تقارير

كِبرُ سنِّهِ لم يثنيهِ عن واجبه

أينما لزم الأمر في الفداء والتضحية والدفاع كانوا حاضرين يلبون النداء غير آبهين وغير مبالين بحجم المخاطر، يفدون بدمائهم وأرواحهم وهم يسقطون شهداء، من أيِّ سبيكةِ ذهبٍ صُيِّغَتْ نفوسُ هؤلاء الشهداء، كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموتِ والخوف؛ من الرصاص، أيُّ روحٍ قدسية تملكتهم في تلك اللحظة، أي بطولةٍ يعجزُ عن وصفها اللسان، وتقل الكلمات لتبحثَ وتجدَ مفردةً بين بحورِ المفردات  تليقُ بهم، الصغير يقتدي بالكبير؛ والأبن يسير على نهج أبيه، ولكن هنا الشهيد البطل فرهاد اسماعيل محمد، الاسم الحركي: بوطان كرباوي من هو.

 بوطان كرباوي؛ ربُّ عائلةٍ مكونةٍ من سبعةِ أفراد، كانوا يسكنون في دمشق طلباً لرزقهم قبل عام 2011، عند بداية الثورة حيث رافقه التوتر والاشتباكات ولا سيما في مناطق ريف دمشق، كان آنذاك أحد أبنائه بين صفوف جيش النظام، يؤدي خدمته الالزامية إلا إنه استشهد في صفوفهم، وعلى إثر هذا المصاب، وفقدان العائلة للأحد أبنائها انتقلت من دمشق إلى قرية كرباوي؛ التابعة لمدينة قامشلو، واستقروا في القرية؛ لكنهم سكنوا في بيت للإيجار؛ لأن جميع ممتلكاتهم  بدمشق دُمِّرَتْ ونُهِبَتْ بشكلٍ كامل أثناء المعارك هناك، وعند سكنتهم في القرية نتيجة الاحتكاك والاختلاط بالأهالي تعرفوا على حركة حرية كردستان، فخلال تلك الفترة انضم ابنه الكبير إلى قوات الأسايش، وبعد فترة وجيزة التحق الابن الآخر بصفوف قوات الاسايش، وحين كان يسمع الأب النقاشات التي تدور مع أبنائه، وكيف يدافعون عن الحق، ويناصرون المظلوم، ويحكمون الظالم والجاني،  فالتحلي بالكرامة والحرية للتعبير عن آرائهم، والمطالبة بحقوقهم من خلال أفكار وفلسفة القائد الكردي عبدالله أوجلان حينها أدرك الأب معنى الوطنية والواجب، وسرعان ما انضم هو الآخر إلى وحدات حماية الشعب “ypg”. في البداية عمل كسائق يوزع مادة المازوت والمواد اللوجستيك على القطعات العسكرية، وكان دائماً يحاول القتال في جبهات التحرير إلا أن سنَّهُ كان يمنعهُ؛ أما في الآونة الأخيرة وخاصة في حملة تحرير الطبقة قال له الرفاق:” أنت ابقى في منطقة الشدادي والرفاق بحاجة إليك”، لكن المناضل بوطان رفض ذلك بشدة، وأصرَّ على القتال، وأن يرافق المقاتلين في حملة تحرير مدينة الطبقة، وهناك أخذ السلاح وقاوم في وجه الإرهابين والتنظيم الداعشي حتى بلغ الشهادة في أرض المعركة، ورغم كبر سنه لم يتردد عن مهامه وفي أداء واجباته العسكرية، كان الشهيد صريحاً جداً مع رفاقه، وكان سلساً في تعامله مع جميع الناس، كان شجاعاً والجميع يشهد له؛ حتى من صغره والروح الاجتماعية لديه قويةٌ جداً، كما كان يملك شعوراً رقيقاً، وكان يتأثر بهؤلاء الشباب والشابات في روج آفا في جبهات القتال، لذا كان مُصِرَّاً على الانضمام حتى بلغ الشهادة وانضم إلى قافلة الأبطال.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: بوطان كرباوي

الاسم الحقيقي: فرهاد اسماعيل محمد

اسم الأم: مقبولة

اسم الأب: اسماعيل محمد

 محل وتاريخ الانضمام: كرباوي 2015

محل وتاريخ الشهادة: 23/4/ 2017

زر الذهاب إلى الأعلى