تقارير

الإغاثة والتنمية في زمن الحرب (منظمة روج آفا نموذجاً)

تقرير: حسينة عنتر

روج آفا للإغاثة والتنمية منظمة مدنية مستقلة تعني بالشؤون الإنسانية والإغاثة والتنمية الصحية وفق المعايير ومبادئ العمل الإنساني الواردة في العهود والمواثيق الدولية الناظمة للعمل الإنساني من (الاستقلالية، الحيادية، عدم الانحياز، خدمة المجتمع، الابتعاد عن النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية) حيث تعمل تحت شعار “معاً لخدمة الإنسانية” وتسعى المنظمة لتحقيق الأهداف التالية:

تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية لذوي الاحتياجات الملموسة “العوائل الأشد فقراً، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأرامل، الأيتام، الحالات الطارئة والكوارث الطبيعية” كما تقوم المنظمة بالقيام بتنفيذ المشاريع التنموية التي تخص الصالح العام، إلى جانب المساهمة في تطوير الواقع الاجتماعي، لذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي إعداد التقرير التالي حول عمل المنظمة لرصد واقع الإغاثة في روج آفا عبر نموذجها:

منظمة روج آفا السباقة إلى دخول المناطق التي يتم تحريرها

أكرم سليمان الرئيس المشترك للمنظمة بمقاطعة قامشلو تحدث لصحيفتنا قائلاً:

طبعاَ منظمة روج آفا هي منظمة تعمل في المجال الإنساني والإغاثي والتنموي؛ تأسست هذه المنظمة في شمال سوريا عند بداية الثورة عام (2011).

في بداية الأمر كانت هذه المنظمة عبارة عن لجان خدمية تعمل لإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة أو المناطق التي كانت بحاجة للمساعدة.

وعند تعرض مناطق شمال سوريا وروج آفا لهجمات الإرهاب ومرتزقته من جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى (داعش وأخواتها) التي عاثت في مدن ومناطق روج آفا فساداً وخراباً كانت منظمة روج آفا السباقة إلى دخول المناطق التي كان يتم تحريرها.

طبعاَ عملنا في الكثير من مناطق شمال سوريا الممتدة من ديريك إلى كوباني، فعلى سبيل المثال عندما تم تحرير كري سبي وكوباني قمنا بإيصال المساعدات لهذه المناطق وهذه المساعدات تتضمن مواد غذائية وغير غذائية (أدوات المطبخ، الاسفنجات، البطانيات، منظفات، أدوات صحية….إلخ ) وكمنظمة يمتد عملنا إلى خارج روج آفا فقد قمنا بإيصال المساعدات لأهلنا في شنكال، ففي عام 3/8/2014 تعرضت شنكال إلى هجمات من قبل مرتزقة داعش عندها بدأ النزوح من شنكال إلى شمال سوريا إلى روج آفا، ونحن بدورنا قمنا بإيصال المساعدات لهم سواء داخل شنكال أو داخل روج آفا، كما كنا السباقين في بناء المخيمات للنازحين كمخيم نوروز، ومخيم روج، وعند تحرير مناطق الهول والشدادي ساهمنا بالمشاركة في بناء مخيم الهول ومخيم عين عيسى ومخيم الشدادي، وتزويدها بالمساعدات اللازمة للنازحين من كافة المكونات عند النزوح إليها.

نعمل في المجال الإغاثي بكافة المناطق ففي الآونة الأخيرة وبعد أن تعرضت عفرين لأشرس الهجمات من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، قامت منظمتنا بمبادرة إنسانية بالدخول إلى عفرين وإيصال المساعدات الغذائية والطبية حيث قدمنا المساعدات والمواد الإغاثية لمخيم الشهباء ومخيم روبار اللذين تم بناؤهما من قِبَل الإدارة الذاتية في عفرين، ونحن كمنظمة نعمل في مجال الإغاثة والتنمية ومن واجبنا أن نمد يد العون لأهلنا في عفرين، بجميع كوادرنا وإمكاناتنا المتاحة”.

وأشار حسين بقوله: نحن نعتمد في مساعداتنا على الشركاء المحليين وغير المحليين وذلك حسب عقود أو مذكرات تفاهم، كما نتلقى مساعدات من منظمة الأمم المتحدة (UFP) برنامج الغذاء العالمي وكنا نقوم بتوزيعها في جميع المدن الموجودة في شمال سوريا والمخيمات أيضاَ.

نحن نعتمد على المانحين سواء كانوا داخل روج آفا أو خارجها وعلى التبرعات التي تقدم للمنظمة.

