مقالات

التحديات

مصطفى حمو

لعل المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والتحديات التي تواجه كل من سوريا ولبنان والعراق وتركيا بشكل خاص يحتم على القوى الفاعلة التحرك حسب حساسية المرحلة، وبالتالي حماية مصالحها ومكتسبات الشعوب أمام الغزو الامبريالي الذي بنى نفسه ومازال يزيد من قوته على حساب شعوب المنطقة, لذلك توعية شعبنا الكردي والمكونات الأخرى وجعلهم يدركون خطورة الوضع وخطورة مخططات الإبادة التي تُرسم له هي من أولى أولوياتنا الأخلاقية والوطنية والحزبية.

 إن ما يجري في سوريا لا يستهدف الكرد فقط، وإنما يستهدف كل فكر ديمقراطي يسعى إلى تثبيت مشروع الأمة الديمقراطية, فالدول المحتلة لكردستان تعلم أنه بنجاح هذا المشروع ينتهي مشروعهم الاستبدادي, ففي كل خطوة تخطوها الإدارة الذاتية على المستوى المحلي والعالمي نرى ارتفاع وتيرة العداء وتشويه صورتها على الساحة الدولية, وهذا ما لاحظناه بعد افتتاح ممثلية الإدارة الذاتية في جنيف من خلال ردة فعل الدولة التركية والسورية المعادية، كذلك محاولة النظام لمنع إجراء الانتخابات في مناطق شمال شرق سوريا وتحريضها للعشائر بعدم المشاركة وذلك بإسناد من الاستخبارات التركية من خلال تنفيذ بعض العمليات داخل المدن الكبرى لإفساد السلم والأمن الذي تعيشه المنطقة وشن الهجمات على المناطق من ديريك إلى الشهباء لوضع المنطقة في حالة عدم استقرار.

 إن عدم التقدم في الحوار الكردي الكردي وبالتالي عدم وجود نتائج ملموسة؛ تصب في نفس السياسة، وهي عدم حصول الإدارة الذاتية على شرعية دولية وعدم الاعتراف بها وتفكيكها من الداخل سواءً من الداخل الكردي أو بين الكرد والعرب، وللأسف مرة أخرى يجعل الحزب الديمقراطي الكردستاني من نفسه أداةً لتنفيذ مثل هذه المخططات ووضع نفسه تحت إمرة الاستخبارات التركية السورية العراقية، وأصبح ذلك واضحاً للعالم أجمع من خلال إرسال البشمركة إلى الخطوط الأمامية لمواجهة الكريلا، واعتقال ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ودعم مخططات الدولة التركية في عفرين وانتهاج نفس السياسة لعرقلة توحيد الصف الكردي الهادفة إلى إمحاء الهوية الكردية وجعل هولير عاصمة للاستخبارات التركية والميت التركي وتسهيل حركتهم بشكل كبير داخل جنوب كردستان.

ربما لا تشهد مناطق الإدارة الذاتية مواجهة عسكرية أو توغل تركي داخل مناطق الإدارة الذاتية، ليس لعدم رغبتها، ولكن لمعرفتها بمدى قوة الدفاع الذاتي لدى قوات سوريا الديمقراطية، وثانياً لأنها وبالتعاون مع النظام تحاول إفشال واختراق الإدارة الذاتية من الداخل وبالتالي كسر إرادتها وذلك بوضع مناطقها في حصار خانق لإخضاعها لقرارات النظامين التركي والسوري.

زر الذهاب إلى الأعلى