مقالات

وعاد الفرع إلى أصله «داعش نموذجاً»

مصطفى عبدو

على الرغم من هزيمته الإقليمية والخسائر التي منيت بها قيادته، مازال يشكل تنظيم داعش تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

استغل تنظيم داعش ديناميكيات الصراع وهشاشة الأنظمة والمعاناة الاقتصادية وحالة اليأس والتعصب الديني للتعشيش والتوسع في بعض المناطق سواء في سوريا أو في العراق وبالتالي حظي تنظيم داعش بالمزيد من الدعم الشعبي من مجتمع متنامي من المتعاطفين، وعمل على زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم الاستقرار عبر شبكة من الملاجئ والمخيمات ومعسكرات التدريب.

اختار داعش الحدود السورية العراقية والحدود السورية التركية ليكون معقلاً له أمام مرأى النظامين التركي والسوري، وبعد الهجوم الذي نفذه داعش على سجن الصناعة بالحسكة وفشله في تحقيق أهدافه؛ فرّ بعض هذه العناصر إلى مناطق الاحتلال التركي ومرتزقته حيث الدعم والتأييد وحيث قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي على يد القوات الأميركية الخاصة في آذار 2019، ومؤخراً خليفته «أبو إبراهيم القرشي» في شباط 2022.

كما فرّ بعض عناصر التنظيم إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة لها للأسباب ذاتها كما يبدو، وما تنفيذ قوات التحالف الدولي قبل أيام لعملية أمنية في قرية “ملوك سراي” الواقعة تحت سيطرة النظام في ريف قامشلو والتي أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم «داعش» يدعى «أبو حايل» واعتقال آخرين إلا تأكيد بأن هناك من يحاول احتضان هذه الجماعات المتطرفة والتي تسعى إلى عدم استقرار المنطقة من جهة وضرب الإدارة الذاتية من جهة أخرى.

لم يعد خافياً على أحد مَنْ يدعم ويأوي هذا التنظيم، وإذا كان التحالف الدولي جاداً في محاربة هذا التنظيم الإرهابي عليه إيجاد حل سريع لعناصر التنظيم في مخيم «الهول» والذي يضم أعداداً هائلة من عناصر التنظيم وعائلاتهم وحيث الظروف المعيشية المروعة وحيث عمليات الانتقام والقتل في ارتفاع.

على التحالف الدولي العمل لإعادة هؤلاء إلى أوطانهم ومحاكمتهم بالتنسيق مع الإدارة الذاتية لأن استمرار وجود مخيمات «الهول» وغيرها هي بمثابة قنابل موقوتة قابلة للتفجير بأي لحظة، وهي مَنْبِتُ أفكار متطرفة تغرز في نفوس أشبال الخلافة والتي ستلحق الضرر بالعالم لاحقاً.

تحقيق الاستقرار ومحاربة تنظيم داعش والحد من نشاطه وإعادة البناء وخلق بيئة آمنة لا تقع فقط على كاهل الإدارة الذاتية، وعليه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها داخل التحالف الدولي الاعتراف بالجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية في سبيل بقاء المنطقة آمنة ومستقرة وبالتالي عليها وضع النقاط على الحروف والإشارة بشكل علني إلى رعاة الإرهاب في سوريا على الأقل، ودعم المنطقة ليس عسكرياً فحسب بل اقتصادياً بشكل أكبر وفتح المعابر الحدودية وفك الحصار والحد من التهديدات والاستفزازات التي تهدد الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا أكثر المناطق السورية أمناً وأماناً واستقراراً وتطبيقاً للديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى