ثقافة

جامع قاسمو منبر الإسلام، وعنوان شمل المسلمين

camya- qasimoجامع قاسمو (جامع الوحدة )، بني جامع قاسمو عام 1958في زمن الوحدة بين مصر وسوريا وسمي بهذا الإسم نسبة إلى إمام الجامع قاسمو, الذي تميزَ بصوتٍ رخي جميل يطرب الأسماع والآذان. كان قاسمو المؤذن للجامع لمدةٍ أكثرَ من خمسة وثلاثين عاماً, ويعتبر هذا الجامع من الجوامع القديمة في قامشلو, وحول كيفية عمل الجوامع وخاصة في ظل الأزمة السورية ونشر التطرف في سورية عبر الجماعات الراعية للإرهاب, التقت جريدة الاتحاد الديمقراطي مع أمام الجامع محمد سعيد علي الذي أصبح إماماً للجامع منذ 12 سنة، تحدث لنا الإمام عن هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الإسلام وخاصة في ظل ظهور تلك التنظيمات الإرهابية المتاجرة باسم الدين حيث قال:

منذ انطلاقة الثورة السورية والمطالبة بالحرية والعدالة واسقاط النظام الاستبدادي والمناداة بالشعارات السلمية المؤكدة على وحدة الشعب السوري بمختلف قومياته وأديانه، كان عدد كبير من المراقبين يحذر على الدوام من تداعيات وظواهر سلبية في مسيرة الثورة السورية, إلا أنها  بالفعل انحرفت عن مسارها الصحيح،  ليمتد تأثيرها على جميع دول الشرق الأوسط  وحتى العالم بأجمعه. والآن وبعد مضي أكثر من خمسة أعوام من عمر الثورة برزت ظواهر عديدة لعل أخطرها تلك  التي أفرزتها الثورة السورية وهي  التطرف والتشدد الديني, حيث أصبحت عنواناً رئيسياً للأحداث في سوريا.

 هنالك أسبابٌ أخرى لانتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتنا تتعلق بأطلاق سراح الأصوليين والمتزمتين دينياً من المعتقلات وبشكلٍ متعمد من قبل  النظام وإمدادهم بالأسلحة والمال في المناطق المحررة, وهذا أدى إلى تعاظم دورهم وخلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، قد لا ننسى هنا  استمالة بعض الشرائح المتدينة من المغرر بهم من قبل بعض التنظيمات المتشددة  ببعض الافكار الدينية “البراقة” كإقامة دولة الخلافة الإسلامية (داعش) حسب اعتقادهم.

استطيع القول عن وضع الدين الإسلامي، بأن هناك نوع من الإهمال في إقامة الشعائر الدينية، والإهتمام بها قل عما عليه في السابق, في البدايات كان الجامع يعج بالمصلين وكان يضيق برواده، لأن الجميع كان يأتي إلى الجامع من أجل الصلاة وخطب يوم الجمعة, أما الآن فنادراً ما يمتلئ الجامع بالمصلين, ولذا فهناك نقص مستمر للمصلين ونحن نقدر ظروف المواطنين وخاصة هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة وخاصة روج آفا.

كالظروف العسكرية حيث الجميع يشارك في حماية مناطقهم من تلك التنظيمات الإرهابية التي تريد السيطرة على مناطقنا, ومند بداية الأزمة السورية كانت تنطلق المظاهرات من قلب الجامع التي كانت تنادي بالحرية, وكان هناك أناس يدخلون الجامع لأول مرة من أجل الخروج بالمظاهرات, وكنت أتمعن بهم جيداً حيث كان هناك مجموعات ليس لها علاقة بالدين نهائياً وكانوا يريدون إحداث مشاكل وفتن, وكانوا عبارةً عن مجموعاتٍ تكفيريةٍ إرهابية وهؤلاء كانوا من نزلاء السجون, طبعاً النظام هو من قام بإخراجهم لخلق البلبلة والفوضى، وعند تكوين التنظيمات الإرهابية كـ أحرار الشام وجبهة النصرة وداعش أصبح وضع الإسلام في خطر, لأن هذه التنظيمات جاءت من أجل تشويه الإسلام, وفعلاً فقد نجحت إلى حدٍ معين بتشويه دين الإسلام، وما نشهده الآن من قلة المصلين يدل على هذا, واعتقد أننا في روج آفا قد اجتزنا هذا الامتحان عبر المساجد والخطب المعتدلة البعيدة عن الكراهية وبعيدة عن التكفير والتحريض على الإرهاب والقتل، ونادينا بالسلام بين جميع الأديان في سوريا وفي روج آفا. ودين الإسلام بعيدٌ كلَّ البعد عن هذه الأفعال التي تنادي باسمه سواءً من داعش أو من تلك التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تنادي باسم الدين, بتشجيع من الدول التي تقف وراء هذه التنظيمات مثل السعودية، وقطر، وتركيا، وإيران, هذه دول راعية للإرهاب وليس لها علاقة بالدين وإنما دأبت على المتاجرة باسم الدين، ونحن هنا في روج آفا جزءٌ من الإدارة الذاتية عبر هيئة علماء المسلمين, ولنا استقلاليتنا التامة ونعمل على توحيد الكلمة في الجوامع.

طبعاً ديدننا هو التعرف على دين الإسلام الحقيقي الذي ينبذ كل أشكال الإرهاب, واستطيع القول أننا هنا في روج آفا وبفضل هؤلاء الأبطال الذين يحاربون على الجبهات من أجل بقائنا ودفع القتل عنا وتشريدنا إلى ما وراء البحار مثلما حدث في بعض المناطق من سوريا والتي لم يبق فيها أحد, ونعتز بهؤلاء الشرفاء ونريد أن يعود الشباب المُغرر بهم الذين هم داخل تلك التنظيمات الإرهابية وهم لا يعرفون سوى كلمة الجهاد والجهاد  يعني أن لا تقتل أحداً ولا تظلم أحداً ولا تكره الناس على عكس ما تفعله الآن تلك التنظيمات الإرهابية. أما بخصوص شهر رمضان المبارك كيف يتم استقباله في الجوامع، فكما هو معلوم هو شهر الخير والفضيلة وشهر السلام والمحبة, محبة الناس وحب الوطن وخاصة في هذه السنوات الشدائد، نرى في شهر رمضان الكثير من المثقفين يأتون إلى الجامع من أجل الصلاة والعبادة وهم نخبة تمارس أعمالها بكل احترامٍ وتقدير, وأقول نحن صابرون وسنبقى صابرين في هذه المحنة والغيمة السوداء التي حتماً ستنقشع، وقد انقشعت أغلبها عن سمائنا، لكن صمود مقاتلينا جعلنا نعيش بأمان واطمئنان, ونحن كجزء من هيئة علماء المسلمين لنا بعض التحفظات على بعض القرارات  الصادرة من الإدارة الذاتية ونقوم بدراستها ومعالجتها, واستطيع القول في النهاية بخصوص الوحدة الكردية، يتوجب على الأطراف الكردية في روج آفا التفكير بالأمور بجدية وروية، والوقوف وقفة تضامنية واحدة من أجل رص الصفوف ووحدة الكرد، لأن بالوحدة سنحقق انتصارات أكبر، وأن نبتعد جميعاً عن الخلافات والتفكير بجدية بالوحدة الكردية، وأوجه كلامي بشكل خاص إلى هؤلاء الذين يسيرون عكس التيار, عليهم أن ينظروا إلى الحقيقة التي أصبحت ملامحها واضحة للكبير والصغير، والانتصارات التي تحققت هنا على الأرض في روج آفا أكثر من عنوانٍ ودليل.

زر الذهاب إلى الأعلى