مقالات

أنا من ينقذ سوريا, ولكن على طريقتي…

يبرر السيد أردوغان لتركيا تدخلها في أيَّة بقعة من بقاع الأرض، ويرسم لتركيا صورة نرجسية بل على شكل الملاك الذي يقدم الخير للجميع، وليس لها أطماع في شيء سوى أنها تريد تطبيق العدل والمساواة بين الشعوب، وهي حريصة جداً على مكونات وشعوب المنطقة، و طبعاً يريد اردوغان أن يبرهن للجميع أنه على علاقة ودية مع الشعوب, وبابتسامة  خبيثة يقول ” أنا من يمكنه أن ينقذ سوريا؛ فأنا صديق لشعوبها ولابد من إعادة الأمن والأمان إليها”. للأسف الشديد, الأمر الذي يجعلنا نخرج عن طورنا بأن هناك من يصدقه ويسايره متمنياً له الخير في مسعاه.

تركيا مثلها مثل غيرها, دولة لها مطامع, لم تبسط نفوذها في المنطقة  وتنشئ مجموعاتها الإرهابية لوجه الله أو لسواد عيون أحد، تركيا عدوة للشعوب ولكنها تتخفى بثوب الحمل الوديع، تضمر ما لا تقول، وتقول عكس ما تضمر من خلال سياسة حياكة المؤامرات والمكر الهادئ استطاعت أن تتغلغل داخل مجتمعات بعض دول الجوار وغيرها وأن تسيطر على بعض المناطق وتحتل أخرى، مستغلة الأزمات في تلك المناطق والدول, وتارةً أخرى تستغل قضية الفلسطينيين وتارةً حق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها وكأنه ليست فيها شعوب تعاني الأمرَّين لنيل حقوقها.

اليوم تحتل تركيا أجزاء من سوريا، وتقتل المواطنين السوريين وتنتهك الأعراض، وتبث النزعة الطائفية بين شعوبها بمساندة مجموعاتها الإرهابية التي ربتها لغايات كهذه، والأمثلة على تصرفات تركيا كثيرة لا يمكننا إحصاءها هنا.

اَوَ ليس تعامل تركيا مع دول الجوار وأزماتها انتقاصاً لهذه الدول وشعوبها ومكوناتها؟ فهي بدأت تتدخل بكل شاردة وواردة، دون أن نجد حتى الآن أيَّة ردود أفعال جدية على تدخلاتها؛ فالجميع غائب عن الوعي وكأن ما يجري هو في كوكب آخر…

من هنا, لا بد من مراجعة لوعي الذات لإثبات أن هؤلاء الذين تتشتت أذهانهم ولا ينظرون على الأمور إلا من خلال مواقف عدائية؛ فلا يحللون الحدث بشكله الإيجابي وبالتالي تكون مواقفهم غاية في البساطة والانتهازية.

المناخ المسيطر على المنطقة الآن هو مناخ التطرف والإرهاب الذي يعادي كل المشاريع المؤدية إلى الحل الشامل, وفي هذه المناخات على كل طرف أن يعيد حساباته.

علينا أن نقتنع بأن أي دولة تتبنى الإرهاب والإرهابيين لا يمكنها أن تفرِّقَ بين الحق والباطل، ولا أن تراعِ قيم الإنسانية، لأنها تجاوزت كل الحدود، وتغلغلت في علاقاتها، وأفسدت ما بين الشعوب من علاقات وطيدة وباعدت بينها.

بالمقابل نجد أن قوات سوريا الديمقراطية, وبخطوات ثابتة وحازمة قدمت ومازالت تقدم جهوداً متميزة في القضاء على الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره، وتساهم هذه القوات بشكل كبير في التصدي للاحتلال وللإرهاب، والنجاحات التي حققتها هذه القوات محل إشادة وتقدير على المستوى العالمي والدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى