مقالات

المؤامرة الدولية على القائد أوجلان

سليمان أبو بكر

كلنا يعلم بأن العالم بأسره يرزح تحت أنظمة الهيمنة المركزية العالمية والتي بدورها تحارب كل فكر يحاول بناء استراتيجية تدعو إلى تحرر المجتمعات، وما حدث في الحربين العالميين الأولى والثانية، كان له دلالات عدة أدت إلى زهق الملايين من الأرواح، والسبب هو زيادة السيطرة والحوكمة المركزية.

ففي نهاية المئوية العشرين وجدنا بداية ظهور فكر فتي التمت حوله بداية الفئة الشابة المثقفة التي مثَّلت المجتمع خير تمثيل وتوسعت قاعدتها الجماهيرية من جميع الشرائح والمذاهب، وإن دل على شيء فهو لأن هذا الفكر بنى أيديولوجية مجتمعية مثلت الأخلاق الحقيقية خير تمثيل، ولهذا نجد بأن هذه الأيديولوجية تمت محاربتها في البداية؛ حيث كانت أقوال العدو تبدأ من لا لحزب العمال الكردستاني ولا لمن يدعو إلى بناء كردستان وبعدها تطورت أقوالهم بنعم لـPKK  ولا لآبو وبعدها بنعم لبعض أقواله ولا لفكره الذي يدعو إلى بناء مجتمع حر…. وهكذا دواليك.

إذاً فالمغزى يكمن فيمن أسس وبُنى الفكر الأيديولوجي، أي في شخصية القائد آبو الذي كرّس حياته في سبيل هذا الفكر، لذا نجد بأن الأطراف التي تُسمى بالهيمنة المركزية العالمية جعله هدفاً أساسياً لهم.

حيث حاولت مراكز الهيمنة مراراً العمل على تصفية القائد جسدياً ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وكان آخرها أن اجتمعت العشرات من الدول التي تتضارب مصالحها مع ظهور هذه الأيديولوجية.

فبدأت تلك الدول بالتحضير للمؤامرة والتي بدأت منذ الإعلان ولكن ظهرت جلياً رغبة تلك الأطراف في 1993 عند الإعلان عن منظومة المجتمعات الكردستانية KCK والتي دعت إلى توحيد جميع القوى الكردستانية دون استثناء برصِّ الصفوف والمطالبة بالحقوق الكردستانية، فكانت بداية خيوط المؤامرة عندما وُضع الكمين للقائد أوجلان في 1996 بدمشق ولكن المؤامرة فشلت، لذا بدأوا بتجميع قواهم وطاقاتهم وضخ الأموال بلا حساب في سبيل القضاء على القائد إلى أن كان يوم 9 تشرين الأول عام 1998 والذي أعدَّ له بالعدة والعتاد وزح القوات العسكرية على الحدود السورية التركية والذي كان قوامها عشرات الالاف من الجنود وجميع صنوف الأسلحة في محاولة اجتياح سوريا والقضاء على القائد فيها، حيث قال القائد آنذاك لقد اكتملت المؤامرة ولن تستطيع أي قوة مجابهتها، فكان قرار القائد أن اختار الخروج من سوريا والتوجه نحو الساحات الدبلوماسية لحل المشكلة الكردية والكردستانية بالحوار السلمي، ولكن وجدنا بأن هذه القوى قد جعلت الأرض والسماء محرماً على القائد، هنا يجب السؤال ما الذي يدفع هذه القوى بأن يحرم الأرض والسماء على شخص القائد؟ نعم أثبتت التجارب العملية التي عايشها الشعب الكردستاني قيمها بشكل صحيح كذلك متابعة القوى المعادية وتقيمهم له يثبت بأن القائد أثبت وبجدارة بأنه صاحب فكر أيديولوجي مجتمعي يدعو إلى حرية المجتمعات وبذلك يكون أول مفكر ينتج فكر أيديولوجي مجتمعي، وهذا بحد ذاته إرادة وعزيمة قادرة على محاربة القوى الظلامية التي تدعو إلى استعباد المجتمعات واستغلال خيراتها وأرضها.

نعم هذه حقيقة واضحة للعيان والتي تؤكد بنظرية الطبيعة “مهما كانت الأزمة عارمة يجب أن يكون هناك نظرية قادرة على استيعاب الأزمة وإيجاد الحلول لها”، فكان القائد صاحب هكذا نظرية وإن دلَّ قدرته على مجابهة الأزمات العارمة التي افتعلتها وتفتعلها قوى الشر والسلطة فهي تدل أيضاً على عظمة فكر القائد الذي مثله في شخصه وطبقه في عمله.

فمن هذا نجد بأن هذه القوى مجتمعة بدأت بِحَبْكِ خيوط المؤامرة في 9 تشرين الأول 1998 والتي امتدت مجابتهم لهذا القائد على مدار 129 يوم إلى أن كان أسيراً بين أيديهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أنهوا فكر القائد أو القضية التي دعا إليها؟ كلا، والسبب أنه منذ بداية المؤامرة وحتى الآن استطاع القائد أن يكون الجواب الصحيح في صد المؤامرة وكسرها، فمن هذه القوى التي عملت على المؤامرة أمريكا وإسرائيل وأوروبا ولكن الأنكى هو أن الأوروبيين هم من طوروا نظام إمرالي وهم جميعهم جعلوا تركيا حارساً على جزيرة إمرالي.

زر الذهاب إلى الأعلى