مقالات

الكرد إلى أين ؟ سؤال وجيه والإجابة متشائمة!!

أينما تكون، نود أن نتعرف على انعكاسات هذا السؤال والأحداث الكردية على حياتك أنت أيضاً.

كمواطن كردي, يحزنني عندما اسمع بعودة التشرذم البغيض, بين الأطراف الكردية, أو عندما أسمع الحديث الذي يتناول تردي الوضع الكردي بسبب الانقسامات الكردية المتعددة والتوجهات السياسية المتناقضة؛ فما أن يجتمع كرديان ومهما كان توجههم السياسي إلا وكان حديثهم عن الواقع الكردي المتردي؛ فمستقبل المجتمع الكردي والوجود الكردي اليوم مرهون باستبعاد البعض ممن يساهموا في ترسيخ الشرخ بين الأطراف الكردية واستبعاد الذين باعوا أنفسهم للخارج وقبضوا ثمن مساهمتهم في زيادة الشرخ بين أبناء مجتمعهم.

الواجب يحتم علينا اليوم التشهير والإشارة على كل من تُسوِّل له نفسه لتفتيت المجتمع الكردي وإبعاده عن مساره الحقيقي, وإلا يجب أن نقرأ الفاتحة على جميع المساعي وعلى النضال الطويل والمستميت والذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء.

ما يهمني من هذا الحديث برمته هي معاناة الجماهير الكردية حيث تُمارس عليه كل صنوف القمع والتنكيل وسط مجتمع إقليمي ودولي متفرج وصامت, علّهم ينتظرون أنهاراً من الدم تتدفق حتى يدركوا مدى ما يعانيه هذا الشعب !!

أتوجه إلى الجماهير الكردي وأتمنى منهم أن يدركوا أن كل الخلافات الخارجية منها والداخلية ( السياسية البحتة ) ليست في صالحه وليعرف هذا كل من لديه حس وطني بأننا أصبحنا أداة طيعة لتصفية الحسابات المخفية لدى الآخرين.

إن ما يحدث لبعض الأحزاب والأطراف الكردية لشَيءٌ مؤسفٌ حقاً، وهو مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويظل الشعب الكردي هو الخاسر الأكبر فيما يحدث وأسباب ذلك متداخلة, ومن يؤجج نار هذه الفرقة هم من لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية الضيقة فأرجو أن يعي الشعب ما يحدث ولا ينجر لطرح الشعارات الهلامية هنا أو هناك ولا ينحاز لطرف على حساب الآخر وأن ينبذ كل الأطراف التي تتاجر باسم الوطن والشعب، وأن يلتف حول الشخصيات الوطنية والمشاريع التي تمثل صوت العقل والسلام والتي يمكنها أن تحل كل أزمات المجتمعات الساعية إلى الديمقراطية.

نريد من جميع الأطراف الكردية إذا كانوا فعلاً صادقين في رغبتهم بالقضاء على هذا التشرذم وتوحيد صفوف الجماهير فليلجئوا إلى الجماهير ليصلوا إلى قناعة بأن الجماهير الكردية وحدوية بطبعها وبالتالي عليهم الحذر من غضب الجماهير.

المشكلة تكمن في طبيعة المجتمع الكردي وفي طريقة التعاطي معه

المجتمع الكردي على الرغم من بساطته فهو معقد بشكل كبير أيضاً، وهناك العديد من الأشخاص يجهلون هذه الخصوصية للمجتمع الكردي وهذا التعقيد, مما يجعل التنظير أمراً سهلاً ولكن تكمن الصعوبة في العمل على أرض الواقع.

المشكلة لها تشعبات كبيرة وهي تنبع من تشتت القيادات الكردية الذين  ربما لا يدركون أبعاد وتأثيرات ما يفعلونه على المدى القريب والبعيد.

وأنت ما هو شعوركَ فيما ذهبت إليه؟

زر الذهاب إلى الأعلى