة وبروح قومية ووطنية أصيلة ومحافظين على العرض والأرض، وقبلهم كان كاوا الثاني الشهيد مظلوم دوغان في سجن آمد الذي كان

يعي معاني نوروز والتمسك بحقيقتها في الحرية والذي أبى أن ينفذ رغبة الجلادين في السجن بعدم الاحتفال به، فقد أضرم النار بجسده ليشعل مشعل الحرية فكانت شهادته المباركة ومثله رفاقه الأربعة الآخرين في السجن، وكذلك بالنسبة إلى ذات السلوك المتفاني من قبل العديد من رفاقه ورفيقاته في ثورة حرية كردستان أمام السفارات الأوروبية وداخل المدن في شمال كردستان وتركيا وغيرها وهم يحتفلون بنوروز بجعل أجسادهم المباركة مشاعل حرية في نوروز وكذلك الشهيد سليمان آدى الذي استشهد في نوروز دمشق عام 1986م برصاصة من جنود النظام السوري الذي كان يمنع حتى الاحتفال بعيد نوروز.

لقد جمع “كي أخسار” الميدي أمم عديدة بتشكيل كونفدرالية ثورية في وجه الظلم، ونجح في ذلك، واليوم نشهد ذلك في ثورتنا في “روزافا” وشمال شرق سوريا، وذلك بتشكيل جيش كونفدرالي منظم من مختلف شعوب شمال شرق سوريا بل حتى سوريا عامة، وهو جيش قوات سوريا الديمقراطية الذي جعلنا أن نعيش نوروز آخر ونعيش يوم جديد في الحرية، ونتمتع بها مع اخوتنا من بقية المكونات الأخرى في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ما دام الظلم مستمر فنضال نوروز المكلل بالنصر مستمر، وما وجود فكر الفيلسوف عبد الله اوجلان إلا هو نوروز من أجل الحرية، وما نضاله في سجن إمرالي إلا هو استمرار لثورة كاوا هسنكار (الحداد) من أجل حرية الشعب الكردي خاصة، وحرية الشعوب جميعاً في إطار مشروع الامة الديمقراطية، فما هو إلا نوروز من أجل يوم جديد نستنير الآن ببريقه ليتمدد وينتشر البريق إلى نور ساطع يخمد الظلمات أمام الجميع.

في ختام هذا البحث المعرفي وفي حلقته الخامسة والأخيرة، أقول:

كل عام والكرد والشعوب الآرية ومحبي الإنسانية بألف خير وجعل الله هذا اليوم المبارك المفعم بالسعادة عيداً للحرية والسلام والأمن والمؤاخاة بين الجميع في روزافا وسوريا. بل في كردستان والعالم،

عالَمٌ بعيد عن الحروب والدمار، وينعم بالأمن والسلام والاستقرار، وسجونه خالية من أصحاب الفكر والرأي الحر وخاصة الفيلسوف عبد الله اوجلان في سجون النظام التركي.

                                 

كركى لكى- ١٩-٣-٢٠٢٣ م

٢٩-١٢-٢٦٣٤ كردي

زر الذهاب إلى الأعلى