مقالات

كيف ستتعامل دول العالم مع حركة «طالبان» بعد اليوم؟

مصطفى عبدو

بعد سيطرتها السريعة الكاملة على أفغانستان، أصبحت حركة «طالبان» واقع فرض نفسه على العالم .. فكيف ستتعامل دول العالم مع الواقع الجديد «طالبان»؟

يشير بعض المراقبين إلى أن «طالبان عام 2021 تختلف ولو قليلاً عن «طالبان» التي حاربها التحالف الغربي قبل 20 عاماً، وهذا ما يجب أن تلتفت إليه دول العالم وتبني عليه، فتكثف العلاقة بها وتحتويها وتساهم في تنميتها وتعليمها ونهضتها والدفع بها أكثر نحو الاعتدال؛ لأن فعل العكس بمناوئتها ومساندة خصومها سيدفع بها للارتماء في حضن الحركات الإرهابية، فتعود أفغانستان تارة أخرى ملاذاً للمطاردين من الإرهابيين الذين يزدهرون دائماً في الدول المضطربة، وتضعفهم التنمية في البلدان المزدهرة المستقرة” بحسب المراقبين.

نعود إلى «طالبان» وفي تقديري سيكون عليها الآن بعدما باتت في الحكم أن تواجه تحديات في إحدى أفقر دول العالم والمعزولة دبلوماسياً وإحدى هذه التحديات يتعلق بالشكوك في الحركة من جانب جميع دول العالم، إذ لا تزال الكثير من هذه الدول تتذكر حين كانت الحركة في السلطة كانت تطبق نموذجاً متشدداً من الشريعة وتعدم المعارضين السياسيين وتضطهد الأقليات الإثنية.

ولمواجهة العزلة الدولية، يبدو أن «طالبان» تميل اليوم إلى السعي للحصول على اعتراف أكبر في الخارج رغم أن غالبية الدول علّقت أو أغلقت بعثاتها الدبلوماسية في كابل. فقد أطلقت حركة «طالبان» أمس (الثلاثاء) مزيداً من التطمينات لخصومها وللمجتمع الدولي، مكررة تعهدها تشكيل «حكومة جامعة» ورغبتها في الانفتاح على جميع دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وأنها تعتزم اعتماد سياسة مختلفة وبدأت الحركة بإجراء اتصالات مع عدد من القوى الإقليمية، مثل باكستان وإيران وروسيا والصين أو حتى قطر بالرغم من أن أياً منها لم تعترف بعد بالنظام الجديد في كابل.

ومع ذلك فإن الكثير من الأفغان ما زالوا يفقدون الثقة بالوضع الجديد فكيف ستنجح «طالبان» من إزالة شكوك المجتمع الدولي وشرائح المجتمع الأفغاني الذين يخشون عودتها لسياساتها المتشددة سابقاً؟.

زر الذهاب إلى الأعلى