ثقافةمانشيت

ثقافتنا نهج حزبنا

إن اللغة والثقافة من أهم الركائز التي تبنى عليها تاريخ أي أمة كانت؛ فاللغة هي الهوية والانتماء لأي شعبٍ من الشعوب، فبدونها لا تاريخ ولا ثقافة لهم، وهي من أبرز سمات المجتمع الإنساني، فلا حضارة عريقة إلا ورافقتها نهضة لغوية، كون اللغة هي العين التي يرى من خلالها الشعب آفاقه وتاريخه وحضارته، لذا حرص حزب الاتحاد الديمقراطي على دعم اللغة الكردية ونشرها بالشكل المطلوب مع الحفاظ على خصوصية لغة وتراث كل شعوب ومكونات المنطقة واحترام تاريخهم، فكل شعب لغته وتراثه وطابعه الخاص الذي يميزه عن غيره من ناحية اللغة أو اللهجة أو التراث.

كان ولا يزال لحزب الاتحاد الديمقراطي دورٌ فعال من كافة نواحي المجتمع، ومنها الناحية الثقافية فيوليها اهتماماً كبيراً، حيث يشارك أعضاء الحزب في الكثير من الفعاليات والنشاطات الثقافية التي تٌقام، ولا تخلو أي هيئة أو مؤسسة ثقافية في روج آفا من أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي، يعملون ضمن الاتحادات الثقافية وفق فكر حر ديمقراطي ساعين من خلاله إلى ترسيخ اللغة الكردية ونشرها بين فئات المجتمع، ودفع المثقفين إلى الاهتمام باللغة الأم بالشكل المطلوب، كوننا نجد طاقات هائلة لدى الفئة المثقفة ويجب تسخيرها في خدمة اللغة والثقافة الكردية لأن هوية أي شعب هو نتاج اللغة التي يشيدها الفرد ووليدة سنوات من تاريخ عريق زخرت من أجله العديد من الأقلام الفعاليات والنشاطات الثقافية.

فمنذ تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003 وحتى الآن يعمل جاهداً على دعم التراث والثقافة الكردية ويهدف للدفاع عن تاريخ الكرد العريق، ويحاول بشتى الوسائل حمايته من الضياع والاندثار عن طريق إرساء طابع متميز لكافة الفعاليات والنشاطات الثقافية التي تتم المشاركة فيها والتي تتحدث عن تاريخ الكرد وما يتضمنه من حضارة عريقة ومعالم أثرية وغيرها من سمات حضارتنا الكردية، فكل بقعة من أرض روج آفا لا تخلو من المعالم الأثرية التي تعود لمئات بل لآلاف السنين لتتحدث عن سنوات طويلة من العراقة والأصالة للشعب الكردي، كونه كان يتعرض ومنذ القديم إلى حروب ثقافية يهدف الكثيرون من خلالها إلى محو تاريخ هذا الشعب وإبادته ثقافياً، وهذا ما كان يحاول دولة الاحتلال التركي فعله في عفرين المحتلة، حيث نهب وسرق ودمر أبرز المعالم الأثرية والثقافية للمدينة، في خطوة منها إلى تغيير هوية هذه المدينة الكردية العريقة، لكن وبالرغم من جميع تلك المحاولات إلا أن مقاومة الشعب الكردي لم تنتهي وما زال يدافع عن ثقافته أمام همجية الاحتلال التركي ووحشيته.

هذا وكان لحزب الاتحاد الديمقراطي أيضاً دور فعال في جعل الشعب الكردي يحتفل بعيده القومي “عيد نوروز” وممارسة عاداته وتقاليده من ارتداء للزي الفلكلوري الكردي وغيرها من الطقوس بكل حرية، على عكس ما كان عليه منذ القدم من ظلم واضطهاد، وعدم السماح للشعب الكردي بممارسة أبسط حقوقه في تعلم لغته الأم، لذا وبعد بدء الثورة في روج آفا كان من الأمر الطبيعي بعد ما تعرض له الشعب الكردي ظلم واضطهاد أن يتم إعطاء اللغة الكردية الأهمية الجمة للحفاظ عليها من الإبادة والزوال، حيث انطلق الاهتمام باللغة بجهود جبارة، شارك فيها حزب الاتحاد الديمقراطي على أكمل وجه، ولأن اللغة أهم ممتلكات أي شعب وأبرز ملامح هويته كان لا بد من إعطاءها الاهتمام الكافي لضمان بقائها وتعبيرها بحرية عن الكيان الثقافي للشعب الكردي، وتم بذل محاولات حثيثة للوصول إلى المستوى الذي وصلنا إليه حتى الآن، فقد أصبح لدينا مدارس وجامعات ومعاهد تدرس باللغة الكردية وهذا بحد ذاته إنجاز نستحق أن نفتخر به، وتحقق حلم الكثير من الكرد من ناحية اللغة الكردية ليكون لدينا القدرة الكافية على حمايتها من شوائب اللغات واللهجات الأخرى التي كانت تحاول إضعاف لغتنا أو تقليص قدرات ابناءنا من أي ناحية كانت.

ومع تمسك حزب الاتحاد الديمقراطي بهويته الثقافية والحفاظ على اللغة الكردية لم ينكر حق كافة شعوب ومكونات المنطقة بتعلم لغتهم وممارسة عاداتهم وتقاليدهم بكل حرية وديمقراطية، دون الضغوط والمعوقات التي كانت تُطبق على الأقليات الدينية والعرقية من قبل الأنظمة الاستبدادية.

هذا وكانت أخوة الشعوب والعيش المشترك بين جميع مكونات المنطقة والحفاظ على ثقافة كل مكون على حدى وجعله يمارس عاداته وتقاليده وثقافته بكل حرية، من النهج والأسس التي حرص حزب الاتحاد الديمقراطي على تحقيقها، حيث أكد الحزب من خلال فسلفة الأمة الديمقراطية تقبله لكافة الثقافات مع إعطاءها لجميع حقوقها المشروعة بممارسة عاداتهم وتقاليدهم التراثية، لذا أثرت تلك الفلسفة الحرة على جميع جوانب المجتمع في مقدمتها الثقافية من خلال تقبل ثقافة الآخر بكل شفافية وموضوعية.

وفي ظل جميع الضغوط والممارسات بحق هويتنا وتراثنا الكردي، يحافظ الحزب على اللغة الكردية ويعطيها الأهمية الكبيرة لإبعادها عن التشويه والانحراف وتطويرها بشكل أكثر وبمستوى عالٍ من التقدم والرقي.

إعداد: ألندا قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى