مقالات

للشهادة قدسية لا يجوز المساس بها

آسيا عنتر

لقد وصلت جرائم أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية إلى حدٍّ لا يمكن للمرء وصفها، ولكن هذه الجرائم ليست بجديدة من قبل هذه الحكومة، فتاريخ الدولة التركية مليء بالجرائم والإبادات بحق شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي من قتل وتشريد وحرق للقرى والمدن الكردية، وإبادات جماعية، واغتيالات تحت اسم فاعل مجهول بأيادي خفية لجماعات مرتزقة لدى هذه الحكومة، فهذه الأعمال والانتهاكات ليست بالجديدة وهي محفورة في ذاكرة الجميع، وستظل في ذاكرة الأجيال القادمة وتحكي بها الأجيال وخاصة في ذاكرة شعبنا الكردي وماتزال هذه المأساة مستمرة، حتى وصلت بهم التردي الأخلاقي والانحطاط الديني إلى أن يخرجوا رفات أبطالنا من المقابر بطريقة بشعة تحت عيون حاشيتهم التي تحمي عرش السلطة في دولة معروفة عنها أنها دولة أصبحت من أكبر الدول الدكتاتورية ووحشية بقيادة دكتاتورها المجنون بجنون السلطة، والذي يعيد أمجاد قادته الطورانيين المشهورين بتاريخهم الأسود المليء بالقتل والإرهاب والتجبر على أبناء وشعوب المنطقة، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه في هذه الجريمة البشعة هل باتت المقابر ورفاة هؤلاء الأبطال تخيفهم؟ أم أنهم يريدون أن يدنسوا هذه المقابر بأقدام جندرمتهم !!!؟ أم أنهم ينتقمون من هؤلاء الأبطال لأنهم دافعوا عن حقوقهم وحقوق شعبهم وعن كرامتهم وكرامة شعبهم في الحياة الحرة الكريمة؟ أم هو حقد وكراهية إلى هذه الدرجة؟ أم هذه الأشياء جميعاً؟ لأنه عدو لا يعرف الرحمة ولا يعرف أي دين ولا يحترم الأعراف؟. هذه جريمة لا تُغتفر وجريمة بحق الإنسانية وبحق جميع التعاليم والأعراف والأخلاق التي وردت في الكتب السماوية، ونطالب المجتمع الدولي بأن يتدخل ويأخذ موقفاً حازماً وصارماً ضد هذا الاعتداء اللاأخلاقي، فهذا الاعتداء؛ اعتداءٌ على قِيَم ومقدَّسات شعبنا فالشهداء مقدَّسون، ولا يجوز المساس أبداً بمزارهم. رغم  جميع هذه الاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها أردوغان وأعوانه وطغمته الحاكمة في حكومة العدالة والتنمية سيظل هؤلاء الأبطال شوكة في حناجرهم وسيظلون شعلة تنير درب الحرية والمقاومة التي نهتدي بها في السير على درب الكرامة حتى ننال الحقوق التي ما تزال تأن بين أذرع أردوغان وما شاكله من الحكام الطغاة، وهؤلاء قادتنا المعنويون كما قال القائد “عبدالله أوجلان” وسنظل نستمد قوتنا ومقاومتنا منهم رغم جميع العقبات، وستستمر المقاومة  حتى تحقيق فلسفة القائد أوجلان في بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي في جميع أصقاع المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى