مقالات

المسؤولية والانتماء الوطني

إن النظر في حدود المسؤولية بمعناها الحقيقي الواضح وعلاقتها بالانتماء الوطني الحقيقي يصل بالباحث إلى تلمّس قانون العلاقة بينهما ويظهر ارتباط الظاهرتين في الأفق التاريخي والاجتماعي والسياسي ومن خلال تحليلي لهذه الظواهر الثلاث التي بها تكتمل الشخصية الوطنية؛ أعتقد أن لكل أمرئ مسؤولية ينبغي أن يتحمّلها بحس وشعور عميقين وشجاعة عالية ونزيهة مشبعة بقانون أخلاقي وسياسي في القول والعمل بين جماهير أمته ليكون شمعة مضاءة يهتدي بها الآخرون من بني شعبه وأن يكون متسلحاً بقانون أخلاقي مبني على الحياة السعيدة والسليمة وذلك لإدراك الخطأ وإصلاحه بالشكل الملائم وبالقيم القانونية العالية.

إذاً المسؤولية هي موقف اجتماعي وأخلاقي وسياسي يعكس سلوك الفرد في الحياة وبين المجتمع وذلك لتخدم المصلحة الوطنية العامة وبتكتيك عصري وبما يتلاءم مع المصلحة العامة، ومن هناك علينا أن نعي الظروف الصعبة والقاسية المحيطة بنا وبأبناء شعبنا سياسياَ واقتصادياَ وثقافياَ وأخلاقياَ؛ لذا نعود بما يتوجب علينا بأكبر قدر ممكن من المسؤولية لمعرفة جدار الظلم وسياسة الإبادة والتدمير المتراكمة على كاهل شعبنا الأعزل، هذا ما يؤكده لنا القائد عبد الله أوجلان وكما هو واضح في العديد من مدوناته ومؤلفاته وعلى صفحات كتبه المتداولة بين أيدينا موضحاَ عمل الفرد والمجتمع كون الفرد مسؤول أمام الأسرة شرعاَ وقانوناَ والأسرة مسؤولة أمام المجتمع والوطن بصدق وإيمان قوي بما يستطيع القيام ببناء كيانها السياسي والاقتصادي لأن الحياة مسؤولية ومن دون المسؤولية لن تستمر الحياة ولن يصل المجتمع إلى أهدافه ومبتغاه لذا ليكن التزامنا هذا نابعاَ من كفاح مستميت ومن الضمير الذي لا شاهد له سواه فمن أجل معركة التنمية ومن أجل معركة الدفاع عن الذات والنفس في الداخل والخارج، نحن محتاجون إلى أعلى درجات الشعور بالمسؤولية التي هي المعيار الأخلاقي العالي في علم الممارسة المسلكية في الفرد والمجتمع ومن موقع المسؤولية يجب على الطبقة المثقفة الوطنية الكائنة بيننا أن تُزوِّد وتدعَم أبناء شعبنا بالعلم والمعرفة السياسية منها والثقافية وذلك ليكون الوصول إلى الهدف المنشود، ولطرد الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي بتسليكها النفسي والإيديولوجي لذا علينا أن نفهم المسؤولية ونُفهِم الآخرين ونُظهِر للناس والعالم الحقيقة الضائعة عبر التاريخ ونسد كل المنافذ التي تؤدي لعدم الوصول إلى الحقيقة؛ لذا علينا الالتفاف إلى المسؤولية الوطنية التاريخية بحس عالٍ وعميق وبحكم قانون الحياة والقدرة على تحمّل المسؤولية بطاقة وحيوية لأن بناء الوطن وحمايته مسؤولية الجميع وإن خيراته لجميع الناس بكافة مكوناتهم وأطيافهم ومذاهبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى