مقالات

تمديد لعمر الأزمة.

محمد أمين عليكو

تشهد الساحة الدولية سلسلة من التطورات على الصعيد السياسي والعسكري إضافة إلى جائحة كورونا في موجتها الثانية التي شهدها العالم أجمع، ونتيجة لموقع كردستان الجيوستراتيجي يتم استهدافها من قبل جميع الدول الاستعمارية منذ الأزل وإلى يومنا هذا, حيث يتم استهداف كافه الحركات التحررية الكردية التي تطالب بحقوق الشعب الكردي وقضيته، فيتم إنشاء تيارات وأحزاب معادية لتلك الحركات من قبل العدو، والدليل الأكبر على ذلك هو قيام هذه الدول المهيمنة وعلى رأسها الدولة التركية الفاشية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية AKP والتي بدورها تقوم بدعم حزب الديمقراطي الكردستاني PDK في العراق لمواجهه الحركة التحررية الكردستانية في مناطق الدفاع المشروع، واستهداف وغدر قوات حماية الشعب عبر إعطاء إحداثيات للعدو التركي لقصفها مواقع ومنشآت مدنية من تل رفعت في مناطق الشهباء حيث مهجري عفرين المحتلة وصولاً إلى شنكال، ومن جانب آخر تقوم تركيا بدعم الائتلاف ومرتزقته حيث يشكل المجلس الوطني ENKS جزء منه, الهدف الوحيد والعمل الموكل إليهم فقط ضرب إرادة المجتمع في شمال وشرق سوريا وتنفيذ الأجندات التركية والتي لم تعد خافيةً على أحد، وخطرها يكمن في تنفيذ مشاريع استيطانية برعاية جمعيات كويتية وقطرية وفلسطينية تسبح جميعها في فلك الاخوان المسلمين بإشراف الاستخبارات التركية وتعليمات المجرم أردوغان.

أما على الصعيد السوري، فتسارع الأحداث وتراكمها في سوريا من تدخلات سياسية وعسكرية جعلت سوريا لعبة في أيدي الدول الضامنة، وحكومة دمشق أصبحت اليوم لا حول لها ولا قوة أمام هذه الدول، وأصبحت هذه الدول  أصحاب القرار السوري عوضاً عن الشعب, فالتدخل التركي عسكرياً في سوريا عامة وفي شمال وشرق سوريا خاصة بضوء أخضر من روسيا لضرب المكتسبات السياسية والاستقرار الموجود في مناطق الإدارة الذاتية ما هو إلا تمديد لعمر الأزمة لتمرير مصالحهم الاقتصادية باتفاقات بينية ضد الشعب الكردي مع أن الشعب الكردي كان له الدور الأبرز في ترسيخ نظام إداري يهدف الى العيش المشترك وتآخي الشعوب، وهو السباق في طرح مبادرات لحل الأزمة السورية وإنهائها عبر مشروع الأمة الديمقراطية. فالتدخلات اليومية في المنطقة ماهي إلا مقايضات بين روسيا وتركيا بالتعاون مع النظام السوري في ظل صمت مجلس الأمن والأمم المتحدة وغياب القرار2254 بل أصبح مجرد حبر على الورق، وانشغال الولايات المتحدة في الشأن الأفغاني والذي سيخلق نوعاً من الخلل. كل ذلك يؤشر إلى مدى حساسية هذه المرحلة وكيف يجب أن نتعامل معها كمطالبين للديمقراطية وحرية الشعوب وما هو واقع الشارع السوري وكيف سيكون الحل السياسي للأزمة السورية الذي سيغير مجرى الأحداث ورسم مشهد جديد للملف السوري نحو سوريا تعددية لا مركزية.

زر الذهاب إلى الأعلى