مقالات

عام جديد والحل الديمقراطي الوحيد..

مصطفى عبدو

من جديد؛ ها هو عام آخر يتجاوز العمر ويتجاوز الأزمة السورية بكل تفاصيلها، وتبقى الأسئلة هي نفسها تنخر ذواتنا، ويضيع الحل ويتشتت معلناً إفلاسه.

تغيرت كل الأشياء, الملامح والسمات وحتى ذواتنا وربما قناعاتنا، قناعات دفنت وأخرى انبعثت، وبين هاته وتلك، تتزاحم علامات الاستفهام على أروقة الحقائق والأوهام. المترامية هنا، بين الشعور واللاشعور. كل ذلك يستوجب منا اليوم الانتباه من غفلتنا؛ الاستيقاظ من سباتنا والوقوف وقفة صدق مع ذواتنا.

ها قد مر عام آخر …والعمر يمضي، ويسقط غصن جديد من أغصان العمر ويمر صيف آخر وخريف آخر وشتاء آخر وها هو ربيع آخر يقبض على زمام عام آخر، يدفعه إلى خارج بوابة الزمن ليرتبه فوق رف الذكريات.

في ظل عدد من التحديات والأزمات التي نشهدها هذه الأيام ونحن نتجاوز عاماً بأفراحه القليلة وأتراحه الكثيرة, عانت فيه كل شعوب المنطقة من تفاقم الإرهاب و تفرُّعه، وكثرت فيه المشاكل السياسية والاجتماعية والعسكرية، وسمحت لموازين القوى في الشرق الأوسط بالتغيير مؤخراً.

وحده ظل فكرنا السليم ونهجنا راسخاً، يثبت ركائزه وأدواته وخبرة مؤسساته وتزيد من دوره وتجعله يقف بقوة أمام العالم ليقود دفة المجتمع رغم الصعاب والضغوطات، ويساهم في تحصين المجتمعات المتعايشة ليحقق النجاح تلو النجاح.

لا يسعنا  اليوم إلا وأن نفاخر بهذا النهج العظيم وبما يحمله من معان سامية  أظهر لنا كنوزاً مدفونة، وكشف لنا عن معالم الحضارات الغابرة واستمر في سيره المستقيم فأجاد وأبدع وأحسن عملاً, واستمر في أداء دوره الإنساني النبيل في خدمة الحرية والتعايش ومحاربة الإرهاب.

هذا النهج الذي نجم عن ضرورة مُلحَّة تطلبَها الواقع في المنطقة والعالم؛ ليكون بمثابة المرآة التي تعكس عليها أفكار الشعوب وتطلعاتهم ولتحقق أهدافاً سامية وغايات شريفة, وبعد إدراكه أن التفاهم الإنساني هدف من أهداف الإنسان في هذا الوقت خاصة بعد أن تقاربت الأبعاد وقصرت المسافات فأصبح تداول الأفكار والمفاهيم بين الشعوب والأمم ضرورة حيوية ووسيلة ناجعة في صد أسباب النزاعات التي تؤدي بالشعوب والأمم إلى كوارث.

وهكذا تستمر الأحداث ليحمل لنا العام الجديد الكثير والكثير من التطورات والمفاجآت التي ستغير ربما  الكثير من التوازنات لكنها بالتأكيد لن تؤثر على نهجنا وعلى قدرته في الوقوف بخبرة وبصلابة أمام كل الاستراتيجيات الممكنة.. أثبتت الأيام أن نهجنا حقق في عدة مجالات العديد من الأهداف، وسيستمر في رسوخه مهما كانت الصعاب.

وهكذا نطرق أبواب العام الجديد و كلٌ منا يرسم أحلامه على طريقته متمنياً تحقيقها، وتتولد بداخلنا أمنيات وأحلام جديدة، آملين أن تكون آهات أحزاننا قد رحلت ورحلت معها دموع أمهات الشهداء، وتعود البسمة إلى الوجوه البريئة لأطفال افتقدوا الفرحة، وأن تهل علينا بشائر الخير مع العام الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى