مقالات

في الذكرى السادسة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي

أيام قليلة تفصلناعن الذكرى السادسة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي, وفي هذه المناسبة لا بد لنا من أن نستعيد بعض المشاهد ونستحضر أجواء المرحلة التي انطلق من خلالها حزب الشهداء، وبالتالي علينا تذكر المشروع الذي أعدَّه حزب الاتحاد الديمقراطي لجميع مكونات وشعوب المنطقة، هادفاً إلى الديمقراطية والتغيير السياسي بعيداً عن الصراع الطائفي والمذهبي والعِرْقِي الذي سببته الأنظمة السلطوية في المنطقة.

تجاوَزَ حزب الاتحاد الديمقراطي ومشروعَه الديمقراطي تهديداً وجودياً خلال مسيرته في وقت كانت الشعوب والمكونات تواجه خطر القتل والتهجير والتدمير والطائفية المقيتة، وما واجهه حزبنا في هذا الصدد لا يجوز أن يُعتبر حدثاً عابراً في ذاكرة شعوب ومكونات المنطقة وفي وجدانها وفي ثقافتها وفي أحلامها وآمالها وتطلعاتها للمستقبل.

كما يجب أن نستحضر الخيارات السياسية للشعوب والأنظمة، ونتعرف على داعمي الإرهاب؟ ومن سانده؟ ومن سهل له ؟ ومن نقل إليه السلاح والذخائر؟ ومن فتح له الحدود؟ ومن راهن عليه؟ ومن دافع عنه؟ ومن قدَّم له التغطية السياسية والإعلامية؟ ومن تحدث عنهم كثوار وليسوا كإرهابيين؟. وفي المقابل مَنْ أخذ قرار المقاومة؟ ومَن أيَّدَ وساند ودعم هذا الاتجاه وهذا الخيار، ومن أحدث هذا التغيير؟

 يجب أن نتذكر ونحن نُحيِي ذكرى تأسيس حزبنا أن نعيد النظر بالحسابات, فلا شك أن الدور الذي تبناه حزب الاتحاد الديمقراطي قبل ستةَ عَشَرَ عامًا لتمثيل مكونات وشعوب سوريا ورؤيتهم ومسؤولياتهم وهدفهم لا يزال مستمراً إلى اليوم. حزب الاتحاد الديمقراطي كان دوماً هو النموذج لالتقاء إرادة الشعوب بكل  مكوناتها وطوائفها، في وقت كانت سياسة الأنظمة تعمل من أجل الدولة والسلطة وليس من أجل الشعوب والمكونات، وكانت الأنظمة بعيدة عن شعوبها بل كانت غريبة عنها، وتُفضِّلُ  مصالحها على مصالح شعوبها.

وأيضاً علينا أن نتذكر بأن حزب حزب الاتحاد الديمقراطي قاوم شبكات معقدة وتمكن من اجتياز تأثيرات تلك الشبكات بمهارة.

في الحقيقة ما حققه الحزب هو نموذج هام لتصليح واقع الانفصال الذي كان بين الشعوب بكل مكوناتها وبين الأنظمة التي فَرَضَتْ على المنطقة واقعاً يعتمد على تجريد الشعوب من حقوقهم.

في هذه المناسبة وبطبيعة الحال فيما يتعلق بهذا الملف وبهذه القضية وتطوراتها نود أن نؤكد على أن وجودنا اليوم على الساحة وعلى مدى عقود من الزمن، نستنهض روح المقاومة ونزرع الثقة بالنفس ونعلن عن حضورنا في الميادين كافة، وما تحقق من إنجازات وانتصارات حتى هذه المناسبة التي نحتفل بذكراها السنوية اليوم، يعود بدرجة كبيرة إلى الكم الهائل من التضحيات والشهداء والجرحى, وإلى الإرادة الحرة التي تنامت لدى الشعوب والمكونات السورية تحت راية المشروع الديمقراطي.

 بالمحصلة, نحن اليوم أمام مرحلة جديدة ويجب أن يتحمل الكل مسؤوليته بروح نضالية مقاومة, والدعوة مفتوحة أمام الجميع ونحن سنكون دوماً في المقدمة…

زر الذهاب إلى الأعلى