الأخبارثقافةكردستانمانشيت

بحث معرفي عن نوروز (Nûroj)…2

برادوست ميتاني ــ

أهمية ملحمة نوروز

تُعد ملحمة نوروز و”كاوا هَسِنْكَارْ” من الملاحم الشعبية النادرة في العالم، وقد أغنت هذه الملحمة التاريخ والحضارة الكرديتين خاصة؛ إلى جانب العرق الآري عامة؛ بما فيها من تراث وفكر وثقافة.

حافظت الأمة الكردية من خلالها على أصالتها وديمومتها في وجه السياسات المعادية للإرث الثقافي الكردي؛ على الرغم من محاولات السرقة لهذا التراث أو التشويه به، مثل ما فعله مع الأسف الفُرس على لسان الفردوسي في كتابه شاهناما بعد التزييف لهذا الكتاب وإخراجه عن الأصلي، حيث ألغوا دور “كاوا” بل حصروا الشخصية بفريدون وجمشيد. وأحياناً أخرى يتشدق الفرس بثورتهما على الكرد في شخصية كورش الفارسي المنقلب على جده “أستياغ” لأمه الكردية “أماندا” الذي كان آخر الإمبراطور الميدي، فيجعلون من كورش الاخميني الفارسي “كاوا” ومن “أستياغ” الميدي الكردي “زهاك”.

لملحمة نوروز وحقيقة نوروز أهمية من حيث التعريف بالقومية الكردية، إذ ساعد نوروز على انتشار صيت وشهرة الكرد في العالم من خلال عيد نوروز على أنه شعب مضطهد يسعى إلى الحرية، وقد تحول هذا العيد لدى العديد من الشعوب الآرية إلى عيد قومي وترفيهي بعد الاستقلال “كالهنود والباكستانيين والآذريين وغيرهم”، كما تحوَّلَ إلى عيد ترفيهي ربيعي في أصقاع واسعة من العالم يسمى (عيد الربيع)، حيث تجدد الحياة وأشكال الجمال، بالإضافة إلى إيحائه بالمساواة والعدالة من خلال التساوي بين الليل والنهار  إذ إنهما يتساويان في عيد نوروز أي في 21 آذار كشهر ميلادي وفي 1-1 من شهر فروشي ها، في التقويم الزرادشتي كتقويم كردي، وكذلك المساواة بين الحرارة والبرودة حيث أن في هذا اليوم يتخلص الإنسان من برودة الشتاء القاسية ويستقبل جواً معتدل الحرارة، فتتساوى وتتعادل درجات الحرارة ويتلاءم المناخ ويكثر النبات والزرع و الورود، وكان يسمى لدى الفاطميين (عيد شم النسيم) وقد قال قبل عهدهم، الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، عندما كان يشاهد أفراح عيد نوروز ويحتفل به مع الأهالي: ليت الأيام كلها نوروز، وقد كان بني إسرائيل أيام النبي موسى يحتفلون بعيد اسمه يوم الزينة، وكذلك النبي إبراهيم عليه السلام قد حطم الأصنام في يوم كان الأهالي قد خرجوا للاحتفال بعيد كبير لهم، فلا ضير إن قلنا إن هذين العيدين كانا يصادفان أيام عيد نوروز…

 

ترقبوا الحلقة الثالثة من فضلكم

زر الذهاب إلى الأعلى