مقالات

في يوم الصحافة الكردية..!!

من أكثر العبارات التي وُصفت بها الصحافة نظراً لأهميتها وقدرتها.. وقوتها.. وتأثيرها؛ فَسُمِّيت بــ (السلطة الرابعة)، ويمكن لهذه السلطة أن تقود حركة تَحوِّل واسعة النطاق في المجتمع الكبير قبل المجتمع الصغير غير أنه لامعنى لذلك كله دون “الحرية”!! حرية الكلام.. حرية الكتابة.. حرية التعبير.. حرية المعرفة.. حرية الثقافة؛ وحرية التواصل، وبالتالي فإن الحرية والقوة التي تمتلكها الكلمة والصورة والحركة المُعَبِّرة هي التي تُعطي حياة الإنسان كلها عناصر قوتها وحركتها.. وديمومتها ومعناها الجميل.

فلنستثمر هذه القوة في وضع أسس الديمقراطية وفي الانتصار للحقوق؛ والدفاع عن القِيَم العُليا والمشاركة السياسية والتعبير عن إرادة الفرد والمجتمع.

لا يمكننا ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم إلّا وأن نذكر مَنْ ساهم في تطوير الصحافة وإقامة المؤسسات الصحفية وكانوا قدوة حسنة في ممارسة الحرية وتَحَمُّل المسؤولية وترقية مهنة الصحافة وأن نتعلم في مدرستهم الواسعة التي تأسست في أخطر الظروف وأشد حالات المعاناة في ظل حياة الموت والجهل والتخلف الرهيب.

فقد استطاع الأمير مقداد مدحت بدرخان مع ثلة من الوطنيين إصدار أول جريدة كردية باسم “كردستان” من العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 22 نيسان عام 1898، وكان هذا الإنجاز التاريخي بداية لوضع حجر الأساس للصحافة الكردية ومنعطف تاريخي هام في تاريخ الصحافة الكردية، وتَمَكَّنَ الأمير ومجموعة المثقفين من إصـدار 31 عدداً من الصحيفة وعلى امتداد أربع سنوات وباللغتين الكردية والتركية، وتولّى إصدارها لاحقاً عبد الرحمن بدرخان وبسبب ظروف سياسية كانت الصحيفة تغيِّر مركز إصدارها.

وقد تمت طباعة أعدادها الخمسة الأولى في مصر، وبعد ذلك أصبحت الصحيفة تصدر في العاصمة السويسرية جنيف ثم ما لبثت أن أصدِرَتْ مرة أخرى من القاهرة، ثم بريطانيا، ثم سويسرا مرة أخرى وهي الأخيرة، حيث صدر من هناك عددها الأخير (العدد 31) لتتوقف بعد هذا العدد نهائياً في العام 1902، ثم ما لبثت أن تتالت الصحف الكردية بالانتشار وظهرت الكثير من الصحف والمجلات، ونشطت الحياة الإعلامية والطباعة والنشر على الرغم من ظروف القمع والاعتقال من جانب السلطات.

وبمناسبة يوم الصحافة الكردية ندعو الصحفيين الكُرد والإعلاميين إلى أن يجعلوا من العمل الإعلامي وسيلة لتعميق لغة الحوار وإدارة أي خلافات بصورة حضارية تراعي المصلحة الوطنية العليا وأن تكون الصحافة وسيلة لخلق الوعي الوطني المستنير والبَنَّاء ونشر قِيَم التآخي والمحبة والوحدة والتآلف والسلم الاجتماعي، والوقوف في وجه مُروِّجِي الفِتَنِ وثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، وأصحاب المشاريع الصغيرة المستهدفة للنيل من الوطن ووحدته ومكاسبه وثوابته، وتوحيد كل الجهود المخلصة لاستنهاض الأداء الصحفي المِهني وتحمُّل مسؤولياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضاياه الوطنية، والترفع عن صغائر الأمور، ومواجهة الكم الهائل من العقبات والتنوع الكبير في وجهات النظر.

زر الذهاب إلى الأعلى