مقالات

الكاتب بير رستم يرد على حكيم بشار

بير رستم
يكتب عن تصريح عبد الحكيم بشار
إنني كنت قد وعدت في بوست سابق لي؛ بأنني لن أقف “مكتوف اليدين واللسان” أمام أي مواقف سياسية لا تخدم قضية شعبنا تطرح من قبل قادة الأحزاب الكوردية، وها إنني اليوم آخذ نداء السيد عبد الحكيم بشار كأول قيادي يجب فضح خطابه السياسي وذلك على الرغم إننا نلاحظ _ومن خلال الوقوف على نداءه_ بأن الرجل لا يعتبر نفسه من القيادات الكوردية وذلك عندما يقول في خطابه الموجه لأبناء شعبنا الكوردي التالي؛ ((..كم أهدر النظام كرامتكم!! والآن قاداتكم يتاجرون بدمائكم ويسترخصون أرواحكم للدفاع عن عرش الطاغية الذي كان منهجه مع الكرد القمع والاعتقال والاغتيال والتجويع والتهجير، لقد أهدر النظام كرامة الكرد، كل الكرد”. ويضيف “لا يوجد لدى قادتكم أجندة وطنية أو قومية، بل أجندة إقليمية”.

وهكذا وعلى الرغم من طغيان الرومانسية السياسية على خطابه الذي يذكرنا بخطب عبد الناصر وبعض الزعماء والقادة أصحاب الخطب الرنانة الطنانة، إلا أن المفاجئ وكأن الرجل ليس كوردياً أو لا يعتبر نفسه من القادة الكورد _وربما يكون محقاً في هذه_ أو على الأقل؛ فإنه يمحي أي دور للطرف الكوردي الآخر وذلك عندما يقول بأن؛ ((قاداتكم يتاجرون بدمائكم ويسترخصون أرواحكم للدفاع عن عرش الطاغية)) موجهاً الكلام للإدارة الذاتية وقوات الحماية الشعبية، بل وللأسف فإنه يحمل الكورد وتلك القوات بخلق الصراعات والإقتتال وذلك عندما يقول: ((إن قتلكم لسوري واحد عدا اتباع النظام وداعش هو بمثابة قتلكم للكرد.. كل الكرد)).

وهكذا وبكل صفاقة ينسى هذا (المناضل العتيد) بأن الكورد حاولوا التنسيق مع كل الأطراف للحفاظ على بلداتهم ومدنهم، بل ونسقوا مع الجيش الحر وبشهادة أحد قادتها وهو العميد مصطفى الشيخ؛ رئيس المجلس العسكري الأعلى _سابقاً_ لما يعرف بالجيش الحر حيث قال الرجل وفي آخر تصريح له؛ “اقول لكم ان من اوصل الاكراد الى حالة الكفر هم فصائل ما يسمى الجيش الحر ، فمنذ بدايات الثورة كان هناك من يريد ان يصفي حساباته مع الاخوة الاكراد على حساب وحدة شعبنا وتآخيه ، وفشل التجمع الوطني لاسباب خارجية وداخلية ، وما يعنيني ان فصائل الجيش الحر الغير منضبطة والتي تتحرك كالدمى في ايدي الخارج كانت السبب الرئيسي في سلوك قسم من الاكراد ما ترونه الان..”.

ورغم ذلك يأتي السيد بشار ليقول لتلك القوات؛ بأن يوجهوا بنادقهم للنظام وليس للسوريين وكأن الكورد هم من يوجهون بنادقهم لتلك المجاميع وليس هم الذين أرادو تصفية بعض الحسابات مع الكورد ومع ذلك فإن السوريين وبمختلف إنتماءاتهم المذهبية والعرقية والمناطقية، يجدون الملاذ الآمن في مناطق الإدارة الذاتية، بينما أبناء شعبنا الكوردي يعانون الأمرين من كل تلك القوات بمن فيهم حلفاء السيد حكيم.. وإن حصار عفرين ولمدة تتجاوز العامين وضرب مناطق وأحياء الكورد في حلب، يمكن إعتبارها شواهد دامغة على عداء تلك المجاميع السلفية التكفيرية والتي تستظل بالعباءة التركية السعودية وذراعها السوري؛ ما يعرف بقوى الإئتلاف والتي أصبحت وللأسف رهينة لدى تلك الدولتين الإقليميتين.

وللأسف فقد وصل الإرتزاق بالسيد حكيم لأن يستثني جماعة تكفيرية سلفية من تلك التي يجب أن توجه البنادق لها كـ”جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء السلطان مراد” والتي أهانت قبل فترة أبناء شعبنا من خلال “فيديو العار”.. وإن إستثناء تلك المجاميع التكفيرية من قبل عبد الحكيم بشار، يأتي لكونهم يحظون برعاية تركية سعودية ولذلك أكتفى بأن يقول: ((وجهوا بنادقكم إلى أتباع النظام السوري وداعش لا إلى الأحرار من أبناء سوريا. إن قتلكم لسوري واحد عدا اتباع النظام وداعش هو بمثابة قتلكم للكرد.. كل الكرد)).

بل يطالب شعبنا بأن يعودوا إلى الإنضمام للثورة والشعب السوري وكأن الكورد طالبوا بالإنفصال والعمل ضد الثورة حيث يقول في نداءه؛ ((عودوا الى صفوف الشعب السوري الذي انتم جزء منه، التحقوا بالثورة السورية، وانضموا إلى الجيش الحر البطل والكتائب الثورية المقاتلة. وجهوا بنادقكم إلى أتباع النظام السوري وداعش لا إلى الأحرار من أبناء سوريا)). وللأسف إنه لا يكتفي بذلك، بل يقول أيضاً؛ ((كفاكم خدمة النظام وأعوانه، عليكم بخدمة قضيتكم الكردية والتي هي قضية السوريين.. وكل السوريين معكم إن عدتم إلى حضن الوطن وحضن الشعب)). تباً لك ولنفاقك ولإرتزاقك يا رجل؛ متى كانت القضية الكوردية هي قضية “كل السوريين” ونحن نعلم مواقف مختلف التيارات السياسية السورية من القضية الكوردية.

زر الذهاب إلى الأعلى