مقالات

إرادة الشعب أقوى من مخططاتهم

حسينة عنتر 

منذ أيام والحرائق تشتعل وتجتاح آلاف الدونمات من محصول القمح والشعير وغيرها من المحاصيل الزراعية التي اتسمت بها سوريا وخاصة إقليم الجزيرة هذا العام نتيجة شتاء متميز بالأمطار الغزيرة، وما ترتب عنه من موسم وفير كون أراضي الجزيرة وشمال شرق سوريا هي الخزان الأساسي لإنتاج القمح والحبوب، ذلك الذهب الأصفر الذي ينعش الاقتصاد فما كان على الدول التي تجد نفسها راعية للملف السوري أن تشعل حرب من نوع أخر “حرب الاقتصاد”، فمن خلال هذه الحرائق بات معلوماً للقاصي والداني بأن الجهة الفاعلة لها تهدف من خلال هذه الأفعال الدنيئة إلى إضرام نوع أخر من الحرب ضد الشعب الكردي بعد أن أثبت نضاله عبر العصور بأنه شعب تواق للحرية وبإرادته الحرة يستطيع إدارة نفسه بنفسه.

ضمن هذه الحرب الاقتصادية والحصار المفروض على الشعب في إقليم الجزيرة والمناطق التابعة للإدارة الذاتية أضحت الحرائق تلتهم في طريقها الأخضر واليابس وأصبحت الشغل الشاغل للفلاحين وشبح النار يطارد كل من لم يحصد موسمه بعد، وبالتالي يزداد تخوفه من قطع مصدر رزقه، والسؤال الذي يطرح نفسه من المستفيد من هذا…؟!!!

أن أعداء الكرد كُثر وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي، تلك الجهة التي تمثل ألد أعداء الشعب الكردي عبر التاريخ، وما نراه الآن في عفرين من ممارسات وانتهاكات لا إنسانية وأعمال تعسفية تقشعر لها الأبدان من خلال مرتزقتها وطفلها المدلل داعش فكيف لا تكون تركيا الغاصبة بزعامة أردوغان وراء هذه الحرائق التي تنشب هنا وهناك في معظم أراضي الجزيرة الخضراء، وبما أن هذه المنطقة التي لطالما طالبت تركيا بإنشاء منطقة أمنة لها فيها، وذلك بعد أن عجزت عن كسر إرادة الشعب الكردي عبر العدوان العسكري المباشر “عفرين”، وفشل كل مساعيها باجتياح مناطق شرقي الفرات وكل هذه الاعمال التي تقوم بها تركيا بزعامة أردوغان تهدف لنشر الفوضى بين جميع مكونات المجتمع المتعايش مع بعضه البعض وتحريض الرأي العام ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية بغية إرباكها وإفشالها، فتلك الحرائق هي امتداد للحرائق التي تلتهم أشجار الزيتون في عفرين المحتلة بشكل يومي وتفتعلها دولة الاحتلال التركي ومرتزقته من الفصائل المسلحة، وذلك كشكل من اشكال الحرب القذرة التي تُتبع من قِبلهم والتي تستهدف الهوية والوجود الكردي التاريخي على أرضه بغية تدميره كلياً والذي يبدو وكأنه نوع من أنواع الحرب الخاصة ضد الكرد لإخضاعها عمداً لظروف معيشية قاسية، ومن جهة أخرى فالحريق المتعمد وإتلاف المزروعات هي بقصد نشر الرعب بين الناس، وهذا ما هو لمسناه من هذه الحرائق المفتعلة.

إذن ما فائدة زيارة وفد رفيع المستوى القادم من دمشق لإقليم الجزيرة أن لم يجلس مع الجهات المعنية وهيئة الزراعة التابعة لإدارة الذاتية والفلاحين والمزارعين الذين تضروا من هذه الحرائق؟!!

من أجل ذلك؛ نطالب الإدارة الذاتية الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه من العملاء والمرتزقة الذين ينفذون اجندات الدول والقوى المعادية للكرد وإنزال أقصى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم والعمل على إفشال مساعي ومخططات الأعداء في نشر الفوضى في مناطق الإدارة الذاتية.

زر الذهاب إلى الأعلى