تقاريرمانشيت

ما بعد داعش هل ستنتهي أسباب الظهور؟؟ وأين يكمن الحل؟؟

مقدمة

داعش مصطلحٌ مصغرٌ واختصارٌ لــ (تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام) المزعومة.

حقيقة الأمر هذا التنظيم منذ نشأته الغامضة والمفاجئة والمتعددة الأسباب أحدث الإرباك بين أوساط المحللين والمفكرين( أين كان، من يمول التنظيم، ما علاقته بالمخابرات على المستويين العربي والغربي، ما مدى نفوذ رجالات البعث فيه، ما العلاقة التي تربطه بجيش النقشبندية) كلها أسئلة كانت محيِّرة لدى هؤلاء واستوجب التوقف عندها كثيراً، ناهيك عن الرعب والإرهاب والأفعال الإجرامية التي بنى جسمه وكيانه عليها وساعدته في الكثير من انتصاراته الوهمية آنذاك منذ بداية ظهوره وتشكله وتمدده واختراقه للحدود بين الدول وإزالتها وارتكاب الفظائع بحق كل من يخالفه الرأي، وأعاد الحضارة الانسانية آلاف السنين إلى الوراء وأرغم الناس على العيش في العبودية مما اضطر العالم بأجمعه إلى دق ناقوس الخطر لمواجهة هذه الآفة فَسَعت مختلف القوى في أرجاء منطقة الشرق الأوسط إلى دحر هذا التنظيم الذي استولى على أراضٍ في العراق وسورية في العام2014.

بغضّ النظر عن كيفية تكوين هذا التنظيم المتوحش إذ تختلف وجهات النظر في الدراسات عن نشأة وصناعة هذا التنظيم إلا أن كلها تلتقي في أنه يحمل فكراً ولباساً اخوانياً ممزوجاً بالسلفية المتعصبة وفرع من فروع القاعدة كالتي كانت وما زالت في جبال قندهار. لكن السؤال هنا عن ايديولوجية التنظيم وهل ستنتهي هذه الايديولوجية بانتهاء التنظيم والقضاء عليه؟؟ وما مدى تأثر الجيل الذي تربى في كنفه منذ سنوات بهذه الايديولوجية؟؟ وأين خلاياه النائمة؟؟ وهل هذا التنظيم يحمل طابعاً متحولاً ككل المتحولات التي تتسبب في الأمراض والآفات الخطيرة؟؟ والأهم من هذا وذاك ما اسباب ظهور هذه التنظيم والكثير من التنظيمات المشابهة له في العنف والإرهاب؟؟.

في الحقيقة وكما تشير الدراسات أن أيديولوجية التنظيم ما تزال تطرح تحدّياً على المدى الطويل؛ فهي متعدّدة الوجوه ولا يمكن أن تُعزى إلى فرد واحد أو حركة أو حقبة واحدة، وبالتالي يُعدّ فهمُها أمراً ضرورياً لإلحاق الهزيمة بالتنظيم فكرياً للقضاء عليه من جذوره ومعالجة أسباب ظهور هكذا أيديولوجيات.

ــ كيف رأى التنظيم نفسه؟؟ وكيف استقطب طبقة محددة من التوجه الديني؟؟

 نشر مركز كارنيغي للشرق الأوسط  دراسة للباحث السوري حسن الحسن حملت عنوان “طائفية تنظيم الدولة الاسلامية: يعتبر بعض الباحثين أن أيديولوجية تنظيم داعش متعدّدة المستويات، ولا يمكن أن ترتبط بشخص أو حركة واحدة أو بحقبة معينة، وأنه إذا أردنا فهم هذا التنظيم، فيتوجب فهم أصول هذا الفكر وتعاليمه، وهي حركة تستند إلى الحركات الاسلامية المتطرفة وتعتمد قانون الجزاء والولاء والردة الذي يرتبط

بمفهوم “الولاء للإسلام” والتوحيد (وحدانية الله) والتي تعد أكبر مساهمة من الوهابية في أيديولوجية الدولة الإسلامية ممزوجاً بفكر السلفية الجهادية والصحوة الاسلامية والمفهوم الثوري للإسلام الذي نشأ في ستينيات القرن الماضي وتسعيناته.

ويرى الباحثون في الحركات الاسلامية أن تنظيم داعش جزء من المدارس الفكرية التكفيرية التي خرجت من بطانة تنظيم القاعدة، ولكن الفارق هو في رؤية داعش إلى قضية العدوّ؛ فداعش يَعتَبِر أن ألدّ أعدائه وأعداء الإسلام هم من في الداخل (المسلمون الذين لا يتبعون النهج) وكذلك الشيعة.

وقد لعب التنظيم على حالة الضعف والانقسامات الطائفية الحاصلة في الشرق الأوسط واستغلها، واستخدم الكراهية الطائفية والمفاهيم الدينية لتجنيد أعضاء جدد وتبرير أفعاله أو لتعزيز التعاطف معه وتحييد القوى التي تنبذه، وقد أثبت التنظيم أنه قوي على وجه الخصوص في المزايدة على تنظيم القاعدة فيما يتعلّق بتجنيد أعضاء جدد، واستطاع خطف الأضواء من أسلافه من التنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال الاستيلاء على الأراضي وإدارة المدن والمناطق النائية لفترة طويلة، مما أكسب التنظيم نفوذاً في عالم الجماعات المسلحة وسمح له ببناء كيان معقد، وقدّم نفسه باعتباره ممثّل الإسلام الحقيقي الذي اعتنقته الأجيال الأولى من المسلمين

ــ التبرير للأيديولوجيا في الممارسات الوحشية

استخدم التنظيم مؤلّفات رجال الدين لتبرير تكفير كل المسلمين من حكام وشعوب ممن يخالفونهم في الرؤى في أرجاء الشرق الأوسط واعتمد في ذلك (للأسف) على تبريرات رجال الدين للوحشية التي يمارسها التنظيم ضد المسلمين الآخرين مدعَّماً بقصصٍ تعود إلى بدايات التاريخ الإسلامي لتبرير ممارساته الوحشية أمام المجندين الجدد والمنتمين إليه، واختيار المناهج والخطابات التي كانت تناسبهم لتبرير منهجهم ومواقفهم.

على ماذا اعتمد في خطاباته؟؟.

استند داعش في خطابه  إلى منطق مظلومية أهل السُنَّةِ والجماعة التي تعد الفئة المستهدفة التي يقول تنظيم داعش إنه جاء لنصرتها وروَّج لذلك عبر خبراء تقنيين في عالم التواصل الاجتماعي مستهدفاً بذلك جيلاً بكامله من مختلف الفئات العمرية وخصوصاً الأطفال، مُتَّبِعاً بذلك استراتيجية  طويلة تبرر العنف ليكون أداة رادعة وجامعة لكل التيارات الإسلامية من أجل الدخول تحت لوائه، وهو يعتمد في غسل الأدمغة على كتب كــ “الجامع في طلب العلم الشريف”، وكتاب “إدارة التوحش” للكاتب أبو بكر ناجي، وهذا الكتاب “إدارة التوحش” ليس ديني لكنه يبرر استعمال هذا التنظيم للعنف المفرط وذلك في سبيل تحقيق الخلافة، ويفصل الدين وعبادته عن واجب الجهاد، ويوضح أن الإسلام هو دين تسامح، ولكن فيما يتعلق بواجب الجهاد فهو أمر مختلف ويجب أن يكون عنيفاً من أجل الردع.

ــ اسباب انبعاث التنظيم من الموصل

تشير بعض الدراسات والابحاث أن السياسات الطائفية التي اتبعها النظام العراقي السابق الذي لم يكن نظاماً بعثياً وحسب؛ بل طائفياً أيضاً هي من أحد أسباب ظهور التنظيم الارهابي؛ هذا من جانب، ومن جانب آخر إنشاء جيش ذو طابع فكري سلفي جهادي سني ليكون أكثر ولاءً له، ولكن النتيجة جاءت عكس ذلك وأصبح الجنود أكثر ولاء للسلفية من صدام نفسه؛ هذا ناهيك عن الدور الذي لعبته واشنطن وسياسة بول بريمر في نشأة هذا التنظيم، وخاصة بعد تفكيك الجيش العراقي وطرد الكثير من الجنود من عملهم والتحاقهم بالقاعدة من أجل العيش وكسب المال.

