مقالات

نوروز المقاومة والفداء وتصعيد النضال ضد المحتل

جوان مصطفى

شعلة الحرية والكرامة, شعلة المقاومة التي رفعت في نوروز, بيد كاوا الحداد ومظلوم دوغان رغم بطش الطغاة والمستبدين ستبقى متوقدة وستقاوم وتنتصر.

إن نوروز يحمل الكثير من المعاني بالنسبة للشعوب الآرية, لكنه لدى الشعب الكردي يحمل معاني مضاعفة فهو اليوم الذي تتجدد فيه روح الاندفاع والعمل والنضال من أجل الحرية والكرامة, ولا يزال نوروز مرتبطاً لدى شعبنا بالمقاومة ومقارعة الطغاة والمستبدين وانتزاع حقوقه من براثن أولئك الذين عاثوا فساداً في الأرض زارعين الحقد والكراهية بين نفوس البشر حتى تجاوز ظلمهم الإنسان ليتعدى إلى الحجر والشجر وتتحول هذه الأرض المعطاءة إلى صحراء قاحلة مثل قلوبهم التي انعدمت منها الإنسانية ويوقدون نار حقدهم في كل مكان ليكون وقودها الأطفال والنساء والشيوخ.

على مدار الأعوام السبعة من عمر الحراك الشعبي في سوريا قمنا ومن خلال ثورة 19 تموز بانتهاج سياسة البناء والدفاع والعيش المشترك, بحيث أصبح نظامنا في وسط الركام السوري منارة يهتدى إليه كل عاشق للحرية والكرامة ومحب لثقافة التآخي والعيش المشترك في زمن انعدمت فيه هكذا مبادئ.

خلال سنوات ثورتنا قاومنا الإرهاب ودحرناه وحررنا الإنسانية وأنقذناها من مجازر كان من الممكن أن تكون نهاية للأمن والأمان الذي تعيشه البشرية في جميع أرجاء المعمورة؛ هذه الانتصارات على الإرهاب كانت في ذات الوقت انتصاراً واستئصالاً ليد خليفة الارهاب أردوغان في سوريا, فالتنظيمات الإرهابية التي كان يعتمد عليها لتمرير مشاريعه ومخططاته سقطت الواحدة تلو الأخرى أمام قواتنا البطلة؛ هذا السقوط المدوي لأدواته الإرهابية دفعه إلى الدخول في صفقات بيع وشراء مع الدول التي كانت تدعي حمايتها للأرض السورية ووحدتها؛ وجمع تلك المجاميع الإرهابية وقادتها لشن حرب بربرية ووحشية على شعبنا في عفرين انتقاماً لتلك الأدوات المفلسة.

يحل نوروز هذا العام وشعبنا في شمال سوريا يسطر مقاومة بطولية تخللتها أروع ملاحم البطولة والجسارة والفداء في وجه جيش الاحتلال التركي وأدواته الإرهابية، وخلال مقاومة العصر في عفرين أثبت شعبنا مجدداً أنه أهلٌ للحرية وسيبقى وفياً لمبادئه وسيناضل حتى نيل حريته، فالشعب الذي لديه أبناء مثل أفيستا وبارين وأيلان وبولات والآلاف من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أن يبقى شعبهم حراً كريماً لا يمكن أن يقبل بالذل والخنوع حتى وإن اجتمعت عليه جميع القوى الإرهابية في العالم.

لقد قام شعبنا وقواتنا البطلة بالدفاع عن مناطقها في عفرين رغم الصمت الدولي المخزي والذي شكل وصمة عار على جبين النظام العالمي والدول المتحضرة التي تدَّعي احترامها لحقوق الإنسان في وقت كان شعبنا في عفرين يتعرض للمجازر اليومية أمام مرأى ومسمع دولٍ كانت تتغنى بشجاعة وبطولة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة, لكنهم أمام الإرهاب الأردوغاني صمتوا وأصبحوا شركاء في جريمة بشعة ترتكب بحق شعبٍ يتم تهجيره عن أرضه التاريخية في القرن الحادي والعشرين.

اليوم دخلنا مرجلة جديدة من المقاومة وسيكون العام 2018 عاماً للمقاومة ضد المحتل التركي في سوريا ولن يهنأ هو وأدواته الإرهابية في أرضنا.

خيارنا المقاومة وسنبقى أوفياء لخيارنا هذا حتى دحر المحتل التركي، وهذا يتطلب من شعبنا وجميع القوى الديمقراطية النفير العام وتسخير جميع الإمكانيات والخيارات بالوقوف في الخندق الواحد لمواجهة أشرس هجمة إرهابية عرفتها البشرية على مقدساتها ووجودها.

زر الذهاب إلى الأعلى