مقالات

في الذكرى السنوية الخامسة عَشْرةَ لحزبنا

نستهل كلامنا باستذكار شهداء حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي الذين ضحوا بأنفسهم لترسيخ مبادئ ونهج الحزب الذي أسس نفسه على أيديولوجية وفكر القائد عبدالله أوجلان الذي استطاع أن يقدم حل الأزمات التي تعاني منها عموم المنطقة، بل ورسم خارطة طريق لكافة شعوب المنطقة للسعي إلى النضال ضد الفكر القوموي وهيمنة سلطة الدولة القومية التقليدية التي أفرغت المجتمعات من جوهرها المجتمعي.

بروح مقاومة العصر من أجل الإنسانية جمعاء والتي استطاعت الوقوف أمام استمرارية المؤامرة التي كانت قد حيكت ضد فكر وأيديولوجية القائد عبدالله أوجلان، مقاومة شعبٍ أثبت أنه صاحب قضية ومدافع عنها بإرادة صلبة وقوية.

خمسة عشر عاماً مضت على إعلان حزبنا الذي أسس نفسه أمام سياسة القمع والصهر القومي والثقافي والمجتمعي وإنكار الآخر وأمام سياسة الحداثة الرأسمالية التي جعلت منطقة الشرق الأوسط ساحة صراع وتقاسم نفوذ، لذلك مرَّ الحزب خلال رحلته هذه بمرحلتين من زمن التأسيس وحتى ما قبل الأزمة السورية.

المرحلة الأولى وفي تلك الظروف الحالكة تم وضع اللبنات والركائز الأساسية للحزب رغم أنه كان العمل ضمن صفوف الحزب ومع ممارسة القمع والترهيب من قبل النظام القائم في سوريا وممارسات الاعتقالات التعسفية وحتى استشهاد رفاق الحزب جراء تلك الممارسات أمثال بافي جودي والأستاذ عثمان دادالي وارتقائهم إلى مرتبة الشهادة، ومصير الرفيقة نازلية كجل التي تم اعتقالها من قبل السلطات البعثية حتى الآن مازال مجهولاً، ومحاولات الاغتيالات لأعضاء الحزب في شخص الشهيدة شيلان كوباني ورفاقها الأربع والشهيد عيسى حسو، والشهيد خالد كوتي الذي استشهد هذا العام، وكل محاولات التصفيات الأخرى كانت بهدف زعزعة إيمان الحزب وكوادره؛ لكن زادتهم هذه المحاولات إيماناً وإصراراً وثباتاً، لذلك علينا عند استرجاع الذاكرة والعودة إلى ما قبل الأزمة أي عندما كانت هناك ضغوطات وسياسات صَهر وحتى أيضاً محاولة خلق شروخ بين مكونات وشعوب والمنطقة، كان لحزبنا الدور في التصدي لهذه السياسات.

أما المرحلة الثانية: هي مرحلة التزامن مع الأزمة وما بعدها، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي كان أول حزبٍ رسَّخ مفهوم الرئاسة المشتركة للعمل الحزبي إيماناً منه بدور المرأة الفعّال في القدرة على التغيير والوصول إلى مجتمع أخلاقي أيديولوجي وسياسي يرتقي بالشعوب إلى المناصفة في العمل وترسيخ الحياة الندية وإتمام الآخر لأن الإٍيمان بقدرات المرأة على كافة الأصعدة كان أحد مبادئ الحزب بل وعَمِل عليه، فما كان من طرح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي تم طرحه من قِبَلنا وتبنِيه والعمل على ترسيخه بكافة مبادئه، وفهم الحالة والرؤية المستقبلية على كافة الأًصعدة والقراءة الموضوعية والجوهرية، والفكر الأيديولوجي الذي انتهجه والعمق المعرفي والنضال التاريخي الذي اتبعه منذ عشرات السنين، وقوة التنظيم والذهنية المنفتحة والمنبثقة من فكر وفلسفة أخوة الشعوب والنضال على تطبيق هذه الإيديولوجية، كلها كانت من أسباب قوَّة حزبنا.

ففي الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس حزبنا ومع زيادة وتيرة النضال والعمل الدؤوب، يسرنا القول: إنه في 21 تموز المنصرم تم تأسيس مجلس المرأة الخاص في سابقة لم تحدث في أي حزب سياسي على الصعيد الكردي ولا حتى على الصعيد السوري والشرق أوسطي، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على قوة التنظيم وصوابية الفكر والأيديولوجيا لدى حزبنا.

وعليه نبارك عموم الشعوب في سوريا الذكرى السنوية لتأسيس حزبنا، وبروح مقاومة العصر نجدد العهد بالنضال، والسير في خط الشهداء للوصول إلى مجتمعٍ تكون المواطنة فيه حق للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى