مقالات

الشمال السوري؛ وهل هناك حاجة لقوات عربية؟؟؟

كما يبدو أن موضوع دخول قوات عربية إلى بعض المناطق السورية أمر لا يتعدى التصريحات الإعلامية، وتم التصديق والتأويل عليها من قبل البعض وكأن الأمر حاصل، علهم يجدون فيها بعض المكاسب.

لو راقبنا السياسة العالمية الجديدة في المنطقة والعالم سنجد أن دول الأقطاب الرئيسية تتجه نحو سياسة جديدة, تتلخص في  التعارك بقبضة “الحلفاء”.

لتتحول من لاعب أساسي هام في لعبة الشطرنج الدولية إلى متفرج على اللعبة والتحكم بها عن بعد، وما خروج واشنطن من اتفاقية الملف النووي مع إيران جزءاً من هذه السياسة الجديدة حيث تركت حلفاءها أمام خيارين أحلاهما مذاقه مُرْ بالنسبة إليهم. هذا من جهة, ومن جهة أخرى تلويح واشنطن مراراً وتكراراً بخروج قواتها من سوريا وترك الأمر للحلفاء “حلفاءها في التحالف” لمتابعة ما تم الاتفاق عليه. وأحياناً أخرى تطالب باستبدال قواتها بقوات عربية تلك التي طالما اعتبرتها حليفة.

وبلفتة سريعة إلى السياسة العالمية الحالية في المنطقة سنلاحظ أن قوات التحالف تضع مقترح دخول القوات العربية في ملعب حلفائها ربما لغايات يعلمها الجميع من خلال استراتيجيتها في العالم والمنطقة.

فبمجرد أن تم تداول الحديث عن أمر القوات العربية، وأن التحالف ناشد بعض الدول العربية من بينها مصر والسعودية والإمارات لتحديد الأموال لإعادة أعمار الشمال السوري، بالإضافة إلى إرسال قواتها إلى هذه المنطقة، تعاملَ البعض مع هذا الطرح على أنه أصبح أمراً واقعاً وبدأ بالإسراع في الترويج له.

أن القوات المتواجدة في الشمال السوري “قوات سوريا الديمقراطية” بمقدورها إدارة المنطقة وحفظ الأمن فيها خاصة وأن هذه القوات مكونة من جميع أطياف الشعب السوري وعليها اجتمعت كلمة الشعب كما أن لها من الخبرة في شؤون المنطقة  الكثير؟؟؟

كما إن فكرة دخول قوات عربية إلى الشمال السوري في حال ترجمتها إلى واقع ملموس فأنها ستكون رداً على تمدد مصالح بعض الأطراف التي تحاول تقسيم وتمزيق سوريا إلى كيانات طائفية عرقية أما مدعومة من تركيا أو من إيران أو من غيرها .

مع  أن مثل هذا الطرح لم يدخل حيِّز النقاش والتفعيل حتى الآن، ربما لأن قوات التحالف ما زالت حريصة على بقائها  في الأراضي السورية  وكل هذا يحدث ليُوَفِر التحالف المظلة المالية لقواته مستقبلاً من الدول التي تجدها حليفة لها.

التصريحات التي أطلقها رئيس الأركان الفرنسي “فرنسوا ليكوانتر” والذي ذكر فيها أنه لا يتصور أن تنسحب القوات الأمريكية من سوريا قبل القضاء على تنظيم داعش حسب زعمه، علماً بأن لفرنسا قوات خاصة في سوريا، وهو ما يؤكد أن اقتراح دخول قوات عربية إلى سوريا غير مطروح، لأن سوريا وخاصة مناطق الشمال السوري لديها من القوات والعتاد ما يزيد عن حاجتها في حفظ الأمن والأمان والحد من ممارسات وتمدد التنظيمات الإرهابية ولديها  من التجارب في التضحية والفداء الكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى