ثقافة

مهرجان كوباني الدولي للأفلام بعيون الغرب

حظيت مدينة المقاومة كوباني بما لم تحظَ به أي مدينة شرق أوسطية أخرى من حيث اهتمام العالم، مقاومتها التاريخية سهلت لها العبور إلى سجل التاريخ العالمي، كوباني باتت اليوم لا تقل أهمية ومكانة عن ستالينغراد التي تسمى أيضاً لينين غراد، مدينة الصمود والمقاومة كوباني استضافت خلال أيام (13-19) تشرين الثاني الجاري مهرجان الأفلام الدولي باسم <مهرجان كوباني الدولي للأفلام>.

المهتمون بالشأن وصفوا هذا المهرجان بالحظوة التاريخية، لا سيما وأنه انعقد تحت شعار <ثقافة المقاومة، مقاومة الثقافة>، فيما اعتبره بعض الكرد نصف إنصافٍ من التاريخ على حريق سينما عامودا ذلك الجرح الذي لا يندمل، فقبل 58 سنة من الآن، في مدينة عامودا التي تقع في أقصى الشمال السوري وتبعد عن مدينة قامشلو 25 كم وعن الحسكة 80 كم، تحديداً في سينما (شهرزاد) التهمت النيران جسد  283 طفلاً من أبناء عامودا الذين تم جمعهم بناءً على طلبٍ من مدير ناحية مدينة عامودا لحضور فلم بعنوان ”جريمة في منتصف الليل” وذلك لجمع سعر التذاكر وتقديمها كدعم للثورة الجزائرية، وباتت بعد هذه الحادثة كلمة (سينما) مرتبطة باسم عامودا، فمتى ما تم ذكر اسم المدينة حتى خطر على بال المرء حريق سينماها.

وفي الذكرى السنوية لحريق سينما عامودا عقد كومين فيلم روج آفا <مهرجان كوباني الدولي للأفلام> بمشاركة 86 فيلماً من نحو 20 دولة أوروبية وأمريكية وآسيوية دام لسبعة أيام متتالية من الساعة الثالثة ظهراً حتى الثامنة مساءً، تم فيه عرض مجموعة من الأفلام.

يقول شيرو هندي أحد إداريي كومين فيلم روج آفا: “في حريق سينما عامودا راحت أرواح الأطفال ونحن في مهرجاننا هذا سنعيد ذكرى تلك الأرواح”.

بطاقة تعريفية لمهرجان كوباني الدولي للأفلام

الحدث: مهرجان كوباني الدولي للأفلام

المكان: مدينة كوباني- مركز باقي خدو للثقافة والفن

الزمان: 13-19 تشرين الثاني 2018

التوقيت: يومياً من الساعة الثالثة حتى الثامنة مساءً

المنظم: كومين فيلم روجآفا

الشعار: ثقافة المقاومة، مقاومة الثقافة

السبب: لاستعادة فكرة مشاهدة الفيلم في السينما، وترسيخ ثقافة الفيلم.

ارتباطاته: ذكرى حريق سينما عامودا، مقاومة كوباني التاريخية

تألفت لجنة التحكيم من:

ميلان سولاي الفرنسية، ورشيد بوقسيم المغربي، وخافيير كوركيرا من البيرو، بالإضافة إلى المكيسكي ليوناردو هيبلوم والايسلندية كاترين أوليف دوتر، وبيريفان خالد من روجآفا.

غيابها عن المهرجان

اللجنة التحكيمية حاولت الدخول إلى شمال سوريا والوصول إلى مدينة كوباني إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، بعدما منعت سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في باشور كردستان من عبور أعضاء لجنة التحكيم إلى مناطق شمال سوريا، حيث قالت عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان وعضو كومين فلم روج آفا صافيناز عفدكي إن حكومة جنوب كردستان منعت أعضاء اللجنة التحكيمية من العبور إلى شمال سوريا والمشاركة في فعاليات اليوم الأخير من المهرجان.

الإعلان عن الفائزين

كومين فيلم روجآفا أرسل الأفلام إلى اللجنة التحكيمية التي تألفت من قسمين، الأول لتقييم الأفلام القصيرة والثانية للأفلام الوثائقية. وقامت اللجنة بمتابعة الأفلام وتقييمها وأرسلوا شريطاً مصوراً للإعلان عن الأفلام الفائزة وكانت النتيجة كالتالي:

الأفلام الفائزة في المهرجان

فيلم “تنفس” كأفضل فيلم خيالي للمخرج الإيراني فرشيد أيوبي نجاد في قسم الأفلام القصيرة، كما اختارت اللجنة فيلم “الجد الأفريقي” كأفضل فيلم للرسوم المتحركة للمخرجين زوزو جين وتينا غولافيتش ومارينا فارغوي.

ومنحت جائزة أفضل فيلم وثائقي لفيلم “بعيد” للمخرجة التركية ليلى توبراك.

أما جائزة أفضل فيلم عن المرأة فذهبت إلى فيلم “آسيا” للمخرجة المغربية مليكة زايري؛ في حين حصل فيلم “قطرة بقطرة” على جائزة أفضل فيلم من إخراج امرأة للمخرجة البرتغالية لورا كونجيلفيس.

والفيلم الإسباني “صمت الآخرين” للمخرجين المودنا كاروكيدو وروبرت بهار فاز بجائزة لجنة التحكيم، وفاز فيلم “بئر” للمخرج التركي وايسي آلتا بجائزة الجمهور، كما منحت لجنة التقييم جائزة خاصة لمؤسسة كومين فيلم عفرين.

ماذا قال الغرب عن هذا المهرجان

بعد مرور ثلاثة سنواتٍ على تحرير كوباني, وتخليداً لذكرى المقاومة ووجود الآلاف من القصص المذهلة الّتي جسّدتها هذه المقاومة لتظلّ هذه القصص خالدةً في أذهان سكانها وسكّان العالم.

ومن أجل تعزيز الحوار والتآزر المجتمعي في جميع أنحاء المدينة والعالم، أكّد المنظّمون للمهرجان تجهيز ورشاتٍ للعمل والفرق الموسيقيّة الفلكلوريّة والعروض, ومن خلال فعاليّات المهرجان وأفلامه يتمّ مشاركة الحقائق والتّجارب المحليّة مع جميع أنحاء العالم.

وتناول هذا الاحتفال الحيوي للفنون والسينما موضوعات المقاومة والمرأة والثقافة.

وكانت المسابقة هذا العام للأفلام القصيرة (مفتوحة المواضيع) والأفلام الوثائقيّة الطّويلة حول المقاومة, كما قسمٌ خاصٌّ لأفلام المرأة (صانعو الأفلام) أو حول المواضيع المتعلّقة بالمرأة، وكذلك حلقات العمل واللوحات, كما تمّ تقديم أفلامٍ خاصّةٍ عن مقاومة عفرين من خلال عرض أفلام صنعها مخرجون من عفرين, ومن خلال هذا المهرجان هدف المنظّمون إلى استكشاف طرقٍ جديدةٍ لفهم السّينما ودورها في روج آفا وفي الخارج.

قال مشاركون أجانب في مهرجان كوباني الدولي للأفلام:

من أجل تعريف الجمهور بتنوع هذا الفنّ, والمشاركة في تنمية الإحساس الفني البصري، نقوم بفحص مجموعةٍ غنيّةٍ من الأفلام من جميع أنحاء العالم إلى جانب أفلامٍ لمخرجين  إقليميين, ولتعزيز الروابط بين روج آفا والعالم قمنا بدعوة العديد من الضّيوف ومن مختلف البلدان لحضور المهرجان والاجتماع مباشرةً مع الجمهور, وهذا كان فرصة لسكّان روج آفا وصانعي الأفلام المحترفين من أجل تبادل وجهات النّظر, كما وجد الجمهور هناك فضاءً للترفيه, ليتمكنوا من خلاله الاتّصال بذاتهم الإبداعيّة، وتطوير تفكيرهم النّقدي بعيداً عن قسوة واقع منطقة الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى