تقارير

“سأدافع عن وطني وأرضي وشعبي حتى ألبس الأبيض تحت التراب”

الشهداء نبراس لا يخفت؛ وبخطاهم الشامخة يُرسم طريق لمستقبل حرٌ عظيم، وبدمائهم تسقى أرض الوطن، هم مشاعل الحرية التي تحترق ليبقى الوطن، لا شك أن قافلة الشهداء تسير بلا هوادة وكل شهيد يقع يقوي دفاعات الوطن مثلما فعل المناضل “آركيش قامشلو” الاسم الحقيقي (جلنك العلي) الذي وُلِدَ في قرية ذخيرة (باب الحديد) التابعة لمنطقة جل آغا عام 1991 لعائلة كردية وطنية مؤلفة من أبٍ وأمٍ وأربعة صبيان وأربع فتيات.

عاش المناضل آركيش طفولته بين أحضان قريته وعائلته حياة ريفية هادئة، درس الابتدائية في قريته، كان محبوباً من جميع أصدقائه، وعُرِف بإرادته وأنه صاحب قرار، أنهى الابتدائية بتفوق؛ وتابع الإعدادية.

نال رضا أساتذته كونه طالباَ مجتهداَ وذكياَ خاصة في المواد العلمية، ترك الدراسة كونه ينتمي لعائلة حُرِمَت من أبسط حقوقها لأنها لَمْ تُمنَحِ الجنسية السورية، حيث كانت (مكتومة القيد) ما يعني الحرمان من فُرص الدراسة والتوظيف.

تعلم المناضل مهنة السواقة من والده الذي كان يملك (سيارة شحن) يعمل عليها ليؤمن لأولاده العيش والحياة الكريمة.

في عام 2008 سافر الشهيد آركيش إلى لبنان للعمل ومساعدة والده فعمل هناك في مطعم لمدة ثلاث سنوات، وعند اشتعال الثورة في روج آفا عاد آركيش إلى وطنه لينضم مع أخوته الثلاثة إلى وحدات حماية الشعب YPG عام 2013.

حسه الثوري جعله يشارك في الكثير من حملات التحرير ضد المجموعات الإرهابية ومنها (كرهوك- تل تمر- تل كوجر- حسكة- الهول- تل حميس) وبعد تحرير تلك المناطق عاد إلى مركزه لكنه بقي على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الوطن بإخلاص في أي زمان.

عند بدء حملة منطقة الهول لتحريرها من مرتزقة داعش؛ وقبل ذهابه إلى الهول لوحظ على المناضل علامات “كثرة التفكير والشرود الطويل” وقتها ودَّع أخته التي أتت من اللاذقية كما ودَّع جيرانه وكأنه يعلم باستشهاده في هذه الحملة بالذات، حيث كُلِف بمهمة عسكرية مع أصدقائه إلى الهول كونه سائق لآلية حفر كبيرة، وعندما وصل قام بحفر خنادق في الجبهات الأمامية ليقوم بمهمته على أكمل وجه تجاه وطنه، وهناك استُهدِفَ بقذيفة هاون من قبل تنظيم داعش، وعلى إثرها استشهد المناضل في 3/8/2015 حيث لمن الفخر بأن استشهاده أنقذ 30 مقاتلاً من رفاقه، هذا وعند سماع صديقه الذي كان يعمل في باشور كردستان نبأ استشهاده عاد إلى روج آفا وانضم إلى كتيبته التي حملت اسم الشهيد أركيش بعد استشهاده ليحمل سلاحه ذاهباً إلى الجبهات الأمامية ليُوفي بعهده تجاه صديقه ويثأر له مردداً قول الشهيد آركيش: “سأدافع عن وطني وأرضي وشعبي حتى ألبس الأبيض تحت التراب” حتى التحق هو أيضاً بقافلة الشهداء.

وتكريماً لروح الشهيد أركيش سُمِّيت الكتيبة والمدرسة التي درس فيها باسم الشهيد “أركيش قامشلو”.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: أركيش قامشلو

الاسم الحقيقي: جلنك العلي

اسم الأم: سوسن

اسم الأب: علي

محل وتاريخ الولادة: باب الحديد 1991

محل وتاريخ الانضمام: رميلان 2013

محل وتاريخ الاستشهاد: الهول 3/11/2015

زر الذهاب إلى الأعلى