مقالات

الديمقراطي ..من التأييد المحلي إلى التأييد الدولي

من يرصد ويحلل الواقع الراهن للأزمة السورية بكل ما يتصل بها من تطورات داخلية وتفاعلات خارجية يجد أنه بدأ التوجه مؤخراً نحو الخارج وفي اتجاهين متعاكسين؛ فأصحاب المشروع الديمقراطي توجهوا نحو الدول الكبرى, أما ما تسمى بالمعارضة فاقتصرت جولاتها بين أنقرة وهولير.

ولكن السؤال المطروح هنا: هل يمكن لهذه التحركات السياسية الداخلية والخارجية إنتاج حراك حقيقي وفاعل يضغط على الأطراف الفاعلة لإيجاد حل للأزمة السورية والتعاطي مع المشروع الديمقراطي؟

الإجابة على هذا السؤال يفرض علينا تحديد أطراف وعناصر المعادلة للتعرف على الخريطة الجيوسياسية المتفاعلة على امتداد جغرافية العالم السياسية سيما الأمريكية منها والروسية أو حتى الأوروبية، فضلاً عن أطراف الشأن المباشرة في هذا الصراع، وما يتصل بذلك من قوى إقليمية وعربية مختلفة.

بداية، يجب التأكيد على أن أية جهود أو أطروحات أو مشاريع لتسوية هذا الصراع لا تتعاطى مع المشروع الديمقراطي؛ هي جهود مصيرها الفشل، ولن تزيد الوضع إلا تعقيداً وغموضاً.

فالسوريون وعلى مختلف مكوناتهم مصممون اليوم أكثر من أي وقت مضى على وضع حدٍ لهذه الأزمة التي استفحلت والتي تواطأت قوى إقليمية وعالمية على تأجيجها.

إن قرار التوجه نحو الدول الفاعلة( واشنطن – موسكو) وغيرها، يعني طرح الحل الديمقراطي عليهم وتدويل الأزمة، أو نقل الأزمة إلى الساحة الدولية، خاصة في ظل تغير الأولويات والمصالح في المنطقة، وهذا يعني محاولة كسر الاحتكار لعملية الحل من قبل البعض.

بينما يتابع الآخرون تخبطهم السياسي والعدائي للمشروع الديمقراطي (مشروع الحل), فالتوجه المعاكس نحو هولير هو لإبقاء الأزمة ضمن إطارها الضيق للتحكم فيها من قبل الأتراك وبالتالي توسيع وتعميق سياساته في المنطقة.

ناهيك عن أنهم لم يقفوا يوماً ضد انتهاكات الاحتلال التركي وجرائمه ولو حتى بالكلام. و رغم أهمية العمل الدبلوماسي إلا أن المهم للمواطن السوري هو مدى انعكاس هكذا خطوات على الأرض.

فمن يريد السلام والاستقرار وإنهاء الأزمة يجب أن تنسجم مواقفه مع إرادة الشعوب والمكونات وقراراتها لا أن يُعطل قراراتها، وعليه أن يدرك بأن الشعب السوري لا يمكن أن يظل رهينة لأبشع أزمة وأبشع احتلال عرفته البشرية، أو لسيناريوهات تركية عدائية فضفاضة غامضة أثبتت الأيام فشلها.

على شعوب المنطقة أن تدرك بأن المساهمة التي تقدمها تركيا في تأجيج نار الأزمة السورية، لا يجب أن تستمر بهذا الشكل والوضعية، وأن هذا النظام تلاعبَ كثيراً بمصائر الشعوب والمكونات, واستطاع أن ينتج نخباً ممسوخة الهوية؛ لديها خلل في قيَمِها وثقافتها وأخلاقها وهي في مجملها ارتضت العمل في مهنة الخيانة…ويتقنون فن التلاعب بالألفاظ وتغيير الحقائق تنفيذاً لأجنداتها.

بالمحصلة,أن اتخاذ قرارات أممية بشأن الأزمة السورية أمر مهم، لكن الأهم فعلياً هو تضافر جهود الشعوب والمكونات.

زر الذهاب إلى الأعلى