مقالات

بريت مكجورك يروي مشاهداته في رحلته السرية إلى سوريا

واشنطن بوست1
بـَدت “الصدمة القوية” واضحة على بريت مكجورك، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي عند زيارته إلى مدينة كوباني نهاية الأسبوع الفائت، بعد عام من هزيمة الكرد مقاتلي تنظيم “داعش” وتحرير المدينة. وقال بريت مكجورك إنّ جُثث ما يقارب 6 ألاف من مسلحي تنظيم “داعش” لا تزال تُنتَشل من بين الأنقاض. كما وشاهد مكجورك مع مسؤولين مرافقين له من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، المواقع التي كانت الطائرات الأميركية تُسقط فيها الأسلحة الثقيلة والذخيرة إلى المقاتلين الكرد في تلك المناطق. وزار الوفد نصب تذكاري للمقاتلين الكرد الذين فقدوا حياتهم، كما وتحدثوا إلى آخرين يتم معالجتهم في المستشفيات بعد أن أصيبوا في المعارك التي جرت مؤخراً.
واستخدم مكجورك أكثر من مرة عبارة “مثيرة للمشاعر” في وصف رحلته إلى سوريا التي استغرقت يومين بهدف تقييم مجريات الحملة العسكرية للتحالف الدولي لإلحاق الهزيمة بتنظيم”داعش”. “كان من المهم رؤية ذلك بأعيننا والتحدث إلى الناس على الأرض. يبدو من الواضح أننا جميعا سنتذكر الأمر ونتأمل فيه لندرك كم من الوقت سنستغرقه لهزيمة التنظيم الهمجي الإرهابي والقضاء عليه ” أضافَ مكجورك قائلاً عن رحلته التي رافقهُ فيها مسؤولون فرنسيون وبريطانيون.
ووصل بريت مكجورك مع وزير الأمريكي، جون كيري، يوم الثلاثاء (2 شباط)، إلى العاصمة الإيطالية روما لحضور مؤتمر تشارك فيه أكثر من 20 دولة منضوية في تحالف أكبر لمواجهة متطرفي تنظيم “داعش”. وأعرب مكجورك للصحفيين المرافقين لوزير الخارجية جون كيري، عن قلق متزايد نتيجة تدفق مزيد من المقاتلين الأجانب إلى ليبيا بعد أن بات من الصعوبة والخطورة بمكان أن يتوجهوا إلى سوريا والانضمام للقتال. وقال مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف بريت مكجورك “يحاولون جعل ليبيا مركزاً لهم، وأظن أن ذلك جزء لا يتجزأ من النجاح الذي حققناه في سوريا، فإذا كنت مقاتلا أجنبيا في صفوف تنظيم الدولة في سوريا فإنك ستموت هناك، وأعتقد أنهم يفهمون ذلك”.
ويعتبر بريت مكجورك، أرفع مسؤول أمريكي يزور سوريا بعدما قام روبرت فورد، السفير الأمريكي لدى سوريا بالدخول بشكل سري إلى سوريا في أيار 2013 لاجتماع مقتضب مع قيادة المعارضة. غادر فورد منصبه كسفير للولايات المتحدة في دمشق عام 2012 بعد أن علقت واشنطن أعمال السفارة في دمشق. وقال مكجورك إنهم ناقشوا التحركات المستقبلية في حملة “القوات المختبرة والمتعددة الأثنيات المقاتلة ضد تنظيم داعش”، والذين يقاتلون بـ “جدية” في المعركة مع المتطرفين. تنظيم “داعش”، هو فرع متطرف من تنظيم القاعدة، وأعلن عن “الخلافة” في أجزاء من العراق وسوريا.
ويُنَظر إلى زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي على أنها تدخل في إطار الجهود لاسترضاء الكرد السوريين، الذين يعتبرون من بين القوات الأكثر فاعلية في محاربة تنظيم “داعش”. لكن وحتى الآن تم استبعادهم من محادثات السلام السورية والتي بدأت منذُ أيام، والسبب الأكبر لذلك هو أن تركيا ترى الكرد السوريين بمثابة حلفاء بالفطرة للكرد في تركيا والذين هم مقاتلون انفصاليون.
التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا لمدة ساعتين وفي مدينة جنيف السويسرية بالهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، حيثُ صرح سالم المسلط، الناطق باسم الهيئة للصحفيين قائلاً “أتينا إلى هنا لنناقش.. فك الحصار وإيقاف الجرائم التي تنفذها الضربات الروسية الجوية في سوريا”. رفض ممثلو المعارضة حضور المحادثات في البداية، والتي كان من المفترض وحسب جدول الأعمال أن تبدأ يوم الجمعة الفائت. قالوا إنّ الخطوات الإنسانية من المفروض أنا يجب أن تسبق بدء المفاوضات مع الحكومة السورية على إيجاد حل نهائي سياسي للحرب الأهلية. ووصف سالم المسلط في يوم الثلاثاء، الحديث مع ستيفان دي مستورا بـ”الإيجابي” وقال إن المعارضة تنتظر الآن تقريراً بعد أن يلتقي الحكومة السورية.
ديمستورا لديه تفاؤل أكبر من تقدير المعارضة السورية الأهمية الكبيرة للاجتماع، قائلاً بشكل واضح “البداية الرسمية لمحادثات جنيف”. التحدي الذي يواجههم حسب ديمستورا هو استمرارية المحادثات في “مستويات مختلفة” مع مفاوضات متزامنة على وقف إطلاق النار والانتقال السياسي. على الرغم من أنّ المعارضة السورية طالبت بإطلاق سراح السجناء، وبشكل خاص النساء والأطفال، المعتقلين لدى الحكومة السورية، قال ستيفان دي مستورا إنهُ كان ينتظر من الهيئة التفاوضية التابعة للمعارضة تزويده بقائمة أسمية للمعتقلين.
الرعاة الدوليين للمفاوضات، ومن ضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، حاضرون خارج المحادثات ويشاركون بشكل غير مباشر. التقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، آن باترسون، في جنيف السويسرية يوم الاثنين الفائت، مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للضغط من وقف الضربات الجوية الروسية على مناطق المدنيين السوريين.وفقاً لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إنّ باترسون “ألحّت على موسكو استخدام نفوذها” للتأثير على الرئيس السوري بشار الأسد “من أجل التوجه نحو قبول الحرية الكاملة لدخول المساعدات الإنسانية لكل السوريين المحتاجين.
الترجمة : المركز الكردي للدراسات

زر الذهاب إلى الأعلى