الجذور الإرهابية لتنظيم داعش وتدعيمها فكرياً ؟؟

أينما حلت تركيا غرست بذور الفساد الذي يؤدي إلى الخراب والدمار ولو بعد مئات الأعوام؛ من هنا لا بد لنا من العودة قليلاً إلى الوراء والبدايات ونتاجات الاحتلال العثماني لهذه الأراضي

في سبعينيات القرن الماضي ظهرت حركة الصحوة الاسلامية من تيارات عدة منصهرة بفكر وأيديولوجية الإخوان المسلمين مزجت بين المفاهيم السلفية وأفكار ثورية وقد أدّى هذا التزاوج إلى حدوث انقسامات أنتجت تيارات دينية جديدة، ومنه جيش النقشبندي والذي انتشر في المدن العراقية الجنوبية وهو جيش انتسب وتغلغل فيه ممن كانوا يتعاونون بروح عملية مع الإمبراطورية العثمانية والانتداب البريطاني آنذاك وخصوصاً عنما لم تسمح تركيا باستخدام أمريكا مطار أنجرلك في الحرب العراقية؛ وُطدت العلاقات بينهما كثيراً، وهناك دراسات كثيرة ومستفيضة عن هذا التيار النقشيندي عند بدايات ظهوره كحركة تمرد في الموصل والدور الذي لعبه بحكم تسرُّب الضباط الكبار من الجيش العراقي في جسمه أيضاً وتحالفه مع تنظيم داعش الارهابي والاستفادة من موت قادته العسكريين الكبار.

استدلالات منطقية في دعم اردوغان للإرهاب في سبيل تحقيق مكاسبه على المستوى الداخلي وفي كل دول الجوار بذهنية الدولة العثمانية

تفيد بعض المصادر التركية بأن الرئيس التركي  أردوغان  ينتمي إلى الطريقة الصوفية النقشبندية وهي إحدى أكثر الطرق انتشارًا، وتُعتبر تركيا من أكبر دول العالم من حيث وجود مريدي هذه الطريقة، ومركزها الرئيسي في جامع إسكندر باشا بحي محمد الفاتح في إسطنبول، وحاول أردوغان -أكثر من مرة- استمالة الصوفية وكسب ودهم، من خلال ادعائه أن جذوره تنتهي إلى شيخ الطريقة النقشبندية ومؤسسها.

وفي 9 أغسطس عام 2014، ليلة الانتخابات الرئاسية التركية، زار مرشح الرئاسة حينها «أردوغان»، بصحبة زوجته «أمينة»، وابنته «سمية»، منزل(محمود أوسطة عثمان أوغلو)، أكبر ممثلي الطريقة النقشبندية الصوفية في تركيا، التي تتخذ من حي /جارشنبه/ في مدينة إسطنبول مركزًا لها؛ ليطلب منه الدعاء والدعم السياسي في الانتخابات؛ حيث يسعى أردوغان لتوظيف الحركات الصوفية كبديل لتيار الإسلام الحركي، الذي أثبت فشله منذ صعوده للحكم في كل من مصر وتونس  وما يؤكد حقيقة الارتباط العضوي بين الرئيس التركي وهذه المنظمات الإرهابية بدت واضحة للعيان عندما اجتاحت الموصل واحتلتها واقتحمت القنصلية التركية بتاريخ 11/ حزيران / 2016 واحتجز هذا التنظيم عدداً من الاشخاص في القنصلية بينهم القنصل التركي وعندها فُتحت قنوات اتصال مباشرة بين السلطات التركية وبين التنظيم نتجت عنها الإفراج عن كل المحتجزين في غضون ساعات

تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية كفيل بالقضاء على أسباب ظهوره وأيديولوجيته، ويمنع من ظهور حركات إرهابية أخرى تحت مسميات أخرى

يُعزى ظهور داعش أو التنظيمات الارهابية إضافة لممارسة السياسات الطائفية من قبل الأنظمة القومية إلى أسباب عدة بين الشباب في بلدان الشرق الأوسط وخصوصاً الإسلامية منها

1 ــ اجتماعي: يتمثل في الفقر والبطالة التي تدفع الشباب إلى سلوك طرق إجرامية والبحث عن حاضن لتمرده على واقعه المرير، لِما يعيشه من بؤس وحالة اقتصادية متدنية

2 ــ سياسي: حيث الانقسامات الطائفية والصراعات المذهبية داخل الوطن الواحد والتي تعمقها وتغذيها الأنظمة المستبدة تكون أرضاً خصبة وبمثابة محفزات سياسية للتمرد والقيام بعمليات التصفية الإجرامية عنما تصبح الدولة فاشلة.

