تقارير

مدينة عفرين الصمود والمقاومة زادها جمالاً

مدينة جميلة تتربع مزهوة وهي أحد أهم مدن روج آفا , تقع في الجزء الشمالي الغربي على بعد ستين كيلو متر شمال حلب , تمتاز بسهولها الزراعية الخصبة وأشجارها الباسقة المعطاءة من زيتون وفواكه متنوعة وبجبالها التي يحوطها غابات حراجية ممتدة , ومن سفوحها تتراكض وتنحدر اٍلى السهول عشرات الجداول تسقي مياهها في ينابيع تفيض ماءً غزيراً على مدار العام , ونهر عفرين الخيّر يقطع المدينة في الشمال اٍلى الجنوب فيفضي عليها جمالاً أخاذاً يسر الناظرين ويشد اٍليها الكثير من المصطافين .

عفرين قطعة في روج آفا العزيزة أغنت المنطقة بجمالها ومواردها الزراعية ولاسيما الزيتون والرمان وينابيعها العذبة , فأغنت الاٍنسانية على مر العصور , فهي تضم آثارً كبيرةً تشهد على عراقتها وقدمها وتاريخها الحافل المليء بالآثار والتراث واٍن دل هذا فاٍنه يدل على الوجود الكردي العريق في هذه المنطقة , فهي منطقة كردية أباً عن جد , ومن آثارها التاريخية قلعة الباسوطة  وقلعة عنداره , وهناك آثار قديمة في قريتي ( براد و كيمار ) وهناك بلدة جنديرس الأثرية وكهف قرية ( برج عبد الله ) وكذلك تتميز بشلالات تعرف بشلالات ( ميدانكي ) , كما أكتشف فيه هيكل عظمي كامل يعود اٍلى مئة ألف عام .

فهي تشكل مصدراً كبيراً لجذب السياح وفيها كثير من المناطق السياحية كالباسوطة ذات الينابيع العذبة وبساتين الرمان والفاكهة , وكفر جنة ذات المناخ المعتدل والطبيعة الرائعة , حيث يقضي سكانها أوقاتاً جميلةً في أحضان منتجعاتهم الرائعة وما أكثر المنتزهات وأماكن الاٍصطياف الهادئة والجميلة ولعل أجمل الأماكن السياحية فيها بحيرة سد عفرين وهو سد حيوي يروي الأراضي الزراعية ويسقي عفرين وما حولها .

يعمل سكان عفرين منذ القديم بالزراعة , وقد أعطتهم الطبيعة اٍمكانات جيدة اٍلى جانب جدّهم ومثابرتهم ونشاطهم وروحهم المُحبة  للعمل والتعاون . ولأن عفرين غنية بالأشجار المثمرة من زيتون ورمان وعنب , فقد قامت فيها معاصر لزيت الزيتون وصناعة دبس الرمان , واشتهرت بصناعة صابون الغار الذي يصنع فيها , ويتميز أهلها بالطيبة والكرم فقد استضافت في أيام الثورة اللاجئين من المحافظات المحيطة من حلب واٍدلب وحمص , ومن أهم المدن والبلدات التابعة لمدينة عفرين : بلدة مريمين , جنديرس , كفرجنة , شكاكا , وروباريا , تل سلور , ديربلوط , ملاخليل , ديوا …………. الخ .

ومنذ أكثر من سنة يعاني سكان مدينة عفرين والبلدات التابعة لها حصاراً خانقاً من قبل الجماعات التكفيرية المتمثلة بداعش وجبهة النصرة وغيرها من هذه الجماعات الاٍرهابية التي باتت وباءاً ضاراً على البشرية سواء في مناطق روج آفا أوغيرها من المدن السورية وفي ظل هذا الحصار الخانق يواصل أهالي منطقة عفرين تدبيرأمورهم الحياتية اليومية بصعوبة كبيرة على الرغم  من فقدان العديد من المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية  وتدني كميات المحروقات من غاز ومادة المازوت , واٍن وجدت فستكون باٍسعار باهظة , علماً أن الاٍدارة الذاتية ومؤسساتها وزّعت مادة المازوت والطحين عن طريق الكومونات الموجودة في أحياء عفرين , ولكن هذا لايكفي لأن داعش واخوانها تسعى اٍلى قطع الطريق بين عفرين وحلب وعفرين وباقي المدن الأخرى حتى لاتصل اٍليها المواد الغذائية .

أما في الشمال فأن حكومة أردوغان ليست أقل استبداداً ودناءة من داعش التي هي بالأساس من صنيعتها وأنها أيضاً شاركت في الحصار حول مدينة عفرين .

لذا على الاٍدارة الذاتية ومؤسساتها المختلفة وحركة المجتمع الديمقراطي في عفرين والمقاطعات الأخرى في روج آفا اٍلى التركيز وتوجيه العشرات من وسائل الأعلام المسموعة والمقروءة على تسليط الضوء على ما تعانية منطقة عفرين والأنتباه اٍلى توجيه المنظمات الدولية ومد يد العون والمساعدة لأهالي عفرين الجريحة المحاصرة , وبذل جهود أكثر لتخفيف الحصار عبر اٍمداد عفرين بمساعدات اٍغاثية أو فتح معابر اٍنسانية لها .

وعدم تمكين العدو الداعشي الوحشي وغيرهم ممن يتربص بالكرد الوصول اٍلى مآربهم .

حسينة العلي

 

زر الذهاب إلى الأعلى