ثقافة

مجزرة “Gelî yê Zilan”

إبان ثورة آكري (1927/1930) في شمال كردستان بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا، ارتكبت القوات التركية العديد من المجازر المروعة بحق الشعب الكردي بسبب الخسائر والأضرار الجسيمة التي لحقت بها، ومن أشد تلك المجازر إجراماً وظلماً هي مجزرة وادي زيلان أثناء التجاء الكرد إلى وادي زيلان الواقعة في منطقة أرجيش التابعة لمحافظة وان هرباً من بطش النظام التركي وأعماله الوحشية التي يقوم بها جيشه الذي لجأ إلى الثأر والانتقام من خلال قتل وحرق وهدم القرى.

في شهر تموز من عام 1930 ارتكبت الدولة التركية مجزرة وادي زيلان بحق المدنيين الكرد من الرجال والنساء والأطفال، وروى حجي حيدر من سكان قرية “اديشي” أحد الناجين تفاصيل هذه الجريمة البشعة بحق الكرد “گه ليي زيلان” (Gelî yê Zîlan)، والذي أصيب بطلقتين في فخذه آنذاك، حيث قال: “إن الجنود كانوا يتجولون بالقرب منه ويظنون أنه ميت وهو يحشر نفسه بين جثث الضحايا وقد خبأته جدته في أحضانها، وروى كيف شاهد بأم عينيه المجزرة الرهيبة، التي كان يُقتل فيها أهله وأبناء جلدته الكرد وتُقطع رؤوس الضحايا كما تقطع رؤوس الدجاج، وقال: شاهدت امرأة حامل بَقَرُوا بطنها وأخرجوا الجنيين ثم قتلوهما، ما أشنعها من جريمة نكراء ارتكبت بحق الإنسانية، إلى جانب الآلاف من الجرائم الأخرى التي ارتكبت بحق الشعب الكردي.

وبحسب جريدة جمهوريت التركية نشرت آنذاك أن أكثر من 17000 من المدنيين الأبرياء العزل قتلوا في مجزرة وادي زيلان، ذنبهم الوحيد أنهم كرد، أما بحسب الكاتب الكردي حسن هشيار سردي الذي كان من المشاركين في انتفاضة آكري، أنه من 180 قرية كردية تم قتل 47 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

ويذكر أن الكاتب الكردي “إکرام ایشلر” نشر في كتابه عن هذه المجزرة، حيث فقد بعض أقربائه فيها، أن الدولة التركية قالت أنها سوف تلقن الكرد درسا قاسياً كي لا ينسوه طول الدهر، وقال: (إن جريدة الجمهورية في وقتها نشرت عن  مقتل أكثر من 15000شخص بوحشية ارتكبتها الحكام الترك الظالمون بحق شعبنا الكردي ولازالوا يرتكبون جرائم يندى لها جبين الإنسانية).

زر الذهاب إلى الأعلى