مقالات

قيادي بارز…!

دوست ميرخان

كشفت الأزمة السورية الستار عن الكثير من الشخصيات التي لا تتسم ربما بأدنى معايير الشخصية معناً ومضموناً، كذلك الأطراف والتيارات التي لا تزال تدعي أنها تمارس السياسة وأنها صاحبة قضية، لا بل ذهب البعض منها أبعد من ذلك في أنها تعارض النظم الاستبدادية والديكتاتورية وتنادي بالديمقراطية والاشتراكية والحرية.

لن نطيل الحديث عنهم فهم كما يقال” سيماهم في وجههم”، لأن من يُجزلون في التنظير والهرطقة المفرغة من الجوهر والمعنى ليسوا سوى طبول فارغة.

في قراءة سريعة لثماني سنوات من الأزمة في سوريا وحتى قبلها لبعض تلك النماذج التي غالباً ما يكون مصدرها الريحانية أو غازي عنتاب أو اسطنبول أو دمشق وفي أي مكانٍ آخر يتخندقون ويرتزقون منه نجد أن معظمهم يوظفون الاسطوانة ذاتها في توصيف الحراك السياسي والاجتماعي وروج آفا بكل أشكال الدونية ويرون  في أنفسهم الأعلون والمُنزَّلُون، وهنا لا أتحدث عن الجماعات الإرهابية ومن يمثلهم كونهم يعترفون بأنهم إرهابيين قولاً وفعلاً حتى وإن كانوا بربطات عنق.

(في حديث لـ علي مسلم ” قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا”  أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض لـموقع (باس نيوز) عن اللقاءات التي جرت في دمشق والاجتماعات التي حدثت بين مجلس سوريا الديمقراطية وبين ممثلين عن النظام السوري في وقتٍ سابق والتي لم تفضِ إلى نتيجة حتى الوقت الراهن وحسبما صرَّح عنه مسؤولون في مجلس سوريا الديمقراطية بأن “هذه الاجتماعات لم تكن سوى لقاءات طرح فيها الجانبان بعض القضايا السياسية والاقتصادية والخدمية ولم تُفْضِ هذه اللقاءات في النهاية إلى أية نتيجة تذكر حتى الوقت الراهن “.

يقول باس نيوز: وفي تعليق على «خارطة الطريق» التي قالت الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في غرب كوردستان (شمال سوريا) وشرق البلاد ، إنها أعدتها  لإجراء محادثات بشأنها مع النظام السوري حول مصير مناطق شمال سوريا ، كان آزاد برازي، عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الوحدات الكوردية السورية YPG  )، قد دعا النظام إلى ” الانفتاح على مكونات الشعب السوري في شمال سوريا و فتح باب الحوار بجدية و التخلي عن ذهنيته التقليدية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار لوطننا سوريا».

يقول المدعو “البارز” وحسب (باس نيوز): «هذه البنود التي جاءت على صيغة شروط استسلام لا تمثل الكورد في شيء سوى أنها جاءت في إطار تتويج للهزيمة  التي مُني بها  PYD في الجانبين السياسي والاجتماعي وهي ربما تكون المرة الأولى الذي يبادر فيها هذا الحزب».

مضيفاً، « تمكن (PYD)عبر أكثر من خمس سنوات من السطو على المشهد السياسي ليس في المناطق الكوردية فحسب بل طال ذلك المناطق الأخرى المحيطة بغية تأليب المكونات الأخرى على الكورد في صورة زرع العداوة المستدامة على اعتبار أنهم كانوا يدركون أن ما يقومون به سوف لن يُكتب له النجاح ولن يدوم على اعتبار أنها حالة مؤقتة تنتهي بانتهاء الأزمة”. ويتابع قائلاً: ” هذه البنود التي جاءت على صيغة شروط إنما هي توقيع لوثيقة هزيمة ، وفي الوقت نفسه هي وثيقة تبرهن أن لا علاقة لهم بالكورد ولا بحقوق الكورد».

و حسب باس نيوز أن PYD طرح «خارطة طريق» تتضمن عشرة بنود لإجراء محادثات مع النظام السوري بشأنها، ويذكر الموقع نفسه إن “خارطة طريق” الإدارة الذاتية التي سوف تقدمها الإدارة للنظام ، وطالعتها (باس نيوز) تتضمن عشرة بنود لإجراء محادثات بين الطرفين وهي:-  وحدة الأراضي السورية ـ النظام في سوريا نظام جمهوري ديمقراطي، والإدارات الذاتية جزء من هذا النظام الجمهوري الديمقراطي المستقبلي ـ الإدارات الذاتية لها ممثلون في البرلمان في المركز (دمشق) ـ الدبلوماسية في مناطق الإدارات الذاتية تسير بما لا يتعارض مع مصالح الشعب السوري، والدستورـ قوات سوريا الديمقراطية هي جزء من الجيش السوري، والمسؤولة عن حماية الحدود السورية ـ التعلم باللغة الأم وهي أساس التعليم في مناطق الإدارات الذاتية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية في عموم سورياـ توزيع الثروات السورية على المناطق السورية بشكل عادل.

 بالطبع هذه البنود وبنود أخرى مماثلة يذكرها باس نيوز ويحللها ” البارز” وهو في ذروة ((هيجانه السياسي والقومي والعاطفي وإلهامه الفكري والتحليلي))، نسيَ تماماً كل الهزائم التي مُني بها اُسُّهُ السياسي شريك إرهابيِّي داعش والنصرة وأحرار الشام المهزومين، البارز  وكأشقائه البارزين؛ مدَّ يدهُ إلى جحافل جيش الإرهاب الاردوغاني التي احتلت عفرين وهجرت أهلها وعاثت فيها الخراب والإجرام بكل أشكاله، وجاء المدعو البارز ليوظف كل دهائه الشيطاني في كيفية التشويش ودحض الإنجازات التي تحققت في روج آفا وشمال سوريا ليس بفضلPYD  فقط وإنما بفضل دماء آلاف الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الكردي والعربي والمكونات الأخرى والتي تُنَظِّم نفسها اليوم في إطار حياة سياسية حرة ديمقراطية دون قيد أو شروط، وحزب الاتحاد الديمقراطي جزء رئيسي وفاعل في المنظومة الديمقراطية المتشكلة في شمال وشرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى