مقالات

لنحقق وحدتنا ونطور مشروعنا الديمقراطي

نعيش اليوم بالتحديد انطلاقة جديدة للحريات بالاستحقاقات الثورية التي كسبتها شعوبنا ومكوناتنا بضريبة الآلاف من الشهداء و الجرحى…, بالمقابل نعيش على وقع ارتداد مفاجئ و غير مبرر من قبل الأنظمة التي تهدد إرادة الشعوب وتستأثر بالأوضاع, بدليل أنه إلى الساعة لم تحاول هذه الأنظمة تفعيل ولو الحد الأدنى من الملفات العالقة أو إصلاحها بما يتلاءم مع النقلة السياسية الجديدة، والمسار الانتقالي الثوري ولا على أي نوع من المبادرة، ولا حتى إضفاء أي نوع من الإرادة السياسية المطلوبة في هذه الأوقات الحرجة والحالكة, كما لم نلمس أدنى مقدار من التعاون من قبلها بل ظلت تدفع دوماً في الاتجاه المعاكس تماماً. و جرَّاء هذا التعنت لم تصل جميع محاولات الحوار إلى النتائج المرجوة.

لقد حان وقت الصحوة الأخلاقية لدى جميع الشعوب والمكونات التي هي ركيزة كل عمل ديمقراطي حضاري. لقد حان وقت المصارحة والعمل من أجل تحقيق الحل الديمقراطي.

يجب أن ننظر كلنا في مرآة كبرى لنرى أنه لن تنفعنا اليوم الوعود والأماني بقدر ما تنفعنا صحوتنا القيمية والأخلاقية التي ستجعل مِنَّا بُناةَ مستقبلٍ زاهرٍ.

منذ أسابيع خَلَتْ دعونا إلى وحدة الصف الكردي في هذه المحطة الهامة والحساسة واللحظات التاريخية التي يمر بها شعبنا ومكونات المنطقة، ودعوتنا كانت تلبية لنداء العقل، ولمسنا وجود الرغبة والأمنية لدى الجميع ولكن هناك معوقات للتحرك يتطلب معالجتها بجهود مشتركة، ولأن أبواب التعاون والتضامن لدينا مفتوحة على مصراعيها سنواصل نحن بكل إرادة وعزم، ولأننا نعمل من أجل سوريا ديمقراطية لامركزية فالوضع الحالي يتطلب أولوية وحدة الصف، وصناعة الحدث بدلاً من التقوقع أو الانسحاب؛ لذلك كان التقاء كل القوى الوطنية ومن الأطياف المتعددة، والعديد من الاعلاميين والسياسيين أمراً إيجابياً كخطوة أولى، لكنها تظل بحاجة إلى قوة دفع أكبر لتحريك الحالة الكردية إلى الأمام.

إننا نعيش مرحلة مليئة بالفُرص والإمكانات لحل القضية الكردية، ولكن إلى جانب ذلك نواجه أيضاً المخاطر الحقيقية والهجمات التي تستهدف القضاء على مكتسبات شعبنا في جميع الأجزاء وبالأخص في روج آفا وباشور.

ولأن باعث وحدة الصف دافع لنا، فهمنا الأول والأساسي هو الدفاع عن المجتمع وذوبان ذواتنا فيه وجعل الأولوية القصوى لوحدة الصف مع حق الاختلاف، وقد سعينا إلى ذلك صادقين وبلغنا رأينا هذا للجميع.

ولعل أكثر ما يميز مشروعنا أنه وُلد من رَحِمِ المجتمع وفي خضّم التحديات واستطاع أن يذهل العالم ويحقق انجازات كبيرة لكل شعوب المنطقة، ويبقى طريق الديمقراطية وخاصة حل القضية الكردية طريق غير مفروش بالورود، والبحث عن أدواته وأوراقه يتطلب الكثير من الصبر والتضحية دون تخلٍّ عن المبادئ والقيم.

زر الذهاب إلى الأعلى