PYDمانشيتمقالات

نضال المرأة ودورها في ثورة “روج آفا”…2

عريفة بكر ــ

في خضم الدور الطليعي للمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وبروز هذا الدور عالمياً، لا بد لنا من العودة قليلاً إلى ثورات المرأة تاريخياً؛ فقد شاركت المرأة في العديد من الثورات، والتاريخ شهد ثورات نسائية جمة، إلا إن المرأة لم تناضل لأجل حقوقها الخاصة والتي اعتبرتها حقوقاً مؤجلة فيما بعد الثورة العامة.

لذا هُمِّشَت فيما بعد، وتراجع مستوى مشاركتها بعد الثورة، ولكن ما يميز ثورة “روج افا” هو قيام المرأة بعدة ثورات ضمن ثورة واحدة؛ فالمرأة عبر تنظيمها الخاص الذي يستند الى فكر القائد “عبد الله اوجلان” وأيديولوجية تحرر المرأة التي من خلالها استطاعت خلق كيان خاص بها كضامن لحقوقها واستناداً على إرادة المرأة الحرة التي يمثلها تنظيمها الخاص؛ كانت كفيلة بتحريرها من قيود العبودية المفروضة عليها للآلاف السنين.

وكانت مشاركتها تعكس حالة متقدمة من الوعي الاجتماعي والسياسي والمدني، وبذلك تصبح المرأة الكردية ومثيلاتها من نساء المكونات الأخرى من “عرب واشور وسريان وكلدان وأرمن وتركمان” وبتضامنهن قوة التغيير والتحديث والتطوير الذي أثر على العالم، كما تمكنت المرأة الاستفادة من الفرصة التاريخية وظروف الثورة التي قامت في سوريا، بأن تقود هذه الثورة وتأخذ زمام الأمور وتحقق ثورة جذرية وتأخذ مكانة طليعية من خلال مشاركتها الفعالة في جميع المؤسسات والادارات والتنظيمات في شمال شرق سوريا.

دور المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية.

في الوقت الذي تشهد فيه معظم مناطق الشرق الأوسط مشاركة المرأة في ميادين الرأي العام الثقافية والعلمية والسياسية والإدارية بنسبة ضعيفة جداً؛ نجد أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، ومنذ تشكيل الإدارة الذاتية، حضرت بشكل بارز في كافة مؤسسات الإدارة الذاتية بالإضافة إلى وجود هيئة خاصة بها في هيكلية الإدارة ومشاركتها مناصفة في المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية، ويتضمن وجود تنظيم خاص بالمرأة على شكل مكاتب في كل هيئة ومؤسسة وحزب، والذي يختص بتنظيم وتدريب المرأة وتوعيتها لاتخاذ القرارات التي تخصها، وبدون شك، كان للمرأة حضور ملفت للانتباه في المجال العسكري، من خلال مشاركتها في قوات الحماية الجوهرية وقوات الأمن الداخلي التي كانت تضم بين صفوفها نساء بأعمار متفاوتة تتجاوز البعض منهن الخمسين عاماً لحماية أحيائهن ومناطقهن ومكتسباتهن، وهدفها الأساسي محاربة جميع أنواع العنف المفروض عليها من “الاعتداءات والقتل والتزويج القسري”، كما أنه كان لوحدات حماية المرأة دور في تأمين الأمن والاستقرار للمناطق السورية من أي هجوم خارجي، وتحرير الكثير من النساء اللواتي تم أسرهن كسبايا من قبل مرتزقة داعش، وقد استطاعت المرأة في مجال الحماية نشر فكر النضال التحرري للمرأة في أنحاء العالم كافة وعلى مختلف الصعد السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية.

ففي كافة الثورات العالمية تبين لنا أن الاقتصاد هو من الأسباب الرئيسية في ظهور الطبقات والاحتكار والاستغلال والاضطهاد، وبالأخص في شخص المرأة كونها يُنظر إليها على أنها الحلقة الأضعف التي يمكن استغلال كدحها واحتكارها من قبل الأنظمة الرأسمالية لتحقيق الربح كسلعة تباع وتشترى، بينما في ثورة “روج افا” وبالاستناد على المبدأ الكومينالي تم فتح المجال أمام المرأة وتقديم المشاريع الخاصة بها لتكون مشاركتها فعالة في مجال تطوير الاقتصاد المجتمعي على أساس الجمعيات النسائية التعاونية، وهكذا تتطور الجهود الجماعية وتخلق روح الثورة.

ومع انطلاقة ثورة “روج افا” لعبت المرأة دوراً بارزاً في المجال الإعلامي “كالقنوات الفضائية والإذاعات ووكالات الأنباء” حيث ظهرت المئات من الإعلاميات اللواتي نقلن صوت وصورة الحقيقة لمقاومة المرأة، وأعدن صياغة لغة النشر في المواضيع الخاصة بها وبالأخص فيما يتعلق بحقيقتها ودورها في المجتمع، ونتيجة هذا النضال تم تأسيس اتحاد إعلام المرأة وإذاعة “اف- ام” و”صوت المرأة والحياة” وjin tv على مستوى شمال وشرق سوريا لنقل صوت المرأة وإبراز هويتها.

يُتبع….

زر الذهاب إلى الأعلى