ثقافةمانشيت

المثقف هو الذي يعي قضايا المجتمع ويكون في مقدمة النضال

“يتوجب على المثقفين توعية المجتمع، كون هناك من يحاول بث الفتن والأعمال التخريبية بين الكرد والعرب والسريان، وذلك لما يرونه من أخوة الشعوب والعيش المشترك فيما بينهم”.

من كلمة  حنا حنا رئيس الجمعية الثقافية السريانية فرع قامشلو في الملتقى الحواري الذي أقامه حزب سوريا المستقبل:

نحن نعيش مرحلة حرب على أرضنا ووطننا سوريا وهذه الحرب طالت أجلها وهي لازالت مستمرة وتداعت على الأمن والاقتصاد وكل الحياة ولم تترك خلفها لا شجراً ولا حجراً وعلى الرغم من ذلك لازال الإنسان السوري يناضل ويكافح من أجل الحفاظ على هذه الأرض وبالتأكيد تعتبر الثقافة إحدى أهم تداعيات هذه المرحلة والدليل على ذلك ما قام به الارهاب بكل أصنافه وأجنداته الإقليمية والدولية ركز على المعالم التاريخية والتي تمثل الذاكرة التاريخية للشعب السوري عبر المراحل التاريخية وعبر التعدد الحضاري التي عرفته هذه الارض وأقل ما يمكن قوله بهذا الصدد هو ما حدث من تدمير للمواقع والاماكن الاثرية في قلعة نمرود في بلاد الرافدين وما حدث للتماثيل الأثرية كالثيران المجنحة ومسرح بعل شمين في تدمر وما حدث مؤخراً في عفرين والدمار الذي لحق بآثار عين دارة وقبر مار مارون، بمعنى أن الأجندة الإرهابية التي ركزت على هذا الجانب تجعل من الذاكرة التاريخية الهدف الأهم في التدمير، وأخشى أن يعيش السوريين هذه المرحلة ويستفيقوا منها ويرون أنفسهم بلا ذاكرة تاريخية.

من هنا فأن تدمير الجانب الثقافي هو هدف أساسي بالنسبة لأجندات القوى التي تعمل على تدمير سوريا وهي مستمرة حتى هذه اللحظة، وبالنظر إلى هذه الأزمة والازمات والثورات التي حدثت على مستوى الشعوب في العالم، نرى بأن هناك دور كبير للجانب الثقافي ودور المثقف أصبح واضحاً وجلياً.

هناك مثقفاً انكفئ في منزله ومات فكره وثقافته معه دون أن يكون له أي تأثير إيجابي على المستوى الوطني وبالتالي يمكن اعتباره مثقفاً سلبياً أو لا يمكن تسميته بالمثقف وينزع عنه هذه الصفة طالما لم يستطع إيصال ثقافته ولعب دوره ضمن أبناء المجتمع، باعتبار أن المثقف هو صانع وعي المجتمع والإنسان ويتحول داعية في الازمات، وهناك مثقفٌ يضع ثقافته في خدمة حاكماً أو ديكتاتوراً أو ملكاً أو طرفاً فوق المجتمع وهذا النوع قد تجرد من إنسانيته وبالتالي انجرف لخدمة استمرار هذه الحالة الغير العادية في تاريخ الشعوب، لكن المثقف الحقيقي هو الإنسان الذي يعي ما يفعل عندما يقوم بتقديم الثقافة الإنسانية الرائدة إلى المجتمع وهو الذي يكون في مقدمة مجتمعه ويعي قضاياه ولا يتردد في أن يكون هو الفدائي والضحية لمجتمعه في الأزمات كما الأزمة في سوريا، وبالرغم من الانقسامات العامودية والافقية بشكل أو بآخر في المجتمع فأن غالبية المثقفين يدعون إلى التلاحم والدفاع عن الإنسانية في سوريا حيث هناك قواسم مشتركة بين هؤلاء المثقفين وندرك بأن لكل مثقف رؤيته الخاصة حول بعض القضايا والأمور لكن في النهاية كلها تصب في قضية واحدة وهي الحفاظ على الوطن وعلى التراب السوري وعلى الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري.

هناك تعدد ثقافي وحضاري في سوريا وعلينا أن نحافظ على هذا التنوع والغنى الحضاري والثقافي، واليوم في شمال وشرق سوريا نعيش كمجتمع متآخي ونعيش هذا التنوع والتعدد، وبالرغم من كل المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف والقوى الإقليمية بضرب هذا التعايش والعلاقة القائمة بين أبناء هذه الأرض لكن مراميهم وأهدافهم فشلت والحالة القائمة والتواصل الشعبي والإنساني بين المكونات قائم وراسخ وأن تم كسره في بعض الأحيان لكنها حالة قائمة وستستمر، والانتصار سيكون للإنسان هذه الحالة، هنا نرى دور المثقف الذي يضع كل جهده وثقافته في خدمة مجتمعه وإنسانيته.

في هذه المرحلة الحساسة تقوم بعض وسائل الاعلام كبث سمومها باتجاه منطقتنا وهي تلعب دوراً في إثارة الفتنة والتخريب بين أبناء هذه المنطقة، ومن خلال متابعتنا لبعض هذه الوسائل لاحظنا أنها تخدم جهات تستمر في الحرب والصراع، حيث هناك هجوم على هذه الحالة الانسانية والإدارية التي أوجدتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في هذه المنطقة وذلك من خلال مواجهة الإرهاب والعمل على الاستقرار والأمان في عموم المدن والمناطق التي وصلت إليها الإدارة الذاتية.

لذا علينا جميعاً كمثقفين أن ندرك هذه الحقيقة وأن نعمل كلاً بحسب قدرته وإمكاناته في توجيه وعي المجتمع والرد على بعض الاطراف والافكار السلبية التي يروجها، وهنا على المثقف أن يكون متيقظاً لهذه القضايا للحد من اختراق بعض الوسائل الإعلامية لثنايا المجتمع وخاصة ما تروجه تركيا ودورها السلبي في الأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى