ثقافة

الكُرد حكموا مصر قرابة 150عام من خلال محمد علي باشا وأسرته

كيف وصل محمد علي باشا إلي مصر…؟

انخرطت عائلةُ محمد علي باشا من خلال أجداده في السلك الوظيفي والعسكري في الدولة العثمانية المترامية الأطراف التي شملت دول البلقان أيضا، فقد انتقل أهل محمد علي من مدينة آمدAMED في باكور كردستان مع الجيش العثماني إلى مقدونية واليونان, حيث ولد محمد علي في بلدة قولة اليونانية عام 1769م. وقد توفي والده وهو في الرابعة من عمره فانتقلت رعايته إلي عمه طوسون TOSINوالذي توفي فتركه صبياً , لذلك تكفل برعايته شخص يدعى خربجي براوست وقد زوّجه بامرأة غنية أكبر منه سناً.

 انخرط محمد علي في سلك الجيش, لحنكته سرعان ما تسلم المراتب العليا, وعندما أرسل العثمانيون جيشاً يضم فرقة ألبانية إلى مصر, كان محمد علي من ضمنها ,ولكن في مصر بغياب قائد هذه الفرقة تسلّم محمد علي قيادتها, وقد برع في اللعب السياسي والعسكري في ظلّ التنافس بين القوى المتصارعة العديدة في مصر سواء أكان داخلياً أو خارجياً، فقد نجح بإلحاق الهزيمة بحملة فريزر الإنكليزية، وكذلك تخلص من المماليك والمتنافسين له, مما أزاد من شعبيته, فقد اختاره المصريون في تنافسه مع خورشيد باشا واليا عام 1804م بموافقة السلطان العثماني, و بطلب أرسل إليه من قبل وجهاء وشيوخ مصر.

نجح محمد علي في بناء دولة عصرية قوية في مصر تنافس الدول الأوربية, حيث قام بإصلاحات شتى في كل المجالات من صناعة , زراعة , تجارة , تعليم في المدارس الابتدائية والكليات الحربية, وأهتم بالجيش والأسطول وأصلح الإدارة وأرسل البعثات التعليمية إلى أوربا خاصة فرنسا, حيث قويت الدولة, فمد محمد علي باشا بعيونه إلى خارج مصر, حيث تخلص من الدولة الوهابية في الحجاز عام 1811م عندما هدم عاصمتها الدرعية بقيادة ابنه إبراهيم باشا, كما أنه فتح السودان بقيادة ابنه إسماعيل وصهره محمد الدفتردار عام 1820م, فعمل محمد علي باشا على التخلص من التبعية للعثمانيين, فامتنع عن إرسال المالية السنوية إليهم, كمان إنه أراد تحرير سوريا ونجح في ذلك عندما أرسل ابنه إبراهيم باشا على رأس جيش قوي ومدرب معظمهم من الكرد والترك والشركس, وعقد علاقات مع مير محمدي راوندوزي في منطقة سليمانية بباشور كردستان, فحرر بلاد الشام طوال عشر سنوات من عام 1831-1841كما أنه توجه إبراهيم باشا بجيشه إلى أستانة للقضاء على الدولة العثمانية, فوصل جيشه إلى منطقة قونيا، فأصبح الطريق مفتوحاً أمامه إلى أستانة بعد انتصارات متلاحقة لجيشه على الجيش العثماني, مما خلق الرعب في نفوس الدول الأوربية التي خشيت على مصالحها من ظهور قوة عظمى جديدة تحل محل الدولة العثمانية الضعيفة. فقد أرادت هذه الدول الإبقاء على سلطان ضعيف يأتمر بأمرهم وينفذ قراراتهم في البحار والمضائق والداخل, فقد توحدت روسيا وبريطانيا بما فيها فرنسا حليفة محمد علي إلى جانب السلطان العثماني في اتفاقيات لندن الأولى والثانية وقبلهما كوتاهيا وهنكار أسكة لة سي, وقد أنزلت بريطانيا قواتها في البر والبحر المتوسط وحاربت جيوش محمد علي باشا التي اضطرت إلى الانسحاب إلى داخل مصر , ثم فرضت هذه الدول معاهدة لندن 1844م على محمد علي باشا , بأن تكون مصر فقط له ولأسرته مدى الحياة.

توفي محمد علي باشا في عام 1849م فتسلم أبناؤه وأحفاده حكم مصر, منهم الخديوي إسماعيل وتوفيق والملك فاروق وفؤاد وغيرهم حتى 1952حيث نجح الضباط بقيادة جمال عبد الناصر ومحمد نجيب في انقلابهما على الحكم 1952 .

دلائل كردية هذه العائلة :

 قال حفيده محمد علي ولي عهد الملك فاروق 1949م نحن كرد، وكذلك قال حفيده حليم, كما أكد الأديب الكبير عباس محمود العقاد ذلك في مجلة المصور المصرية صفحة 56الصادرة في 25نوفمبر 1949م .

بعض زوجاته ذات الأسماء الكردية :أمينة هانم وكولفيدانGULVEDAN وماخوشMAXWEŞ و شام شاز و ماه دوران .

من فرقه العسكرية :

 الدلات أي ديلي أي المجنون: كانوا جنود كرد اشتهروا بالبسالة والتهور، و فرقة بيادة PEYADEأي المشاة وصواري أي الفرسان وطوبجي TOPÇÎأي المدفعية, ومن مدارسه هندس خانا وكانوا يطلقون على البندقية كما هي عند الكرد الآن اسم التفنكا TIVINGE.

الجيش الذي كان يقوده أبناؤه كانوا من الكرد والترك والشركس, كما كانوا يطلقون على دار سكّ النقود اسم ضربخانا وعلى ديوان المحفوظات دفتر خانا، وقد تلقب أبناؤه بلقب الخديويXWEDIYÊ WÊ بمعنى صاحبها أي صاحب مصر.

برادوست ميتاني

زر الذهاب إلى الأعلى