3 ــ ثقافي: ويدخل ضمنه إهمال الخطاب الديني وضعف الرقابة عليه كذلك عدم تجديده ليتناسب مع المستجدات السياسية والاجتماعية والثقافية في العالم الإسلامي أيضاً الفهم الخاطئ لكثير من الأفكار الدينية، وعدم إعطاء العقل حرية في التعامل مع النص الديني، والجمود عند حدود النص كل هذا أدى إلى ظهور الفكر المتطرف والجماعات الجهادية وعلى رأسها ”داعش” وأخواتها.

4 ــ فشل في التنمية والعدالة والإدماج السياسي والثقافي والاقتصادي للأجيال الصاعدة.

5 ــ الإهمال والتهميش لفئة الشباب وإبعاده عن المشاركة في الحكم وبناء الدولة مما أدى إلى تحول الدولة إلى دولة فاشلة تحكم بيد من الحديد والنار.

خلاصة

بالنظر إلى كل هذه الأسباب مجتمعة التي أدت إلى ظهور التنظيمات الإرهابية والتي أدت بكليتها إلى التدخل الخارجي  الذي بدوره أدى “إلى فراغ سياسي وأمني مما شكلت فرصة لهذه التنظيمات للانقضاض على الدولة والسطو على خيراتها ومعاقبة كل من يخالفها الرأي وتهجيرهم وذبحهم إلى أن وصل الحال بكلتا الدولتين سوريا والعراق إلى ما وصل إليه منذ بدايات الحرب المدمرة وتشكيل معارضات وقوى وكتائب وسرايا بمختلف التسميات واجتاحت المدن ودمرت وعاثت فساداً.

بالطبع كان هناك قراءة منطقية للواقع والوقائع وما ستؤول إليه الأمور ورؤى استشرافية لما ستكون هذه الأزمة وما ستجلبها معها من ويلات فأثمرت هذه القراءة  وأدت إلى ظهور مشروع ديمقراطي سُمِّيَ الخط الثالث حيث إن هذا المشروع قرأ منذ البدايات أسباب ظهور هكذا تطرف وتمرد و وضع لهذه الأسباب حلولاً مسبقة.

حقيقة إذا أرادت الحكومات والدول المتصارعة الآن في سوريا أن تقضي على أيدولوجية التنظيمات الإرهابية والأسباب التي أدت وتؤدي إلى ظهورها، وتمنح العدالة الاجتماعية وتقضي على التهميش والإذلال والإحباط  والطائفية والمذهبية والعرقية وتمحي مفهوم الأقلية والأكثرية وحرية المعتقد وممارسته وإقامة الشعائر الدينية والعيش الأخوي المشترك والحياة الكريمة لكل المكونات؛ لا بد لها أن تطرق باب  مشروع الأمة الديمقراطية القائم في شمال سوريا وشرقها.

هذا المشروع المستوحاة من فكر وفلسفة المفكر الكردي العالمي عبدالله أوجلان الذي ينادي بأخوَّة الشعوب منذ بداية الصراع السوري ،المشروع الذي ينادي بأخوَّة الشعوب أو الإنسان مهما كان لونه ودينه وطائفته؛ هذا المشروع الذي اعترف به أقطاب العالم الإسلامي والمسيحي من حيث يدرون أو لا يدرون ويؤكدون عليه بعد ثماني سنوات من الصراع السوري على شكل وثيقة أخذت اسم وثيقة الأخوَّة الإنسانية التي وقعها بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر والتي أكدت أن الحروب والتهميش والإذلال لا تجلب سوى الدمار للشعوب وجاءت فيها:

إنَّ هذا الإعلانَ الذي يأتي انطِلاقًا من تَأمُّلٍ عَمِيقٍ لواقعِ عالَمِنا المُعاصِرِ وتقديرِ نجاحاتِه ومُعايَشةِ آلامِه ومَآسِيهِ وكَوارِثِه – لَيُؤمِنُ إيمانًا جازمًا بأنَّ أهمَّ أسبابِ أزمةِ العالمِ اليَوْمَ يَعُودُ إلى تَغيِيبِ الضميرِ الإنسانيِّ وإقصاءِ الأخلاقِ الدِّينيَّةِ، وكذلك استِدعاءُ النَّزْعَةِ الفرديَّةِ والفَلْسَفاتِ المادِّيَّةِ، التي تُؤَلِّهُ الإنسانَ، وتَضَعُ القِيَمَ المادِّيَّةَ الدُّنيويَّةَ مَوْضِعَ المَبادِئِ العُلْيَا والمُتسامِية.

– أنَّ الحريَّةَ حَقٌّ لكُلِّ إنسانٍ: اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا ومُمارَسةً، وأنَّ التَّعدُّدِيَّةَ والاختلافَ في الدِّينِ واللَّوْنِ والجِنسِ والعِرْقِ واللُّغةِ حِكمةٌ لمَشِيئةٍ إلهيَّةٍ، قد خَلَقَ اللهُ البشَرَ عليها، وجعَلَها أصلًا ثابتًا تَتَفرَّعُ عنه حُقُوقُ حُريَّةِ الاعتقادِ، وحريَّةِ الاختلافِ، وتجريمِ إكراهِ الناسِ على دِينٍ بعَيْنِه أو ثقافةٍ مُحدَّدةٍ، أو فَرْضِ أسلوبٍ حضاريٍّ لا يَقبَلُه الآخَر.

– أنَّ العدلَ القائمَ على الرحمةِ هو السبيلُ الواجبُ اتِّباعُه للوُصولِ إلى حياةٍ كريمةٍ، يحقُّ لكُلِّ إنسانٍ أن يَحْيَا في كَنَفِه.

– أنَّ مفهومَ المواطنةِ يقومُ على المُساواةِ في الواجباتِ والحُقوقِ التي يَنعَمُ في ظِلالِها الجميعُ بالعدلِ؛ لذا يَجِبُ العملُ على ترسيخِ مفهومِ المواطنةِ الكاملةِ في مُجتَمَعاتِنا، والتخلِّي عن الاستخدام الإقصائيِّ لمصطلح «الأقليَّاتِ» الذي يَحمِلُ في طيَّاتِه الإحساسَ بالعُزْلَةِ والدُّونيَّة، ويُمهِّدُ لِبُذُورِ الفِتَنِ والشِّقاقِ، ويُصادِرُ على استحقاقاتِ وحُقُوقِ بعض المُواطِنين الدِّينيَّةِ والمَدَنيَّةِ، ويُؤدِّي إلى مُمارسةِ التمييز ضِدَّهُم.

– أنَّ الاعترافَ بحَقِّ المرأةِ في التعليمِ والعملِ ومُمارَسةِ حُقُوقِها السياسيَّةِ هو ضَرُورةٌ مُلِحَّةٌ، وكذلك وجوبُ العملِ على تحريرِها من الضُّغُوطِ التاريخيَّةِ والاجتماعيَّةِ المُنافِيةِ لثَوابِتِ عَقيدتِها وكَرامتِها، ويَجِبُ حِمايتُها أيضًا من الاستغلالِ الجنسيِّ ومن مُعامَلتِها كسِلعةٍ أو كأداةٍ للتمتُّعِ والتربُّحِ؛ لذا يجبُ وقفُ كل المُمارَساتِ اللاإنسانية والعادات المُبتذِلة لكَرامةِ المرأةِ، والعمَلُ على تعديلِ التشريعاتِ التي تَحُولُ دُونَ حُصُولِ النساءِ على كامِلِ حُقوقِهنَّ.

خاتمة

نستطيع القول أن البناء الذي بني على أسس متينة وضارب جذوره في الأرض سيبقى منارة تهتدي بها التائهون في الأرض والبحار

قد تكون مصالح الدول الكبرى اليوم تتعارض في القضاء على أيدولوجية التنظيمات الإرهابية من جذورها وأسباب ظهورها، وذلك بتطبيق الحل الأمثل وهو مشروع الأمة الديمقراطية في هذه الدول التي شهدت وتشهد صراعات دموية؛ إلا أن الأمل معقود على الحكماء والعقلاء الحريصين على هذه الأوطان والمجتمعات ومنعها من الانزلاق إلى المزيد من الحروب والقتل والدمار والتهجير. 

زر الذهاب إلى الأعلى