مقالات

معرض, ضخ الدماء في شرايين الكتاب

شدني الإقبال الجماهيري على المعرض الثاني للكتاب الذي أقيم في صالة زانا بمدينة قامشلو وعلى مدى ستة أيام , إقبال جماهيري منقطع النظير وكتب موضوعة على الطاولات والرفوف بعضها قديمة وبعضها طبعت حديثاً.” أيا لهذه الكتب لو تصفحك كل الناس لما بقي في المنطقة جاهل”.

هذا المعرض لم يكن بإمكاني تجاهله أو تجاوزه ولم أفعل ذلك بالطبع وبالوقت نفسه لم أكن راضياً على تغطية وسائل الإعلام له مع وجود الكم الهائل من وسائل الإعلام ,فقط لأنه استحق أكثر من ذلك بكثير.

كان للمعرض أغراض متنوعة ومتعددة لذلك لمحنا نوافذ عدة فيه, نافذة منها تطل على الفن التصويري “الفوتوغرافي” ونافذة تفتح ستائرها على نتاجات الكتاب والشعراء وغيرهم لتضم المادة الثقافية المنوعة (رواية – قصة – شعر – نثر …) ,كما كان هناك شرفة فكرية جادة تتمثل في الندوات والأمسيات والحلقات الثقافية تلك التي كانت تعقد كل مساء في قاعة المعرض.

ربما كان للبعض مآخذ على هذا المعرض ولكنني أظن أن في حكمهم بعض من التجني وكثير من التسرع, فلو تأملوا جدول أعمال المعرض وتابعوها جيداً وانتبهوا إلى هذا الإنجاز العظيم  لأدركوا أنهم بالفعل مخطئين بحق هؤلاء الذين بادروا إلى هذا الإنجاز الذي أجده عظيماً وأشرفوا على إعداده.

بعض الكُتَّاب تحقق حلمهم أخيراً في هذا المعرض واستطاعت نتاجاتهم أن ترى النور بعد أن فقدوا الأمل في عرضها لتجاور بالتالي نتاجات العظماء من الكتاب على الرفوف وفوق الطاولات, وبعض الكتاب أيضاً كان جل حلمهم أن يتم طباعة كتب لهم وهم لا يملكون حيلة في طباعتها, وقد قامت هيئة الثقافة مشكورة بتحقيق حلمهم فـ “طوبى لهم “.

من جانبها سعت هيئة الثقافة إلى لفت انتباه زوّار المعرض من خلال حجم و نوعية الإنتاج الفكري للكتّاب، و كمؤسسة تُعنى بالشأن الثقافي رأت أنه من واجبها تقديم منصات إبداعية جديدة ليعرض المؤلف من خلالها نتاجاته الفكرية وتتيح له الفرصة للقاء جمهوره مباشرة و التعرف عليه عن قرب و توقيع كتبه.

معرض هركول الثاني للكتاب، كان له نصيبه من الاهتمام هذا العام أكثر من ذي قبل وبخاصة من الجمهور، والحقيقة ومن باب الأمانة والإنصاف وأرجو من هيئة الثقافة أن تتقبل نقدي، هذا العام اقتصرت سلبيات المعرض في التنظيم فقط، وسوء التنظيم ناتج عن قلة الخبرة، و إدارة الحشود والمحفل  كان يحتاج إلى خبرة أكبر، ولا يكفي الحماس الشبابي فقط، ومن جهة أخرى كان على الكتاب والناشرين وضع بطاقة للتعرف عليهم، وأن يكون متواجداً قبل الجمهور.

بالمحصلة, استطاع هذا المعرض أن يضخ  الدماء في شرايين الكتاب والمثقفين وكل المتابعين للشأن الثقافي من جديد وكل الشكر للجهود التي بذلت فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى