ثقافة

مهرجان أوصمان صبري للأدب سابقة لأدب الشعوب في روج آفا

تحت شعار (أدب يحيا في روج آفا) نظمت هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة مهرجان الأدب تحت اسم مهرجان أوصمان صبري للأدب (الأول)، بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أروح الشهداء ثم ألقى حنا حنا كلمة هيئة الثقافة والفن استهلها بالحديث عن قيمة الأدب وما تحمله من معاني موضحاً: “الأدب من القيم التي تحمل الكلمة وترسخ في مضامينها حب الوطن والأرض والإنسان، والمفكر أوصمان صبري أحد هؤلاء الذين سخَّروا حياتهم في قضية شعبهم، وعمل جاهداً في سبيل ذلك، لقد حمل رسالة لعبور الأمة الكردية عبر التاريخ. وإن أفكار أوصمان صبري ما زالت حية وستظل، ومن أحد مقولاته المشهورة: “الأمة التي تحب نفسها وتعي ذاتها هي التي تحب لغتها”.

أما كلمة الإدارة الذاتية الديمقراطية ألقتها عبير حصاف جاء فيها: أحد أهم مقومات الشعوب هي ما يحملون من تراث وأدب أحيي هذا اليوم وهذه الفرصة التاريخية حيث أصبح بإمكاننا إقامة المهرجانات الأدبية وبمشاركة مختلف مكونات روج آفا، وأن تسمية هذا المهرجان باسم أوصمان صبري لهو محل فخر واعتزاز.

إقليم الفرات لم يكن غائباً، فقد كان له كلمته أيضاً عبّرت عنها شيرين شيخو بالقول: “أبارك للشعب الكردي خصوصاً والسوري عموماً هذا المهرجان الذي يحمل اسم المناضل أوصمان صبري.

ومن منبج كانت الكلمة لغزالة يوسف التي اختصرت كلمتها قائلة: “من منبج أرض الأدب والثقافة قدمنا لمشاركتكم في هذا المهرجان الكبير وشددت غزالة يوسف: “منبج حبي الأول يا قامشلو وأنتِ حبي الثاني”.

من جانبه تحدث صالح حيدو بلمحة عن حياة المناضل أوصمان صبري كأحد المقربين إليه مضيفاً: مثل هذا المهرجان يحمل أهمية كبيرة وخاصة أنه يحمل اسم أوصمان صبري، هذه الشخصية التي بمجرد أن تذكرها تتذكر معها الوطنية والإخلاص والشجاعة، في عام 1986 تعرفت على شخصية أوصمان صبري، المشهورة بإكرام الضيوف واستقبالهم استقبالاً حاراً، لقد عاصر أوصمان صبري ثورة شيخ سعيد، وكان محكوماً بالإعدام، كان عزيز النفس أبياً ولا يقبل الضين، عرضت عليه الكثير من الأموال ليترك الطريق الذي اختاره لنفسه ولكنه رفض، أوصمان صبري من جيل جلادت بدرخان وقدري جان ونورالدين ظاظا.

ونوه حيدو “الشعب الحي يحيي أمواته فلنجعل أمواتنا أحياء، والكرد يحملون فكراً ديمقراطياً ويحبون أدبهم وثقافتهم، كذلك يحبون أدب وثقافة الشعوب الأخرى”.

وعلى هامش هذا المهرجان حاورت صحيفة الاتحاد الديمقراطية جميل نشكيني عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان أوصمان صبري للأدب والذي بدوره أشار إلى: أن الهدف هو إظهار المواهب الشابة ونحاول تشجيع الشباب لإظهار مواهبهم المتعددة، وحاولنا إعطاء المهرجان مظهراً فنياً من خلال بعض الأغاني الفلكلورية الكردية، وتم تحديد لجنة للتحكيم لتعلن عن الفائزين في المواهب الفنية وسوف يتم تكريم المتفوقين، علماً أن المشاركة هي باللغة العربية والكردية، نبارك لشعبنا الكردي وجميع مكونات روج آفا هذا المهرجان الأول، وأرجو أن يكون خطوة أولى في سبيل تطوير الواقع الأدبي والفني في شمال سوريا ومرآة لإبراز المواهب الشابة المتميزة.

وتخلل المهرجان باقة من الأغاني التي قدمتها فرقة جودي الفلكلورية.

من ثم قامت لجنة التحضير بألقاء أسماء الفائزين الذين نال مشاركاتهم في القصة والشعر والمقالة باللغتين العربية والكردية المراتب الثلاث الأولى، ومن ثم بدأت اللجنة بتوزيع الهدايا ودرع المهرجان على الفائزين وعلى لجنة التحضير التي قدمت ما في وسعها لإنجاح هذا المهرجان، والجوائز سلمت  إلى كل من:

  • قسم اللغة الكردية: في الشعر جاء في المرتبة الأولى الكاتب والصحفي علي روج ، وفي المرتبة الثانية هشيار مراد طالب في جامعة روج آفا، بينما كان المرتبة الثالثة من نصيب الشاعر أمير مصطفى من مدينة كوباني.
  • القصة القصيرة: ذهب المرتبة الأولى إلى رامان حسي عن قصته( رائحة الدم)، المرتبة الثانية كانت  للكاتب والمخرج المسرحي كاوا شيخي  عن قصته ( شاكرو المغني)، بينما ذهبت المرتبة الثالثة إلى  الكاتب عبدالسلام حسين حسين عن قصته ( 100 دولار).
  • في قسم المقالة( نص أدبي): أكدت اللجنة ان مستوى المقالة لم ترتقى إلى السوية المطلوبة ولكن تم تكريم كاتبين من قبل هيئة الثقافة، وهما إدريس حنان من مدينة عفرين، والكاتب بخشان كوباني.

ما بالنسبة إلى تسلسل المراتب الفائزة في قسم اللغة العربية فقد كانت على الشكل التالي:

  • في الشعر: ذهبت المرتبة الأولى إلى الشاعر راكان حسو عن قصيدته بعنوان( مساقط)، وجاء في المرتبة الثانية الشاعر أحمد اليوسف من مدينة منبج، وجاء قصيدة مهاجر غير شرعي للكاتب علي جمعة الكعود بالمرتبة الثالثة.
  • في القصة القصيرة: نال المرتبة الأولى الكاتب ابراهيم اسحاق عن قصته المتاهة، بينما ذهبت المرتبة الثانية إلى الكاتب ابراهيم فيصل شاكر عن قصته (اجعليني تلفازاً)، وفي المرتبة الأخيرة جاءت قصة (كأس لاينكسر) للكاتب الصحفي في جريدة روناهي وعضو اتحاد المثقفين عبد الرحمن محمد في المرتبة الثالثة.
  • في المقالة : جاءت مقالة الطفولة في المجتمع الكردي للكاتب عبد المجيد ابراهيم في المرتبة الأولى ، بينما ذهبت المرتبة الثانية إلى الكاتبة جميلة محمد عن مقالتها( التراث الشعبي)، وذهبت المرتبة الثالثة إلى الكاتب الصحفي في جريدة روناهي عبد الرحمن محمد عن مقالته (الكورمانجية).

وبعد أن تم توزيع الجوائز ضمن أجواء من البهجة وقف جميع الفائزين على خشبة مركز محمد شيخو للثقافة والفن ، وعبر الجميع عن سرورهم وامتنانهم لهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة عما تقوم بها من نشاطات وفعاليات و ما تقدمه من جهود في سبيل الانبعاث والتطوير في مجال الثقافة والفن.

هذا وأشار أغلب الحضور والمشاركين  في مهرجان أوصمان صبري الأول للآداب عن مدى أهمية مثل هذه المهرجانات الثقافية والفنية والتي تشهدها روج آفا عموماً وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى أهمية الثقافة والفن بالنسبة إلى شعوب وحضارة المنطقة عموماً ، ومدى المكاسب التي حققت في روج آفا وشمال سوريا ، وأكد الجميع على إن الحفاظ على هذه المكاسب  وتطويره مسؤولية  وواجب  تقع على كاهل كل مثقف وانسانٍ يعيش على هذا الأرض، وانتهى المهرجان على أنغام واغاني فرقة جودي الفلكلورية.

إعداد: مصطفى عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى