أكرم درويش ــ
في الرابع من نيسان ١٩٤٨ولد القائد عبد الله اوجلان، إنه ميلاد مجيد وفجر جديد أنار دروب النضال والحرية بعد ليل طويل من العبودية والقتل والاستبداد الذي مورس على الشعب الكردي خاصة وشعوب الشرق الأوسط عامة من قبل أنظمة مسلطة على رقاب شعوبها.
إن ميلاد القائد عبد الله اوجلان حدثٌ استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لأنه جاء في ظروف تاريخيّة صعبة كانت تمر بها شعوب المنطقة عامة والشعب الكردي على وجه الخصوص، حيث فقدت هذه الشعوب الأمل والإرادة في التحرر من نير الاستغلال والاستبداد، ولهذا يُعد ميلاد القائد اوجلان هو ميلاد التحرر للشعب الكردي خاصة، وشعوب الشرق الأوسط عامة، ويعتبر القائد آبو الفيلسوف الذي أنقذ هذا الشعب من الصهر والضياع من خلال البدء بنضال الحرية والتحرير وإعادة الحياة من جديد، هذا اليوم يعني ولادة جديدة، وهو يوم الخلاص من القهر والظلم والتهميش في وقت كان الشعب الكردي على وشك الإبادة على يد نظام الاحتلال والإبادة حيث انتقض القائد آبو ضد ذلك الذهنية من أجل خلاص الشعب الكردستاني من الفناء وتطويره نحو تحقيق هدفه المتمثل بتأسيس شخصية حرة وواعية.
لم يبدأ القائد آبو بالنضال من أجل تحرير الشعب الكردي من الاضطهاد فحسب؛ بل ناضل وما زال يناضل من أجل جميع الشعوب المضطهدة وخلق مجتمع
أخلاقي ديمقراطي حر، إلا أن هذا الوضع الذي خلقة القائد لم يرق للأنظمة الاستبدادية والقمعية القاتلة، فصارت تنسج المؤامرات وتكيد المكائد للنيل من نضال القائد آبو بمساعدة القوى الإقليمية والدولية والاستخبارات العالمية، ومن أجل سد الطريق أمام هذا النضال نفذت القوى الدولية مؤامرة اعتقاله وتسليمه إلى النظام التركي الفاشي وإيداعه في عزلة شديدة في سجن إمرالي السيء الصيت وظروف اعتقال قاسية ترقى إلى درجة جرائم الحرب، لكن؛ كل هذا لم يؤثر على إرادة ونضال الحرية للقائد أوجلان؛ حيث حوَّل الزنزانة إلى أكاديمية تشع منها فلسفة المجتمع الحر، وأنشأ مئات الكتب وعلى رأسها مجلد مانفيستو الحضارة الديمقراطية الذي يضع الحلول لجميع مشكلات الشرق الأوسط بناء على مفهوم ومشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.
وانطلاقاً من ذلك ووفاء لمخلّص الشعوب من العبودية والظلم والقهر؛ لابد من أن تشرع الأقلام وتصدح الحناجر في الساحات حتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان الذي أفنى عمره في سبيل تحرير الشعوب التواقة للحرية.
كما يجب علينا أن نوصل الليل بالنهار للعمل الدؤوب ونرفع الصوت والشعارات عالياً بأن لا حياة حرة من دون القائد آبو.