نناشد كل مَن لديه الإمكانات بتقديم يد العون لشعبه

نجبير فتاح- الرئيسة المشتركة لمنظمة روج آفا:

في منظمتنا بمجاليها الإغاثي والتنموي نركز على الدور الإغاثي بشكل كبير ونعمل في جميع المناطق التي بحاجة إلى الإغاثة حسب الإمكانات المرسلة إلى المنظمة.

تستمد إمكاناتها من المساعدات والمنح والإعانات من المنظمات والجمعيات والمؤسسات  المحلية والإقليمية والدولية والحكومية وغير الحكومية ذات الأهداف المشتركة والإنسانية وكذلك من منظمات الأمم المتحدة والحكومات الأجنبية.

في الوقت الذي لم نكن نعرف الحصار والمنافذ الحدودية مفتوحة كانت المساعدات تأتي من باشور وباكور كردستان ومن أهلنا في أوربا ونحن بدورنا كنا نوزع بآلياتنا وبإمكاناتنا البسيطة هذه المساعدات تحت مسمى اللجنة الخدمية على سكان المناطق المنكوبة وتلك التي ذاقت ويلات الحرب حيث تدمر وتهدم كل ما تملكه العائلات في هذه المناطق، وشيئاً فشيئاً ازداد عمل ونشاط اللجنة وأصبحت منظمة وأسس لها فروع في النواحي والبلدات في روج آفا. لذا عملنا بشكل منسق ففي سنة 2014 أعلنت منظمتنا نفسها كمنظمة رسمية خلال مؤتمر رسمي تحت اسم (منظمة روج آفا للإغاثة والتنمية).

عملنا كمنظمة يختلف عن عمل المنظمات الدولية الأخرى، نحن  نباشر العمل في كافة الأوقات الخطرة وغير الخطرة وهناك اثباتات تشهد بذلك ووقائع تؤكدها، وأما بالنسبة لعملنا في مقاطعة قامشلو: يقوم الأعضاء بتسجيل الوافدين من المناطق الأخرى عبر دفتر العائلة ونقوم بتوزيع السلال الغذائية على عوائل الشهداء والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وفق دلائل وسجلات رسمية.

وزادت فتاح إلى حديثها: يمتد نشاط المنظمة ليقوم بعمل تنموي ترفيهي للمناطق التي تحتاج إلى ذلك من خلال تقديم برامج تعليمية وترفيهية، حيث قمنا بافتتاح عدة مراكز في هذا المجال ولاسيما العناية بالطفل حتى نتمكن من إخراج الأطفال من جو الحرب والاكتئاب الذي عاشوه خلال فترة الأزمة وتعويض هؤلاء الأطفال بما فاتهم من علم وكذلك نقوم بتقوية الطلاب في كافة المجالات وكذلك تعليم المناهج الدراسية ونعمل على تنمية مواهبهم في مجالات الرسم والموسيقا والمسرح، كذلك قمنا بافتتاح دورات تدريبية في كل الفروع الموجودة في مجال الحاسوب والإسعافات الأولية وإعداد مشاريع، وباشرنا العمل فيها.

كما نقوم بتدريب الكوادر المتطوعة على كيفية التعامل مع الحالات الاسعافية وتعليمهم قواعد التمريض من قبل متخصصين بهذا المجال، ولدينا أعضاء في كافة مناطق شمال سوريا، وهؤلاء الأعضاء بداية كانوا يعملون بشكل طوعي بحت لا يخلو الأمر بأن كان هناك بعض المكافئات للأعضاء، ولكن لا يوجد هناك راتب ثابت أو راتب أساسي للمتطوعين.

اختتمت فتاح حديثها بالقول: “طبعاَ نحن كمنظمة نعمل في المجال الإنساني دائماَ نناشد عبر القنوات الإعلامية أو عبر التواصل الاجتماعي الجهات التي لها امكانيات وتستطيع أن تقوم بمساعدة الشعب هنا في روج آفا وشمال سوريا، هناك بعض التجار أو بعض رجال الأعمال لديهم امكانيات كبيرة عليهم ألا يتقاعسوا لمد يد العون لشعبهم سيما نمر بظروف صعبة جداَ في الفترة الأخيرة لما يتعرض له شعبنا في عفرين لذلك نناشد كمنظمة إنسانية كل مَن لديه الإمكانات بتقديم يد العون لشعبه عبر منظمتنا.

في الختام أؤكد أننا مستمرون في مشاريعنا بالإضافة إلى التخيط لمشاريع مستقبلية كمشروع في منطقة تل كوجر لدعم التعليم المجتمعي بالتعاون مع منظمة إنقاذ الطفل الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى